وصيه أب فاسد لأبنه
أي بني
إعلم يا هداك الله وأبقاك ... أن يكون هدفك ومبتغاك في هذه الحياة هو جمع المال بشتى السبل والوسائل ومهما كلفك الأمر ذلك ... واعلم أن الفساد مهنه وحرفه وصنعه لا يجيدها إلا الشطار والزقرتيه والبهلوانيين والبطيخيين والذهبيين أيضا ومن لف لفهم من أصحاب الطرائق والملل ....ومن يجيد استخدامه وإتقانه ....يصبح غنيا زنقيلا ....واعلم ان القناعة ليست كنزا كما يتوهم العاجزون الفقراء فلا ترضى بما بين يديك بل ابحث عن المزيد من المال وأسعى إلى القمة واحصل عليه بشتى السبل فالغاية تبرر الوسيلة ....كن شجاعا مقداما وانزع الرحمة والشفقة من قلبك ...وابعد معارضيك عن طريقك حتى لو بالتصفية الجسدية ....وإذا اصبحت في وظيفة حكوميه ....حتى لو كنت موظفا...فكر بما يفكر به التاجر واستعمل طرقه وحيله في كسب المال ....استغل الوضع الذي أنت فيه و بادر الفرصة واحذر فوتها فبلوغ الفوز في نيل الفرص ....إذا عرضت عليك رشوه محرزه اقبلها على الفور...وإذا كان عملك يدخل فيه البيع والشراء والعطاءات وإذا أصبحت ذو منصب مهم خذ حصتك ... واعلم بأنه يوجد هنالك شيء اسمه الكومشن فلا يفوتك ...لأن ذلك حقك ...فالتاجر الذي يأخذ العطاء يربح كثيرا وهذه حصتك منه وحقك عليه....فعواس السم يذوقه ... واغرش على الكثير من الأشياء ولا تدقق كثيرا ...خصوصا إذا كنت صاحب مهنه ....فأوصله لأصحاب العلاقة من المتعهدين وخذ حق سكوتك وتطنيشك .
إذا وقع بين يديك مال ولم تأخذ منه أو تختلسه فأنت أهبل معتوه, والعرف عند الناس من يسرق القليل يقال عنه لص أما من يسرق المال الكثير فيقال له شاطر....قال العرب وصدقوا ( إذا سرقت فاسرق جمل ) وليس بيضه أو دجاجه مثلا وقال العرب عن الرجل اللص السارق المقدام الجسور حين يخطب بنتهم ( يقدر يعشيها والذيب مجوي ) أي يقدر ان يطعمها مما يسرق عندما يكون الذئب جائعا
ولا تستمع إلى مقوله الضمير والانتماء ....انتمي لمن يدفع لك أكثر ....
واعلم انك تستطيع ان تشتري أي شيء بالمال فكل شيء أو إنسان له ثمن ...تستطيع شراء الجاه والسلطة والحماية بالمال فإذا وقعت ادفع وارشي واشتري نفسك بالمال فكل أمورك تمشي وتزيد مكتسباتك ....
تقرب من الأغنياء وأصحاب الجاه وحاول ان تعمل معهم وان تتعلم منهم ....وحاول ان تناسبهم وتتزوج من بناتهم ولايهمك الجمال أو الحب ....فالحياة بالنسبة لهم برنس وهم يريدونك..... فكن لهم ابنا يكونون لك أهلا....
دعك من التهور وما يقال عنها (الشجاعة )فالحياة نعيشها مره واحده, وانظر إلى أحوال أبناء الشهداء فهم يحاربون في سبيل معيشتهم وسبيل عيشه أبناؤهم وليسو من أصحاب المناصب...يريدون السترة ... وهم في صدورهم عاتبون على أبائهم في تضحيتهم تلك ....فلا تحاول ان تكون بطلا ....وحافظ على نفسك من التلف والقتل ....حتى إذا جاء للوطن غازي يحتله ...سيكون هنالك من الرعاع من سيتصدون له ....فإذا ذهب الاحتلال تستفيد وتصبح بشطارتك وفهلوتك ( غني حرب ) وإذا كانت الهزيمة الحتمية...تعاون مع المحتل ... فلسوف تستفيد من ذلك ماديا ولربما يضعونك في موقع محترم ...ولا تلتفت للقيم العقيمة كالشرف والكرامة والكبرياء والانتماء والولاء للوطن .... ولاتهتم إذا قالوا ا عنك خائننا فبالفلوس سوف تغير ذلك لتصبح أكثر الوطنيين قيمه عندما ( تصبح الخيانة وجهه نظر )
يا بني .... إحفظ ما قلته لك وأوصيتك به تكون سعيدا , ستكون من كبار الوجهاء وعندما تموت سوف تعزي بك كل البلد