الحراك أولاً
رغم مرور أكثر من عام ونيف على بدء الحراك الأردني المبارك وما واكبه من مسرحيات إصلاحية حكومية فاشلة اتسمت بركاكة النص و سوء الإخراج وغباء الأداء رافقها جنباً إلى جنب حملات تجييشية مسعورة شنت من قبل أقلام وأبواق النفاق مرتزقة الدينار الذين لم يتركوا طريقاً قذرة إلا وسلكوها بهدف تشويه صورة الحراك الإصلاحي الأردني و الإساءة إلى سمعة أصحابه من الشباب الأردني المسالم الذي لم يبع الوطن ولم يسرقه وينهب أمواله ويلعب بها في مواخير القمار و السكر و العربدة ولم يشارك أبداً في خصخصة الوطن وإفلاسه وإجبار الشعب على دفع فواتير فساد غيره.
أقول وبالرغم من كل هذه الحملات الشيطانية فقد حافظ الحراك على سلميته واستمراريته و بقائه الخيار الأقوى والأصدق والأداة الأكثر تأثيراً في مسيرة الإصلاح ومكافحة الفساد وإعادة الحقوق لأصحابها على الرغم من تواضع حجم الإنجاز للآن والذي يعود إلى سلبية المجتمع واستمرارية وقوعه تحت تأثير إرث قديم من عوامل الخوف والرعب والأمية السياسية وتعلقه بوعود حكومية هلامية منعته من الانخراط بقوة في حراك الإصلاح.
عام ونيف على بدء الحراك المبارك الذي أطاح بأربع حكومات وأجبر الدولة بكافة أركانها على الاعتراف بمصطلح اسمه الإصلاح ضمن معاجمهم المليئة بكافة جمل ومصطلحات الفساد والنهب واختراق القانون والدوس على حقوق وكرامة الإنسان وبالتالي ألزمها بتقديم بعض الأكباش الفاسدة ولو بصورة انتقائية صورية وهزلية في كثير من الأحيان لا تقنع حتى الرضيع.
عام و نيف تساقطت فيه كل الأقنعة الإصلاحية الرسمية و تبخرت فيه كل الأحلام الوردية عند كل من صدق أفلام الحكومات الهندية وذهبت أمانيهم و رهاناتهم على الجياد الحكومية المترنحة أدراج الرياح وباتت الحقيقة أمامهم واضحة وساطعة وجميع الطرق نحو الإصلاح معنونة باسم الحراك أولاً و الذي يجب ان ترفع شعاراته في كل الميادين خاصة بعد هذه الهجمة الحكوميه المسعوره و الشرسه على جيوب المواطنيين .