متى يصبح عيد الاستقلال .....عيدان؟
تحتفل الأسرة الأردنية بعيد استقلالها المجيد، ولا يسعنا في الذكرى السادسة والستون لهذه المناسبة الغالية إلا ان نشعر بالفخر والشموخ، في حين لا تتوانى أِسرتنا الكبيرة عن الإحتفال والتعبير عن مشاعر الإعتزاز بكافة الوسائل وترجمة الفرحة كلٌ حسب طريقته، فجالياتنا في الخارج تحتفل ،عشائرنا تهنئ وتبارك ، شعراءنا يبدعون ، كتابنا تفيض أٌقلامهم بكلمات مضيئة وأبنائنا يدبكون و يهزجون. فرحة شعبية تعم الأردن اليوم... فرحة تجعلنا نفاخر الأمم بإنجازاتنا و تدفعنا لاستعراض تقدم أردننا الغالي على مدى ما يزيد عن ستة عقود عشناها مرفوعي الرأس في ظل الراية الهاشمية الغرَاء...فرحة انستنا ولو مؤقتاً مشاكلنا الإقتصادية والإجتماعية.
مع كل مشاعر الفخر والإعتزاز وبالرغم من إنتشار مظاهر الفرحة في وطننا الغالي ، نحس جميعاً أن فرحتنا منقوصة وألم الجرح النازف يعكَر صفو نشوتنا بعيد الإستقلال ،على بعد بعض كيلومترات من احتفالاتنا تقع أرضنا المغتصبة فكيف لنا أن نشيح وجوهنا عن ضفة النهر المقابلة؟ مهما علت اصوات أهازيج إحتفالاتنا فأصوات رصاص الإحتلال أعلى.
لن تكتمل فرحتنا وأمهاتنا هناك باكيات وأخوتنا في السجون، كيف لنا أن نفرح وقدسنا ذليل كيف لن ان ننسى فلسطين ؟! هل يئسنا من عودة الزيتون ؟ أم تعودنا أنصاف الحلول و اكتفينا بأنصاف الأفراح؟ فلسطيننا ليست ملفاً على طاولة المفاوضات، فلسطيننا ليست موضوع قصيدة ، شئنا أم أبينا إحتلال فلسطين وصمة عار على جبين أمتنا مهما خبئنا رؤوسنا كالنعام.
فلسنتشف العبر من التاريخ في هذه الذكرى الخالدة ونتعلَم الدروس من أجدادنا في تحدَيهم للمعتدي وتطهير أراضينا من براثن الأعداء.
أملنا صحوة إسلامية عربية حقيقية يحتفل بعدها الأقصى الحبيب بإستقلاله ، ليصبح عيد إستقلالنا جميعا... عيد إستعادة كرامتنا لنرفع رؤوسنا وتكتمل أفراحنا.