القوانين... يصوغها اصحاب المصالح وتحميها الحكومات

تم نشره الثلاثاء 22nd أيّار / مايو 2012 12:27 صباحاً
القوانين... يصوغها اصحاب المصالح وتحميها الحكومات
نايف بركات ربابعة

 ما من قانون يصدر لتنظيم عمل مؤسسات أو شركات أو هيئات إلا ونجد فيه الكثير من الغبن للمواطن البسيط الذي لا حول له ولا قوة الا السمع والطاعة والالتزام والامتثال لكافة بنودها, ومثل هذه القوانين يتم اقرارها بسهولة لعدم جدوى الاعتراض عليها من عامة الناس المتأثرين بهامن جهه, ودعمها وعدم الاعتراض عليها من اصحاب المصالحوالتفوذ المستفيدون من تطبيقها من جهة اخرى، وبعد إقرارها تصبح الحكومة الذراع التنفيذي والسيف المسلط على رقبة المواطن وخاصة إذا تعلق الأمر بفرض الضرائب والية التحصيل فتقوم الحكومة بعمل الجابي لتلك المؤسسات وإذا حصل تعارُض مصالح بين المؤثرين في صياغة القوانين يكون من شبه المستحيل إقرارها ومثال ذلك قانون المالكين والمستأجرين الذي تحاول الحكومة إقراره منذ سنوات ولم تنجح. وهناك قانون الأحزاب والانتخاب يعتبر إقرارها من اعقد الأمور لتضارب مصالح أصحاب النفوذ.

اما القوانين التي تفرض الرسوم والضرائب على المواطن العادي فكما أشرت تقوم الحكومه بعمل الجابي ومثال ذلك التأمين على المركبات فلا يمكن ترخيص سيارة إلا بعد التأمين عليها لدى احدى شركات التأمين، اما حق المواطن على الشركة فلا يحصل عليه الا بعد عناء ومحاكم وقد يتنازل عنه لارتفاع كلفة أو تعقيد إجراءات تحصيله، وكذلك معاملات البنوك إذ أن الدوله تفرض على جميع موظفيها ومتقاعديها فتح حسابات لدى البنوك لتقوم بتحويل الرواتب اليها، ومن ثم تبدأ البنوك بفرض الرسوم والضرائب على هذا الحساب من رسوم شهريه او استفسار أو بدل رسائل لا تصل الى العميل والاهم من ذلك ان المواطن اذا رغب بتغيير البنك الذي يتعامل معه فان وزارته او دائرته او الجهه المصدره للراتب ترفض الا بعد الحصول على براءة ذمه من البنك الذي بدوره يفرض على مثل هذه الوثيقه مبلغيزيد عن عشرون دينارا. فإذا لم يكن هناك التزام من المؤسسة او الوزارة او الدائرة تجاه البنك بانها ستستمر بتحويل الراتب فلماذا لا تقوم بتحويل الراتب الى أي بنك يرغب به المواطن. وكذلك رسوم تأمين عدادت المياه والكهرباء وخطوط الهاتف فجميعها تستوفى قبل التركيب ويجب دفعها في كل مرة يتم نقل ملكية العقار من شخص لاخر بسبب البيع او الوفاة رغم ان هذه الشركات تملك أيضا حق ايقاف الخدمة رغم وجود التأمين، وفي أكثر الحالات لا يقوم بائع العقار او الورثة باستلام تلك التأمينات لتعقيد اجراءات استردادها اذ يجب المراجعة اكثر من مرتين على الاقل، أليس من الممكن ان يتم نقل هذه الخدمات الى المالك الجديد بمجرد تقديم سند التسجيل وعلى نفس الرسوم المدفوعة من قبل، أم هي لعبة المماطلة!

هذه أمثلة قليلة من كثير لا يمكن حصره في مقال او شكوى. ولكن يمكن تفاديها عند تشريع القوانين لو تحرى المشرع العدالة والبعد عن المصالح الشخصية والانانية. والسؤال هنا أليس من واجب المشرع حماية حق المواطن كما يحمي أصحاب المصالح والنفوذ!



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات