اغتيال عدنان وهبي محرك الثورة بدوما

تم نشره الثلاثاء 26 حزيران / يونيو 2012 06:38 صباحاً
اغتيال عدنان وهبي محرك الثورة بدوما

المدينة نيوز - اغتيل عدنان وهبي الطبيب والسياسي وأحد رموز المعارضة السلمية في دوما بريف دمشق في سوريا.

 وقد دخل القاتل إلى عيادة وهبي مدعيا أنه مريض عادي، واستخدم مسدسا كاتما للصوت وأطلق رصاصتين على عدنان وهبي إحداهما في صدره والأخرى في رأسه ولاذ بالفرار، وعندما تبعه أحدهم رآه يتوارى في حاجز للجيش النظامي.

لم يكن نشاط عدنان وهبي مقتصرا على العلاج وتأمين الرعاية الطبية والدواء للجرحى فحسب، وإنما كان الصندوق الأسود للثورة في مدينة دوما بريف دمشق ومحركا لها.

عرفه الأهالي بحكيم دوما ورائد الثورة السلمية فيها، وثار غضبهم لدى قتله، وغضب حتى أولئك الذين كانوا يخالفونه في توجهه السلمي.

وكانت الجزيرة نت قد التقته في وقت سابق وتحدث لها عن أوضاع الجرحى والمصاعب التي تواجه الأطباء، وكانت لديه قوائم بأسماء آلاف الجرحى وأوضاعهم الصحية وصور توثق إصاباتهم، وقال وقتها إن الأطباء الذين اعتقلوا في ريف دمشق تعرضوا لمعاملة سيئة ومنهم من داس الجنود رأسه بأقدامهم.

وعرض لإحدى محاولات اعتقاله حينما كان يقود سيارته، وعندما بدأ الأمن ملاحقته ولم تنجح محاولاته في الإفلات قام بركن السيارة على جانب الطريق واختبأ في أحد المباني، لكنهم كانوا يحاصرون المكان، فأمسكوا به واقتادوه إلى فرع الخطيب، وهناك قضى شهرين حيث فقد قرابة 15 كيلوغراما من وزنه، وتعرض للتعذيب.

يقول أحد الناشطين "لقد خفنا عندما اعتقلوه لأن في جعبته الكثير من المعلومات عن الناشطين التي يمكن أن تؤذيهم إذا أجبروه على الكلام تحت الضغط، لكننا تنفسنا الصعداء، فرغم سنه والتعذيب الذي تعرض له لم يبح بأي معلومة ولم يتضرر أي شخص إثر اعتقاله".

كان مطلوبا منه الإدلاء بأسماء الناشطين وطرقهم في التنظيم ومقرات المستشفيات الميدانية وأسماء الأطباء فيها، لكنه تكتم على كل ما يعرفه، وكانت الجهات الأمنية قد فاوضته عدة مرات خلال الثورة وطلبت منه تهدئة الحراك الشعبي في المدينة، وكان يقول لهم "هؤلاء لن يرجعوا إلى بيوتهم، لن يفعلوا ذلك من أجلي أم من أجل غيري".

كفاح قديم

كان عدنان وهبي عضوا في اللجنة المركزية بحزب الاتحاد الاشتراكي الناصري المعارض (حزب سري وممنوع)، وهو أحد أفراد المجموعة التي تشكلت في دوما أثناء ثورتي مصر وتونس والتي كانت تهدف لإشعال الثورة في سوريا، ولم يكتف بأعباء عمله طبيبا في الثورة ولا بالإعلان عن نفسه معارضا، وإنما كان من أوائل من نزلوا إلى الشارع وتظاهروا، وبقي في مقدمة المظاهرات بدوما وبين الشباب وهو يعمل جاهدا لترسيخ مبادئ النضال السلمي.

 
وكانت عيادته مفتوحة للنشطاء حيث كانت مقرا لنشاطهم خلال فترات قطع الاتصالات الطويلة، إذ كانوا ينظمون فيها مشاريع الإغاثة والتنسيق للمظاهرات وإعداد البيانات والبرامج السياسية وأيضا العمل الإعلامي.

وهو كذلك ممن شاركوا في اجتماعات المنبر الديمقراطي التي عقدت مؤخرا بمصر، وكان يعتقد أن هناك حاجة لخطة سياسية واضحة الرؤية وبعيدة الأمد وكذلك إعداد الناس للمقاومة المدنية ذات النفس الطويل.

طبيب الثورة

وكان الدكتور عمر -وهو من تنسيقية أطباء دمشق- على تواصل معه وقال للجزيرة نت "في آخر مرة اتصل بي الدكتور وهبي طلب فيها أدوية تخدير لأنها نفدت من المستشفى الميداني عندهم"، وأضاف أنه في بداية الثورة عندما بدأت الدماء تسيل في دوما تواصل مع التنسيقية وكانت الأدوية ترسل إلى المدينة عبره.

يضيف عمر "خلال لقاءاتنا معه كان يقول: نحن نبذل كل هذا الجهد وندخل في كل هذه المخاطرة لكن الهدف أسمى وهو علاج جريح أغلقت أمامه كل المستشفيات"، ويؤكد في كل مرة "يجب أن نبذل كل جهدنا ونحارب بالإمكانيات المتوفرة"، وكان بجانب كل ذلك مشرفا على دورات تأهيل الكوادر الطبية.

وعلى مدار 15 شهرا هي عمر الثورة السورية كان وهبي شديد الانشغال بواجباته الطبية والسياسية حتى على حساب ساعات نومه بحسب ناشطين قالوا إنه لم يكن يستجيب لدعواتهم له بأخذ قسط من الراحة، ويتهمون النظام بتدبير جريمة اغتياله وهو على رأس عمله في عيادته الطبية، مؤكدين التأثير العميق له ولأمثاله من القياديين السلميين والمستهدفين بالدرجة الأولى من قبل السلطة. ( الجزيرة )

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات