إيران النووية تعجز عن تزوير جواز سفر إسرائيلي
المدينة نيوز - كل جواز سفر صدر عن أي دولة منذ منتصف تسعينات القرن الماضي نراه يتضمن في أسفل صفحته المحتوية على صورة وبيانات صاحبه سهاما متجهة يسارا، كالبادية في صورة تنشرها "العربية.نت" لجواز سفر إسرائيلي تزعم إيران بأنه لمجيد جمالي فشي، مواطنها الذي أعدمته الأسبوع الماضي بتهمة قتل عالم نووي إيراني بأوائل 2010 في طهران بالتخطيط مع الموساد.
هذه السهام تنتهي دائماً إلى يسار الصفحة بحرف P متبوعاً عن يمينه بسهم تليه 3 أحرف ترمز اختصارا للدولة، أي ISR لإسرائيل مثلا، أو LBN للبنان، أو SAU للسعودية، ومعها اسم عائلة صاحب الجواز، وبعده بسهمين نجد اسمه الأول، وهذه هي جوازات السفر الشرعية الأصيلة والمعترف بها دولياً، وغير ذلك هو جوازات مفبركة ومزورة.
وجواز سفر الشاب الذي قضى شنقاً بعمر 26 سنة، فيه إشكالات تؤكد أنه مزور، ومزور بفشل لا يتناسب مع القدرة على بناء منشآت نووية وامتلاك تكنولوجيا حملت إيران على القول الشهر الماضي أنها "صنعت" نسخة من طائرة أمريكية متطورة من دون طيار استولت عليها حين دخلت مجالها الجوي للتجسس عليها منذ 6 أشهر، وهو ما شككت به الولايات المتحدة.
جواز بصورة مائلة غير قانونية الإشكالات تطرق إليها الإيراني بوتكين أزرمهر في مدونته الشهيرة باسمه، كما اكتشفت بعضها "العربية.نت" أيضا بعد اطلاعها على ما كتب أزرمهر بالإنجليزية أمس الثلاثاء، إضافة إلى فيديو خاص بالتحقيق مع مجيد جمالي فشي والذي ظهر فيه جواز سفره ولقطة سريعة لإعدامه، إلى جانب النظرة البسيطة في الصفحة الرئيسية لجواز السفر المفبرك.
لا نجد في الجواز الإسرائيلي حرف P المتبوع بالأحرف الدالة على اسم الدولة، بل نجد ISR في أعلى الصفحة لا أسفلها، كما في الجوازات الحديثة، ولا نجد اسم عائلة صاحب الجواز، ولا اسمه الأول من بعدها بسهمين، وهذا يؤكد أن الجواز الذي تم تزويره صادر قبل تسعينات القرن الماضي، وليس في 2003 كما هو وارد فيه، أي عندما كان فشي بعمر 7 أعوام على الأكثر.
وأغرب ما في الجواز أن رقمه لا يظهر في الصفحة المفترض ظهوره فيها، وأن صورة فشي ليست قانونية لجوازات السفر التي تلزم طالب الجواز أن تكون صورته أمامية بالكامل ومباشرة مع الكاميرا، لا مائل الوجه. كما أن الموساد ما كان ليضع صورة غير قانونية لأحد عملائه على جواز يزوده به ليسافر إلى دول أوروبية وغيرها فيثير شكوك سلطات المطارات بسهولة.
وفي الصورة نلاحظ وجود ظل عند الأطراف اليمنى للرأس، ولأن الظل بالجهة اليمنى فلا بد من وجود ضوء إلى اليسار، لكن هذا الضوء لم يعكس أي ظل للأنف بشكل خاص على الخد، وهذا يؤكد أن صورة فشي تم وضعها مكان صورة صاحب الجواز الأصلي كيفما كان، أي فقط لإظهار علاقته بالموساد أمام الرأي العام الداخلي، فكانت عملية تزوير للاستهلاك المحلي.
جواز سفر من دون تاريخ ميلاد كما أن جواز سفر فشي صدر في 17/11/ 2003 كما هو ظاهر في البيانات، وكان عمره 17 سنة في ذلك الوقت، الا أنه يبدو في العشرينات من عمره بالصورة، لا مراهق.
نجد في الجواز أيضا أن تاريخ ميلاد صاحبه غير مكتمل، فقد ظهر منه 01/12/ فقط، من دون السنة التي ولد فيها، وهو ما يؤكد أن المزورين قاموا بمحوها، ثم نسوا إضافة العام 1986 الذي ولد فيه فشي، أو لم يرغبوا أصلا بإضافته من باب الاستخفاف بالمشاهد المحلي الذي استمع إلى نشرة للأخبار متلفزة تطرقت لإعدامه.
وفي النشرة ظهرت صورة جواز سفر مجيد جمالي فيشي الإسرائيلي، ولكن باسمه المستعار وهو رام سوليماني، سريعة مدتها 3 ثوان فقط، بحسب ما اطلعت عليه "العربية.نت" في فيديو عنها، إضافة إلى لقطة سريعة أيضا لإعدامه تم التقاطها من بعيد بحيث لم تظهر ملامح وجهه، مما حمل معارضين إيرانيين على التشكيك بقصة الإعدام برمتها، خصوصا أن أحدا لم ير جثته.
قالوا إنه ليس لفشي أي علاقة بمقتل العالم النووي، وإنه لم يعدم، وقد يكون حيا في زنزانة انفرادية لن يخرج منها إلا جثة هامدة، وإنهم اتهموه بالقتل ككبش فداء، بينما القاتل الحقيقي هو المخابرات التي قامت بتصفية العالم النووي بعد اكتشافها بأنه كان ينوي الفرار من البلاد وطلب اللجوء في الولايات المتحدة أو غيرها.
( العربية )