الذكرى الرابعة لوفاة المؤرخ سليمان الموسى

المدينة نيوز - يوافق السبت الذكرى الرابعة لوفاة المؤرخ الراحل سليمان الموسى الذي كتب ما يزيد عن 45 كتابا دوّن فيها تاريخ الأردن والثورة العربية الكبرى وسيرة حياة من كان لهم دور فاعل في النضال القومي من أبناء الاردن والوطن العربي .
وحقق مؤلفه (لورنس وجهة نظر عربية)، الذي ترجم للغات ثلاث -الإنكليزية والفرنسية واليابانية- شهرة دولية دفعت المؤرخ البريطاني جيرمي ولسون للقول " ان مؤلف سليمان الموسى ترك أثرا عميقا دائميا على كل من بحث في لورنس, هذا المؤلف أظهر لنا كيف بدت الأحداث من منظور عربي، وعلمنا ألا نقبل المسلمات التي أراد لورنس لنا أن نقبل بها، بل علمنا أن نشك بها ".
واعتمد المؤلف بهذا الكتاب منهجية وجدت قبولا في الغرب والشرق حيث طبع منه اكثر من عشرين الف نسخة في بريطانيا وأميركا واليابان وفرنسا، وبهذا العمل العلمي اعاد الموسى الحق للعرب في انهم قادوا الثورة العربية ونفذوها بايمانهم ودمائهم وتصميمهم وقيادتهم الفذة.
ووصف الأديب هزاع البراري الموسى بأنه حارس الذاكرة الأردنية , ووصفه المؤرخ علي محافظة بالباحث العصامي على غرار عباس محمود العقاد , وعلى الصعيد العربي فقد اعتبر الباحث بشير نافع ان كتاب سليمان الموسى - الحركة العربية - اسهم في "تشكيل وعي جيل بأكمله من الباحثين والمؤرخين العرب بالدولة العثمانية المتأخرة وبالأحداث العاصفة التي أدت إلى صعود فكرة القومية العربية".
ولد الراحل في قرية الرفيد في محافظة إربد عام 1919، وتلقى علومه الأولى في كتّاب القرية ومدرستها، ثم التحق بمدرسة الحصن، وعمل ـ في البداية ـ في مجال التدريس، ثم ذهب إلى فلسطين، وعمل في حيفا ويافا، وفتحت أمامه أبواب الثقافة، فكتب أول مؤلفاته، الحسين بن علي والثورة العربية ، حيث أثرت فيه شخصية الشريف الحسين بن علي الذي رفض الاعتراف بمطالب الإنجليز في الانتقاص من حقوق فلسطين العربية، فنفي وشرد بعد أن كان ملك العرب, وهذا الكتاب لم ير النور، إلا في عام 1957، في عمان.
بعد عودته من فلسطين عمل في المفرق، ثم انتقل إلى العمل في إذاعة عمان عام 1957، ثم في دائرة المطبوعات والنشر، ليشرف على مجلة رسالة الأردن ,وأثناء عمله فيها ألّف مع منيب الماضي الجزء الأول من كتابه تاريخ الأردن في القرن العشرين ، أما الجزء الثاني فكتبه، منفرداً، في عام 1997.
انتقل الراحل إلى وزارة الثقافة وبقي فيها حتى تقاعده عام 1984، ثم عين مستشاراً ثقافياً لأمين عمان الكبرى حتى عام 1988.
وأوصت لجنة تكريم تشكلت برئاسة المؤرخ الدكتور علي محافظة بإعادة طباعة الأعمال الكاملة للراحل .
ونتيجة هذا الجهد صدرت عن دار ورد الأردنية للنشر والتوزيع بطبعات جديدة عشرة كتب من ضمن سلسلة الأعمال الكاملة للموسى، بدعم من وزارة الثقافة وأمانة عمان الكبرى والبنك الأهلي الأردني وبنك الإسكان هي : آثار الأردن ، وعمان عاصمة الأردن ، ويا قدس ، وكتاب لورنس: وجهة نظر عربية ، وكتاب الوجه الآخر : كتاب ومؤرخون في كل واد يهيمون .ومذكرات الأمير زيد: الحرب في الأردن 1917-1918 ، وصفحات مطوية من تاريخ الأردن 1946-1952 ، وصور من البطولة ، وذلك المجهول (قصص قصيرة)، وكتاب وجوه وملامح بجزأيه الأول والثاني.
وكانت أمانة عمان الكبرى أطلقت على مكتبتها، في مركز الحسين الثقافي مكتبة سليمان الموسى المتخصصة بتاريخ الأردن واطلقت وزارة التربية والتعليم اسم الراحل على احد مدارسها. ( بترا )