أي مستقبل للعلاقات المصرية الإسرائيلية؟
المدينة نيوز - تباين وجهات نظر المراقبين في إسرائيل حول مستقبل العلاقات بين مصر وإسرائيل بعد إعلان مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي فوزه بالرئاسة، لكن أغلبيتهم تخشى المجهول ويرون في سيناء نقطة اختبار لعلاقات الدولتين.
رسميا رفض الناطق بلسان وزارة الخارجية الإسرائيلية ليؤور بن دور التطرق بوضوح لسؤال حول مستقبل العلاقات بين إسرائيل ومصر.
وردا على سؤال حول اعتبار ما يجري في سيناء نقطة اختبار لهذه العلاقات الثنائية، قال بن دور "رأينا ما حدث حينما قتل إسرائيلي نتيجة تسلل إرهابيين، ولذلك تسرع إسرائيل استكمال الجدار على طول الحدود حتى نهاية السنة".
وأشار إلى أن إسرائيل تتمنى التنسيق الإستراتيجي، وأن الأمن في سيناء هو واحد من أهم المواضيع المدرجة على جدول الأعمال بين الدولتين.
مصلحة مشتركة
واعتبر بن دور أن الجانبين يتفهمان أن هناك مصلحة مشتركة بين مصر وإسرائيل للحفاظ على الأمن والاستقرار ولا سيما أن سيناء نقطة جذب سياحية بالنسبة لمصر. وأضاف "نحن مستعدون لتوثيق التعاون الإستراتيجي بصرف النظر عن أي رئيس سيعلن عن فوزه.. المؤشرات تدل أن المجلس العسكري معني بمواصلة هذا التنسيق رغم الخلافات ووجهات النظر المختلفة في المستوى الإقليمي".
واعتبر بن دور أن سيناء هي "وجع رأس" لمصر قبل أن تكون لإسرائيل، وزعم أن عمليات التسلل والقتل ومحاولات زعزعة المنطقة عبر سيناء لا تمثل مصر بل إنها تمس المصلحة المصرية، وتابع "لذا نأمل استمرار التنسيق.. هناك امتحانات كثيرة لمستقبل العلاقات بيننا وبين مصر منها الأمن في سيناء".
من جانبه رجح العميد في جيش الاحتياط الإسرائيلي أسعد الأسعد استمرار علاقات مصر وإسرائيل حتى بقيادة الإخوان المسلمين، بسبب المصالح المشتركة والرغبة في استمرار الدعم المالي بقيمة ملياري دولار سنويا للشعب المصري.
وأشار الأسعد إلى احتمال تعديل اتفاقية كامب ديفد بما يتيح وجودا عسكريا مصريا فيها بحكم المصالح المشتركة.
ولا يتوقع أن تشكّل سيناء نقطة اختبار للعلاقات الثنائية لأن إسرائيل من جهتها تسارع في استكمال جدار فاصل على طول الحدود من شأنه توفير أمن أكبر للجانبين. واعتبر أن المؤسسة العسكرية في مصر لن تسمح باستغلال سيناء للقيام بعمليات عسكرية.
وردا على سؤال حول احتمالات تكرار سيناريو علاقات إسرائيل وإيران مع مصر، قال الأسعد إن الشعب المصري مختلف عن الإيرانيين بمذهبيته، بثقافته ووسطيته، وإتقانه لغة المصالح وتابع "لا محبة بين الدول بل مصالح".
تشاؤم
في المقابل يتفق المعلق العسكري الخاص بموقع "والا" الإخباري، يوسي ميلمان مع الكثير من المعلقين الإسرائيليين ممن ينظرون بتشاؤم نحو مستقبل علاقات إسرائيل ومصر ويرون في أحداث سيناء مؤشرا على ما سيأتي من تدهور.
وأوضح ميلمان أن جهاز الأمن الإسرائيلي يدرك أن علاقات مصر وإسرائيل لن تكون كما كانت، واعتبر أن الحديث كان عن سلام بارد وسيغدو سلاما متجمدا. وقدر أن "أن المؤسسة العسكرية في مصر التي كانت شريكا في الحوار مع إسرائيل، ستضعف تدريجيا"، وأكد أن إسرائيل قلقة جدا من التطورات في سيناء ومن الشعور بأن نظام الحكم في القاهرة يفقد السيطرة عليها.
وأوضح أن قادة إسرائيل يتمنون أن تدرك حكومة الإخوان القادمة أنه ليس بوسعها إهمال سيادتها "للمهربين ولتجار السموم والإرهابيين في سيناء". وأضاف "بخلاف آخرين أرجح أن حكم الإخوان المسلمين بالذات يستطيع ردع حماس أكثر من نظام مبارك".
وأشار ميلمان إلى أن الخطر في سيناء ليس على إسرائيل فحسب بل يهدد مصر أيضا، واعتبر أن العلاقات بين الطرفين ستتحول تدريجيا نحو نمط العلاقات مع سوريا منذ 1973 أي حالة لا حرب ولا سلام.
وكان المحلل العسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت ألكس فيشمان قد رجح أن الجمهورية المصرية الثانية برئاسة إسلامية ستحوّل التوترات السياسية الإقليمية إلى مواجهة دينية.
وقال فيشمان إن حدود مصر مع إسرائيل أصبحت ابتداء من اليوم حدودا معادية، رابطا بين انتخاب مرسي وبين الأحداث الأخيرة في سيناء.
من جانبه قال ألون ليئيل المدير العام الأسبق لدى وزير خارجية إسرائيل، للجزيرة نت إنه في حال ترسيم فوز مرسي بالرئاسة المصرية ستشهد الحلبة السياسية في إسرائيل هزة كبيرة، واعتبر أن ما تشهده سيناء سيضع العلاقات الهشة على محك خطير. ( وديع عواودة - الجزيرة )