القهوة الفيس بوكية
دخلت عالم الفيس بوك ولم نكن بعد ندرك ماهية هذا العالم ؟؟ دخلناه على مضض ودون رغبة ؟؟!! لم نكن نعلم بأنه سيوصلنا مع المجتمع الخارجي بكافة فئاته -- وبأنه من أوصلنا فعلا بأناس انقطعت صلتنا بهم من سنوات طوال بحكم ظروف خارجة عن إرادتنا – أو لأنه هكذا هو طبيعة الحال – فلا يعقل مثلا أن تبقى المعلمة على تواصل مع طالباتها بعد تخرجهن ؟؟ !!– لكن الفيس بوك حقق هذا المحال- بفضل من الله - وها أنا وطالباتي اللواتي تخرجن من سنوات طوال على نفس الصفحة نتبادل الزيارات والأحاديث الفيس بوكية ونشرب القهوة سويا وكل واحدة منا على صفحتها – في مقرها الرئيس في عالم الفيس بوك وكذلك الحال مع صديقاتي و أهلي الكرام .
دخلنا عالم الفيس بوك ولم نكن نعلم بأنه عالم لامتداد رسالتنا التي عشناها ونعيشها ؟؟!! ظننت بأن التقاعد بعد خدمة خمسة وعشرين عاما من التعليم في مجال التدريس لمادة اللغة العربية سيقعدني بقية عمري !! لم يدر بخلدي بأن الفيس بوك بداية لحياة جديدة قد تكون أكثر نشاطا وحيوية وها هو امتداد لرسالة بدأتها في عالم الواقع أكملها في عالم المواقع !!!
كم من دعوات لشرب القهوة تلقيناها !!– دعوات من مختلف الأمصار والبلاد من مختلف الجنسيات – لا يفصل بيننا وبين فنجان القهوة حدود لا يهم تفاوت الزمان واختلاف المكان ولا حتى تفاوت الطبقات – تشربه آمنا مطمئنا في بيتك – تشربه دون أن تتذوق طعمه لذلك لا يهمك إن كان سادة كما تحبه أو غير ذلك ؟؟ وإنما ستتذوق المعاني التي تصاحبه من عبارات التحايا والترحاب – تتذوقه مع بركة الدعاء لحياة كلها أمل وتفاؤل – أو تهنئة بالنجاح أو بداية جديدة ليوم جديد ليوم آخر من أيام الحياة –
قد يتم دعوتك لشرب عشرات الفناجين في آن واحد – في يوم واحد – لا يهم طالما لن تشربه وأنما ستتذوق طعم رسالته وهي على الأغلب ستكون دعوات جميلة فمن يحبك على الفيس بوك سيدعوك لهذا الفنجان .