وزارة الثقافة تستذكر عرار في ذكرى وفاته

المدينة نيوز - يبقى شاعر الأردن الكبير مصطفى وهبي التل ( عرار ) رمزاً إبداعياً وقامة ثقافية يزداد ألقها مع مرور الأيام، فقد كان من الشعراء العرب الرواد في تجديد الشعر، والقفز على المألوف في الشكل والمضامين وفقا لقول وزير الثقافة الدكتور صلاح جرار .
وأضاف وزير الثقافة في كلمة وجهها بمناسبة ذكرى مرور ثلاثة وستين عاماً على وفاة شاعر الأمكنة والمهمشين أن الشاعر والمناضل مصطفى وهبي التل نبت بين أغاني الأعراس وترويدات الحصادين وطقوس الشعر وحكايات الجدات الموغلات بالحكمة .
ففي 25 ايار 1899 ولد عرار ليكون عهده مع الشعر والإبداع هو عهد لحياة مختلفة ، مفتوحة على المغايرة ومفطورا على الوطنية والمحبة ، ليكون قامة باقية كتّل اربد وذكراه تمتد بامتداد الزمن اللانهائي .
وبَّين الدكتور جرار أن عرار كان شاعراً مثقفاً ، امتاز شعره بالسلاسة والبحث عن شخصية مختلفة، وحملت كثير من أشعاره استشرافات مستقبلية ثبتت صحتها فيما بعد، كما حدث بتنبئه بنكبة ال 48 ، وتواصل مع عدد من معاصريه من الشعراء أمثال إبراهيم ناجي ، احمد الصافي النجفي ، إبراهيم طوقان ، عبد الكريم الكرمي ، والشيخ فؤاد الخطيب , وشارك في سجالات الشعراء في ديوان المغفور له جلالة الملك عبد الله الأول طيب الله ثراه .
غير أن بنية الشاعر الحرة كما قال الدكتور جرار بقيت تتحرك في داخله كجمرة اليقظة التي لا تهدأ , وترك المدرسة اثر خلافات عائلية ، وغادر إربد مرة أخرى قاصداً اسطنبول هذه المرة يرافقه صديقه محمد صبحي أبو غنيمة في العشرين من حزيران 1917 ، غير أن الرحلة لم تكتمل ولم يبلغا مبتغاهما فأقام مصطفى في ( عربكير) عند عمه قائم مقام هذه المنطقة ، حيث عمل مدرساً لمدة عام تقريباً ، وتزوج من فتاة كردية وهناك ولد بكره الشهيد وصفي التل .
وأكد وزير الثقافة أن الوزارة اعادت نشر ديوان عرار ( عشيات وادي اليابس ) ضمن مشروع مكتبة الأسرة حيث صدر في خمسة الاف نسخة وزعت في محافظات ومدن وبلدات المملكة ، وتقوم الوزارة على متحف ( بيت عرار ) في إربد وتقديم الدعم لمهرجان شعري سنوي يقام باسم الشاعر الكبير وتعقد فعالياته في بيت عرار مبينا ان الوزارة ستبقى تؤكد على حضور هذا المبدع الكبير من خلال أنشطتها المختلفة ونشر دراسات جادة في شعره ونثره، وتعلقه بالمكان الأردني وبالقضايا الوطنية والقومية, فقد وزع عرار سنوات عمره المعدودات على ربوع الوطن ، شرب مياه ينابيعه من الشمال إلى الجنوب ، وجعل من قصائده مدونات للقرى والمدن وساكنيها .
وأكد أن عرار كـان شـاعر الوطـن والكادحين وصاحب الرغبة في الانفلات نحو آفاق مغايرة من الحرية والحياة ، فهو يحمل رؤية خاصة سبقت عصره، وآمن بنقاء المهمشين، لأن الحياة الحقيقية لا أن تعيشها كما هي ، بل بقدر ما تغير فيها وفيما سيأتي.
وقال الدكتور جرار ان عرار توفي في يوم عماني داكن ، بعد يوم واحد من ذكرى يوم مولده، كان ذلك يوم الثلاثاء في الرابع والعشرين من ايار العام 1949 في مستشفى عمان الحكومي ، لتحزن مياه السيل وتغرورق رأس العين بالدمع ، ولتتجمع الأماكن التي أحبها لا لتودعه بل لتخلد ذكراه إلى الأبد.
يــا أردنيات إن أوديت مغتـــربا فانســــجنها بأبي أنتنّ أكفانــــي وقلن للصّحب : واروا بعض أعظمه في تــلّ إربد أو في ســفح شيــحان قــالوا : قضى ومضى وهبي لطيته تـغمـدت روحه رحمات رحــمان عـسـى وعـلّ به يـوما مـكحــــلة تمـرّ تتـلو عليــه حـزب قـــرآن.( بترا )