لا تنخدعوا بهولاند كما انخدعتم بأوباما
تم نشره الأحد 27 أيّار / مايو 2012 01:15 صباحاً
هيثم المومني
المتتبع والمراقب للأمور على المستوى العالمي يجد ان هناك توحد في السياسات الأوربية والأمريكية تجاه العالم العربي, واكبر دليل على ذلك تعاطي أمريكا وأوربا مع القضية الفلسطينية وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة، فهل سيقوم الرئيس الفرنسي الجديد "فرانسوا هولاند " بتغيير سياسة فرنسا وخاصة تجاه الوطن العربي أم انه سيستمر في النهج الفرنسي في التعامل مع العالم العربي في إطار رؤية الاتحاد الأوربي وأمريكا؟
فرنسا دولة ديمقراطية, والدول الديمقراطية لا تؤثر في سياساتها تعاقب الأشخاص وخصوصا السياسة الخارجية للدولة تجاه العرب وغيرهم, عكس سياسات الدول العربية القائمة على سياسة التبعية والقائد الأوحد, وفرنسا دولة مؤسسات، والثوابت السياسة الفرنسية مبنية على مبادئ الحرية والديمقراطية والعلمانية ولا يمكن أن تتغير مع تغيير الرؤساء, وسياساتها الخارجية لا ترسم بشكل ارتجالي ولا تخضع لتغيير الأشخاص والأحزاب ولكنها محكومة بمصالح فرنسا, والسياسة الفرنسية ترسم من قِبَل مؤسسات الفكر والدراسات والشركات الاقتصادية والتي يكون على رأس هرم أولوياتها مصلحة فرنسا العليا فهي فوق كل الاعتبارات الحزبية والانتخابية, لذلك تشهد السياسة الفرنسية الخارجية مع كل رئيس جديد للبلاد تغييرا في الآليات فقط.
"فرانسوا هولاند " الرئيس السابع للجمهورية الفرنسية أعاد فرنسا إلى اليسار السياسي بعد 17 عاما من حكم اليمين, مع حالة من عدم الارتياح تعم أوروبا بعد فوزه وخسارة منافسه نيكولا ساركوزي, ولدى الرئيس الفرنسي الجديد هولاند رغبة أكيدة في إظهار سريع بأن فرنسا تنتهج سياسة جديدة تختلف عن سياسة ساركوزي واليمين بشكل عام, وهذا ظهر جلياً من خلال بعض الدلائل مثل زيارته لألمانيا, وزيارته لأمريكا وتصريحه بتوقف الجيش الفرنسي عن القتال في أفغانستان واكتفائه بالدعم الفني, ولكن الفعل البطيء والمتردد لهولاند وفريقه ستكون واضحة في أشهر الحكم الثلاثة الأولى وذلك لأنهم سيكونون مجبرين على معالجة التركة السيئة التي خلفها ساركوزي في إصلاح الشأن الداخلي لفرنسا حيث إن الاقتصاد الفرنسي والأوضاع المالية في فرنسا لا تزال في وضع غير مستقر وهناك ارتفاع في العجز لديها, وفوز هولاند في الانتخابات أيضاً سيكون له تداعيات مؤثرة في منطقة اليورو خصوصا أنه تعهد بالعمل على إعادة صياغة الاتفاقات المتعلقة بالديون في دول منطقة اليورو..
وبالتأكيد سياسة "هولاند " تجاه المهاجرين والعرب لن تكون أسوأ مما كانت عليه في ظل حكم ساركوزي, فساركوزي أقام علاقات متينة ومباشرة مع إسرائيل نفسها، ورعا مصالحها ونمى الصلة بها, وبالمقابل قام يهود فرنسا بدعمه في الانتخابات ضد هولاند.. وعندما خسر قام بعضهم بمغادرة فرنسا, وفي الجانب الآخر فإن الغالبية العظمى من الجالية العربية في فرنسا صوتت لصالح هولاند, والكثير من الكتاب والصحافيين العرب باركوا فوز هولاند على ساركوزي.. كما ان ساركوزي وفريقه كانوا قد عملوا عمدا على إخافة المجتمع الفرنسي من مكون من مكوناته الرئيسية ألا وهم المهاجرين, سواء كانوا مستجدين أو قدماء ومكتسبين للجنسية الفرنسية ووجودهم في فرنسا لا نقاش فيه.. وكذلك عمل ساركوزي وفريقه على تأجيج "الاسلامفوبيا " –الخوف من الإسلام-، وذلك لأسباب تمتزج فيها المصلحة بالنزوع الفكري اليميني المتطرف عندهم, هذا عدا عن المعارك العديدة التي خاضها ساركوزي مع الحجاب والنقاب والمهاجرين والتي بدورها لم تكسب فرنسا شيئا وأساءت للروح والقيم الفرنسية, وعلى خلفه هولاند أن يكون أعمق فكرا وأذكى في تناوله لهذه القضايا.
كما أنّ فرنسا عضو فاعل في حلف الناتو وبوصلتها السياسية تتأثر كثيراً بالمجال المغناطيسي الأمريكي, لذلك يجب أن لا نتأمل تغيّرا واضحًا في السياسة الخارجية الفرنسية تجاه قضايا الوطن العربي ومن ضمنها القضية الفلسطينية. وقد يكون هناك محاولات متواضعة لليسار الفرنسي المتمثل بالرئيس هولاند لإنهاء التبعية المشينة لأمريكا وبريطانيا, مع محاولة لاستمالة العرب نحو اعتماد فرنسا كأحد الدول التي يمكن أن تعتمد عليها الدول العربية, وسيعمل الحزب الجديد بقيادة هولاند جاهدا لنشر أفكاره في الدول العربية لاسيما تلك القريبة منه, وهولاند سيستمر في نفس النهج على مستوى العلاقات العربية الفرنسية مع تطور بسيط خاصة في موضوع المهاجرين وانفتاح فرنسا على العرب. أما في الشأن السوري فنعتقد ان هولاند وفريقه سيدعمون الثورة السورية لتخليص سوريا ولبنان من عصابات وشبيحة المجرم بشار ونظامه القمعي. وتصريح هولاند بعد نجاحه انه سيدعم إقامة دولة فلسطينية بعد أن طور الحزب الاشتراكي -اليسار الذي ينتمي إليه هولاند- في السابق خطابة الإعلامي في السنوات الأخيرة تجاه القضايا العربية بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص, فقد صوت نواب الحزب الاشتراكي وبأغلبية ساحقة لمنع دخول البضائع الإسرائيلية القادمة من المستوطنات, ودعموا رفع فلسطين إلى صفة مراقب.
إذن فإن هولاند لن ينهج منهج ساركوزي اتجاه العالم العربي ولن يقحم نفسه في شؤون هذه الدول فقد أعلن خلال حملته الانتخابية أكثر من مرة ان ما يهمه هو فرنسا وحل مشاكلها, ولهذا نعتقد انه سيتخذ موقف محايد في سياساته اتجاه العالم العربي, ويجب أن لا ننسى هنا أن العالم العربي ليس كتلة واحدة متجانسة في رؤيتها للعالم القريب والبعيد, فنظرة بسيطة علي العالم العربي نجد أن العرب عبارة عن جزر منعزلة بشدة عن بعضها البعض ليس على مستوي الدول وحسب بل علي مستوى الشعوب وعلاقاتها بالنظم الحاكمة التي ما زال أغلبها يدور في فلك القمع والإستبداد وتجاهل حق الشعوب في الحرية.. وقد يجد فرانسوا هولاند في الربيع العربي بيئة خصبة لتمتين علاقاته بالدول ذات الأنظمة المستحدثة في مرحلة ما بعد الثورات. ففرنسا تواجه نوع من الأزمة الاقتصادية الداخلية، لذا فإنها ستسعى لتقديم نفسها كدولة مناصرة للقضايا العربية العادلة من قبيل مساندة إعلان دولة فلسطينية مستقلة والتشجيع على استتباب الحكم الديمقراطي في تلك البلدان العربية، لتكسب ود الشعوب والأنظمة وتمكن شركاتها من الحصول على موطئ قدم في هذه المنطقة الغنية بالنفط والغاز والمعادن فضلا عن القدرات البشرية العاملة. مستغلة فرنسا انشغال الولايات المتحدة الأميركية بالانتخابات الرئاسية وأزمتها الاقتصادية، وحالة الجفاء التي يعيشها الشارع العربي المنتفض مع كل من روسيا والصين اللتان لم تقفا موقفا واضحا وداعما لحقوق المواطن العربي في مواجهة العنف المستخدم من الأنظمة الاستبدادية وخاصة في سوريا. وسيعمل هولاند على زيارة بعض الدول العربية قريبا من أجل العمل على دعم العلاقات بين الشعبين والبلدين العربي والفرنسي.
ختاماً نقول انه علينا كعرب ان لا ننشغل كثيراً بالسياسات الغربية, وعلينا ان لا نحلم بأن يقوم هولاند بمعجزة لتغيير مواقف فرنسا فيما يتعلق بالعلاقات الفرنسية – العربية, ونقول هذا كي لا نقع في نفس الخطأ في التقييم عندما طبلنا وزمرنا لفوز أوباما عندما توقعنا أن تكون مواقفه مخالفة كليا لمواقف بوش الأرعن, وربما حلم بعضنا بأنه سيعيد لنا فلسطين السليبة!! وعلى أصحاب الأموال العرب –الدول النفطية- ان تغير في سياساتها تجاه الغرب للضغط عليه خاصة وانه يعاني من أزمة اقتصادية خانقة، والقيام بالتأثير على الرأي العام الأوربي والأمريكي من خلال استحداث وسائل إعلام بلغاتهم لتوضيح قضايانا العادلة, لا أن تكون هذه الدول النفطية أسوأ محامين لأعدل قضية كما هو الحال الآن. وعلينا كذلك العودة لديننا لأن في عودتنا لديننا قوتنا وازدهارنا فلا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.. ويجب على المسلمين كذلك أن يعدوا العدة ليعيدوا بناء دولة الخلافة الإسلامية وتحرير فلسطين الحبيبة لأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة مصداقاً لقوله تعالى: (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ) (الأنفال:60).
فرنسا دولة ديمقراطية, والدول الديمقراطية لا تؤثر في سياساتها تعاقب الأشخاص وخصوصا السياسة الخارجية للدولة تجاه العرب وغيرهم, عكس سياسات الدول العربية القائمة على سياسة التبعية والقائد الأوحد, وفرنسا دولة مؤسسات، والثوابت السياسة الفرنسية مبنية على مبادئ الحرية والديمقراطية والعلمانية ولا يمكن أن تتغير مع تغيير الرؤساء, وسياساتها الخارجية لا ترسم بشكل ارتجالي ولا تخضع لتغيير الأشخاص والأحزاب ولكنها محكومة بمصالح فرنسا, والسياسة الفرنسية ترسم من قِبَل مؤسسات الفكر والدراسات والشركات الاقتصادية والتي يكون على رأس هرم أولوياتها مصلحة فرنسا العليا فهي فوق كل الاعتبارات الحزبية والانتخابية, لذلك تشهد السياسة الفرنسية الخارجية مع كل رئيس جديد للبلاد تغييرا في الآليات فقط.
"فرانسوا هولاند " الرئيس السابع للجمهورية الفرنسية أعاد فرنسا إلى اليسار السياسي بعد 17 عاما من حكم اليمين, مع حالة من عدم الارتياح تعم أوروبا بعد فوزه وخسارة منافسه نيكولا ساركوزي, ولدى الرئيس الفرنسي الجديد هولاند رغبة أكيدة في إظهار سريع بأن فرنسا تنتهج سياسة جديدة تختلف عن سياسة ساركوزي واليمين بشكل عام, وهذا ظهر جلياً من خلال بعض الدلائل مثل زيارته لألمانيا, وزيارته لأمريكا وتصريحه بتوقف الجيش الفرنسي عن القتال في أفغانستان واكتفائه بالدعم الفني, ولكن الفعل البطيء والمتردد لهولاند وفريقه ستكون واضحة في أشهر الحكم الثلاثة الأولى وذلك لأنهم سيكونون مجبرين على معالجة التركة السيئة التي خلفها ساركوزي في إصلاح الشأن الداخلي لفرنسا حيث إن الاقتصاد الفرنسي والأوضاع المالية في فرنسا لا تزال في وضع غير مستقر وهناك ارتفاع في العجز لديها, وفوز هولاند في الانتخابات أيضاً سيكون له تداعيات مؤثرة في منطقة اليورو خصوصا أنه تعهد بالعمل على إعادة صياغة الاتفاقات المتعلقة بالديون في دول منطقة اليورو..
وبالتأكيد سياسة "هولاند " تجاه المهاجرين والعرب لن تكون أسوأ مما كانت عليه في ظل حكم ساركوزي, فساركوزي أقام علاقات متينة ومباشرة مع إسرائيل نفسها، ورعا مصالحها ونمى الصلة بها, وبالمقابل قام يهود فرنسا بدعمه في الانتخابات ضد هولاند.. وعندما خسر قام بعضهم بمغادرة فرنسا, وفي الجانب الآخر فإن الغالبية العظمى من الجالية العربية في فرنسا صوتت لصالح هولاند, والكثير من الكتاب والصحافيين العرب باركوا فوز هولاند على ساركوزي.. كما ان ساركوزي وفريقه كانوا قد عملوا عمدا على إخافة المجتمع الفرنسي من مكون من مكوناته الرئيسية ألا وهم المهاجرين, سواء كانوا مستجدين أو قدماء ومكتسبين للجنسية الفرنسية ووجودهم في فرنسا لا نقاش فيه.. وكذلك عمل ساركوزي وفريقه على تأجيج "الاسلامفوبيا " –الخوف من الإسلام-، وذلك لأسباب تمتزج فيها المصلحة بالنزوع الفكري اليميني المتطرف عندهم, هذا عدا عن المعارك العديدة التي خاضها ساركوزي مع الحجاب والنقاب والمهاجرين والتي بدورها لم تكسب فرنسا شيئا وأساءت للروح والقيم الفرنسية, وعلى خلفه هولاند أن يكون أعمق فكرا وأذكى في تناوله لهذه القضايا.
كما أنّ فرنسا عضو فاعل في حلف الناتو وبوصلتها السياسية تتأثر كثيراً بالمجال المغناطيسي الأمريكي, لذلك يجب أن لا نتأمل تغيّرا واضحًا في السياسة الخارجية الفرنسية تجاه قضايا الوطن العربي ومن ضمنها القضية الفلسطينية. وقد يكون هناك محاولات متواضعة لليسار الفرنسي المتمثل بالرئيس هولاند لإنهاء التبعية المشينة لأمريكا وبريطانيا, مع محاولة لاستمالة العرب نحو اعتماد فرنسا كأحد الدول التي يمكن أن تعتمد عليها الدول العربية, وسيعمل الحزب الجديد بقيادة هولاند جاهدا لنشر أفكاره في الدول العربية لاسيما تلك القريبة منه, وهولاند سيستمر في نفس النهج على مستوى العلاقات العربية الفرنسية مع تطور بسيط خاصة في موضوع المهاجرين وانفتاح فرنسا على العرب. أما في الشأن السوري فنعتقد ان هولاند وفريقه سيدعمون الثورة السورية لتخليص سوريا ولبنان من عصابات وشبيحة المجرم بشار ونظامه القمعي. وتصريح هولاند بعد نجاحه انه سيدعم إقامة دولة فلسطينية بعد أن طور الحزب الاشتراكي -اليسار الذي ينتمي إليه هولاند- في السابق خطابة الإعلامي في السنوات الأخيرة تجاه القضايا العربية بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص, فقد صوت نواب الحزب الاشتراكي وبأغلبية ساحقة لمنع دخول البضائع الإسرائيلية القادمة من المستوطنات, ودعموا رفع فلسطين إلى صفة مراقب.
إذن فإن هولاند لن ينهج منهج ساركوزي اتجاه العالم العربي ولن يقحم نفسه في شؤون هذه الدول فقد أعلن خلال حملته الانتخابية أكثر من مرة ان ما يهمه هو فرنسا وحل مشاكلها, ولهذا نعتقد انه سيتخذ موقف محايد في سياساته اتجاه العالم العربي, ويجب أن لا ننسى هنا أن العالم العربي ليس كتلة واحدة متجانسة في رؤيتها للعالم القريب والبعيد, فنظرة بسيطة علي العالم العربي نجد أن العرب عبارة عن جزر منعزلة بشدة عن بعضها البعض ليس على مستوي الدول وحسب بل علي مستوى الشعوب وعلاقاتها بالنظم الحاكمة التي ما زال أغلبها يدور في فلك القمع والإستبداد وتجاهل حق الشعوب في الحرية.. وقد يجد فرانسوا هولاند في الربيع العربي بيئة خصبة لتمتين علاقاته بالدول ذات الأنظمة المستحدثة في مرحلة ما بعد الثورات. ففرنسا تواجه نوع من الأزمة الاقتصادية الداخلية، لذا فإنها ستسعى لتقديم نفسها كدولة مناصرة للقضايا العربية العادلة من قبيل مساندة إعلان دولة فلسطينية مستقلة والتشجيع على استتباب الحكم الديمقراطي في تلك البلدان العربية، لتكسب ود الشعوب والأنظمة وتمكن شركاتها من الحصول على موطئ قدم في هذه المنطقة الغنية بالنفط والغاز والمعادن فضلا عن القدرات البشرية العاملة. مستغلة فرنسا انشغال الولايات المتحدة الأميركية بالانتخابات الرئاسية وأزمتها الاقتصادية، وحالة الجفاء التي يعيشها الشارع العربي المنتفض مع كل من روسيا والصين اللتان لم تقفا موقفا واضحا وداعما لحقوق المواطن العربي في مواجهة العنف المستخدم من الأنظمة الاستبدادية وخاصة في سوريا. وسيعمل هولاند على زيارة بعض الدول العربية قريبا من أجل العمل على دعم العلاقات بين الشعبين والبلدين العربي والفرنسي.
ختاماً نقول انه علينا كعرب ان لا ننشغل كثيراً بالسياسات الغربية, وعلينا ان لا نحلم بأن يقوم هولاند بمعجزة لتغيير مواقف فرنسا فيما يتعلق بالعلاقات الفرنسية – العربية, ونقول هذا كي لا نقع في نفس الخطأ في التقييم عندما طبلنا وزمرنا لفوز أوباما عندما توقعنا أن تكون مواقفه مخالفة كليا لمواقف بوش الأرعن, وربما حلم بعضنا بأنه سيعيد لنا فلسطين السليبة!! وعلى أصحاب الأموال العرب –الدول النفطية- ان تغير في سياساتها تجاه الغرب للضغط عليه خاصة وانه يعاني من أزمة اقتصادية خانقة، والقيام بالتأثير على الرأي العام الأوربي والأمريكي من خلال استحداث وسائل إعلام بلغاتهم لتوضيح قضايانا العادلة, لا أن تكون هذه الدول النفطية أسوأ محامين لأعدل قضية كما هو الحال الآن. وعلينا كذلك العودة لديننا لأن في عودتنا لديننا قوتنا وازدهارنا فلا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.. ويجب على المسلمين كذلك أن يعدوا العدة ليعيدوا بناء دولة الخلافة الإسلامية وتحرير فلسطين الحبيبة لأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة مصداقاً لقوله تعالى: (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ) (الأنفال:60).