أيها المصلحون انقذوا الابناء من داء الطلاق
تطالعنا الاحصاءات المخيفة النتائج عن ازدياد حلات الطلاق والفسخ والتفريق بين الازواج خاصة بين الخاطبين الجدد والمتزوجين الجدد، فقد وضلت –حسب ما نشرت وسائل الصحف اليومية والمجلات الرسمية- أن عدد حالات الطلاق بين من سبق ذكرهم تتصاعد حتى تجاوزت أكثر من 50% ، هذا رقم مرعب جدا ولا بد من الوقوف أمام هذه الكارثة المرعبة.
صحيح أن الحياة الزوجية في السنتين الأول تتعرض الى كثير من المستجدات التي ربما تتحول الى اسباب مغلقة تؤدي الى الطلاق،،وربما يكون ذلك بسبب اغفال الاسس التي وضعها خالق البشر لمن خلق وهو أعلم بأحوال وما يناسب من خلق. وهذه المستجدات تحتاج الى التفهم والصبر والأناة في اصدارالقرارات والعودة الى المرجعية ليأوي اليها كلا من الازواج او الخاطبين اذا انتابهم مثل ذلك.
ولكن لا علينا أن نحكم العقول لنتفهم ونعي جسامة الخطر على أبنائنا وبناتنا، وخاصة ونحن نتغتى بالعلم ونزعم اننا نملك انسانا متعلما ، وقد سجلت الاحصائيات أن بلدنا الحبيب قد سجل البلد الرابع من أوائل الدول في المستوى العلمي بالنظر الى عدد السكان في الاحصائية. الا انه يبدو ان علمنا غير نافع اذ أن مجتمعا يتمتع بهذه النسبة المتقدمة بين دول العالم في العلم، فكيف يعجز عن حل مثل هذه المعضلة او ينقص منها؟ بدلا من السكوت الذي هو مشاركة في ازديدها.
أقول أن هناك أسباب كثيرة لحدوث مثل هذه الاخطار الا أنني سأركز في هذا المقال الذي ارجو أن يقدرني الله في اتباعه بأخر لتجلية الفكرة التي أريد، سأركز على محاور اساسية مقترحا بعض النماذج من الحلول الواقعية التي سبقنا لها الأخرون، فأقول ان اهم الاسباب يعود الى الجهل وقلة المعرفة النابعة من الاغفال وعدم الاهتمام بمصالح الابناء والبنات من المربين في الاسرة الى المعلمين في المدرسة الى العلماء في الجامعات، انهم يغفلون بيان وتوضيح حقوق كل من الزوجين وواجباتهن على الاخر، ان الاستهانة بهذا الامر يؤدي الى مثل هذه الاحصائية من حالات الطلاق المرتفعة في بلادن
لا أريد بهذا المقال أن اناقش وأحاضر في بيان هذه الحقوق التي هي للزوجة باختصار اما مادية كالمهر والنفقة والسكن الشرعي، واما معنوية كحسن المعاشرة وحسن التوجيه والموعظة الحسنة والعمل على ادخال الفرحة والسرور الى نفس الزوجة، وعدم الاضرار بها ووقايتها من كل سوء الى غير ذلك. وحقوق الزوج على زوجته من حسن الطاعة وتقديم حسن التبتل للاستمتاع الشرعي وحفظ بيته واحسان تربية الادهما، وحفظ مال زوجها وتقديم ما يحب مما لا معصية فيه. الى غير ذلك من الواجبات التي تحقق معنى =هن لباس لكم وأنتم لباس لهن=.
فالى أي مستوى كان اهتمام الناس من مسئولين وعامة بأجيال المستقبل، هل هناك مؤسسة حكومية او أهلية سمعت الخبر فهرعت الى اتخاذ قرار يعمل على الحد من هذه الكارثة في حق الاسر والمجتمع؟ هل استفدنا من تجارب الدول الاخرى في حلهم لهذه المعضلة الخطيرة ولنضرب مثلا لدولة مليزيا الاسلامية التي كانت تعاني من خطر ازدياد حالات الطلاق في بداية القرن الحادي والعشرين فاتخذت قرارا على مستوى القيادة السياسية بعدم اجراء مراسيم عقد القران الا بعد الحصول على شهادة من معاهد مسبقا لتأهيل الشباب والشابات بالحياة الزوجية. لقد استطاعوا بهذا القرار الجريء ان يخفضوا نسبة الطلاق بين شبابهم من 32% الى 9% خلال سنتين فقط.
فهل نتجرأ ونحن في بطون الربيع العربي الى مثل هذه الخطوة الجريئة من اصحاب القرار ومن أصحاب المال ومن العلماء نداء للجميع لانقاذ اولادنا من خطر الطلاق.