مسرحية "الطايح رايح" الكوميدية تجسد معاناة المواطن المعيشية وتعظم قيم النزاهة
المدينة نيوز - جسد العرض المسرحي الكوميدي "الطايح رايح" معاناة المواطن المعيشية والالتزامات الاسرية في ظل الضغوطات الاقتصادية التي يواجهها فيما عظم قيم النزاهة والانتماء للوطن.
العرض المسرحي الذي قدمته فرقة سحاب للفنون والمسرح الهادف على مسرح مركز سحاب الثقافي مساء الخميس، عبر عن نفسه منذ المشهد الاول حيث الذي ظهرت فيه شخصيتا الام ( نسرين ابو رمان) وهي تعد لوجبة الطعام والجد(غالب الزيود) فيما توزعت قطع من الاثاث القديم على خشبة المسرح عكست حالة فقر لاسرة الموظف ابو عاهد (الفنان فهد الهوادي الزيود) يجهد لتلبية متطلبات هذه الاسرة في زحمة ارتفاع الاسعار والغلاء ومصارف التعليم الجامعي والمدرسي لابنائه وعلاج والده(الجد) ونفقات شقيقته التي تشارك في ما يسمى "الحراك الشعبي" وتطلقت حديثا.
ورغم الامكانيات والتجهيزات المتواضعة جدا للمسرح فقد إستطاعت المخرجة سمر خالد من الامساك بالعمل المسرحي الذي غابت عنه عناصر كثيرة من موجبات الفضاء المسرحي والسينوغرافيا، وتجلي للاداء الفردي، الا انه عبر عن إمكانات فنية وطاقات إبداعية عالية لا سيما لدى الفنان المبدع فهد الهوادي، وإحاطة تامة لديه بمتطلبات الرؤية المطلوب تشخيصها في هذا العمل.
لم يخلو العرض الذي إتكأ على النص المنطوق وقدرات المشاركين فيه، وفي مختلف لوحاته، من اسقاطات اجتماعية وسياسية عبرت عن عدد من القضايا التي يواجهها المواطن ويتداولها الناس ابتداء من حالة التمييز التي تعيشها الانثى داخل الاسرة، مقارنة بشقيقها الذكر، وصولا الى بعض حالات الثراء الفاحش التي جاءت نتيجة لحالات فساد وتقاضي الرشوة.
وعبر النص الذي كتبه الفنان فهد الهوادي عن ارهاصاته مطلقا العنان لذاته في حوارية مشهدية تلت المشاهد الاولى التي يتصاعد فيها العبء على رب الاسرة هذا، حيث تعكس صراعا بين الانصياع لذاك الضعف الانساني الذي يهمس له بقبول الرشوة والانخراط في حلقة الفساد وبين الاستسلام لحالة الفقر حفاظا على قيم الشرف والنزاهة الى ان طبق عليه ذاك الصراع بثقله فيغط في غفوة تنهي المشهد، لتنقلنا المخرجة ضمن رؤيتها الى مشهد آخر حيث اثاث المنزل قد تغير الى الاحدث والاكثر رفاهية بدلالة وجود المكيف إضافة الى نمط حياة افرادها وسلوكياتهم المتصنعة التغريبية والتي تنافي قيم المجتمع وثقافته الوطنية وهو ما عكس لدى المتلقي ان رب الاسرة اثرى نتيجة انخراطه في الفساد.
وفي اللوحات التي تسبق المشهد الختامي، تجلت حالة الايجويزمية الفردية لدى افراد الاسرة حال دخول مكافحة الفساد والشرطي للقبض على رب الاسرة بتهمة الفساد، حيث عبروا عن لومهم له لانخراطه في حلقة الفساد الذي برر اقدامه عليه من اجل توفير حياة افضل لهم، في حين تنقلنا المخرجة بكسر للمتوقع الى المشهد الختامي الذي يعود الى الديكور القديم باثاثه البالي وقد استيقظ رب الاسرة من نومه وهو ينادي على الجميع "انا مش حرامي .. انا مش حرامي، وبلدنا مش قطعة كيك نتقاسمها"، ليكون المشهد الختامي نسخا لما سبقه باعتباره حلم راود رب الاسرة ابو عاهد الفنان الهوادي الذي لم يوفق في ختم ادائه المميز بالمباشرة بطرح موضوعات النزاهة والانتماء حيث جاءت اشبه بالوعظ والتلقين ليسدل الستار على اغنية الفنان القدير محمد وهيب "انا ببني وانت بتبني لنعمر لابنك وبني".
وشارك في العمل الواعدة الفت رمضان (الشقيقة) والواعد متعدد المواهب وليد البندي (الابن) وضمير البندي (الابنة) وعبيدة ابو سلمونة (الشرطي) وعبود الشمري (صديق الابن).
(بترا)