أكل ، شرب ، نام

تم نشره الإثنين 02nd تمّوز / يوليو 2012 10:28 صباحاً
أكل ، شرب ، نام
يسار خصاونة

 

يؤلمني ما يدور من حوارات ساخنة، أو باردة بين أفراد المجتمع الأردني على اختلاف طبقاته، وأهوائه، وأفكاره ،لأنني أرى أن هذه الحوارات تدور في فلك اللامعقول ، وبالتالي فهي فنتازيا اجتماعية ألفناها ، وأصبحت ضمن منظومة تواصلنا ، وفي جولة سريعة على هذه الحوارات نجد أنها لا تدور حول موضوع واحد ، بل تتشابك فيها مواضيع مختلفة لا تملك أدنى رابط بينها ، من هنا فإن النتائج دائماً تكون رمادية لا هوية لها ، وكأن الحوار ذاته هو الهدف بدليل أن حواراتنا متصلة دون فواصل ، فهي تشتعل عند لقاء اثنين أو أكثر ، والمضحك المبكي أنها قد تدور في رأس شخص واحد ، فنجده يُحاور نفسه، ويجادلها، وربما يختصم معها ، ويصل به الخصام إلى العداء ، وهذه الصورة ليست كوميدية ، كركاتيرية لحواراتنا ، بل هذه صورة ما نعيشه هذه الأيام .
هل أصبحنا نحن كذلك ؟، وإذا كان الجواب المؤلم المخجل نعم ، فمن الذي أوصلنا إلى ما نحن فيه ،وأين ما تربينا عليه ، وأخذ شكلنا ، وبصمتنا ، أين حوارات المضافات ، والعقود ، أين حوارات المصاطب ، والساحات ، وأين الكلمة التي كانت تزن قنطاراً ، أين كل ذلك الذي كنا نجد فيه متعة ، لأننا كنا بالتأكيد نصل إلى ما نريد ، كان لدينا هدف في الحوار ، ونسعى إلى تحقيق ذلك الهدف .
إن الكلمات يا إخوتي لا تستطيع أن تعبر عمّـا نحن فيه من تخبط في تحديد أهدافنا ، والذي أوصلنا إلى الرضا بعشوائية القرارات البسيطة، والمصيرية ، والرضا بتغيير أسماء الوزراء كلما أخفق من سبقهم دون الالتفات إلى الأخطاء التي وقعوا فيها ، وأدت إلى التغيير .
طالت حواراتنا عن الإصلاح ، والتغيير ، والفساد ، حتى لقد فقدت كل هذه المفردات معانيها من كثرة تكرارها اليومي ، فالحوارات التي لا تصل معها إلى حل هي حوارات عقيمة ، ومملة ، وأحياناً قاتلة ، لقد وصلنا إلى حافة الانهيار الاقتصادي ، بل نحن نعيشه بتفاصيله المؤلمة ، وبالمعنى الحقيقي لمفهوم الانهيار الاقتصادي ، هو أننا أصبحنا لا نملك قرارنا ، ولا نملك أنفسنا ، وبالتالي سوف نكون خاضعين لشروط الممول صاحب الحل الاقتصادي ، لقد ذهبنا بعيداً في الجدال، والحوار حول شعارات عربية، ومحلية ، ولم ننتبه إلى أهمية الوضع الاقتصادي ، والذي كان من المفروض أن تكون كل الحوارات حوله ، والبحث عن حل لهذا التدهور الاقتصادي الذي نعيشه ، لقد وصلوا بنا ، أو أوصلونا ، أو أوصلنا أنفسنا إلى ابتدائية الدروس الاستعمارية أكل – شرب – نام.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات