دعوة أفريقية لتدخل عسكري بشمال مالي
المدينة نيوز - دعت المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا مجلس الأمن إلى المسارعة باستصدار قرار يسمح بنشر قوة إقليمية تتصدى للجماعات المسلحة التي سيطرت على شمال مالي، وبينها تنظيم تبنى هجوما استهدف مركزا أمنيا جنوبي الجزائر، وذلك في وقت دعا فيه مسؤول أميركي بارز إلى التأني في اتخاذ أي قرار بالتدخل العسكري، معتبرا أن التسوية السياسية هي الأفضل في منطقة أزواد.
وأعرب قادة التكتل الإقليمي في لقاء في ياماسوكرو الإيفوارية عن قلقهم لمحاولات ما أسموها مجموعات إرهابية إقامة مركز في شمال مالي ينسق بين "الشبكات الإرهابية" في أفريقيا.
وطلب قادة التكتل من حكومة مالي الانتقالية -التي تواجه انتقادات الطبقة السياسية والمجتمع المدني في باماكو- أن تكون "جامعة".
وسيطرت تنظيمات إسلامية على شمال مالي بعدما استطاعت أن تطرد من كبرى مدنه الحركة الوطنية لتحرير أزواد -وهي حركة علمانية أعلنت قبل أسابيع دولة في الإقليم- بعد تحالف لم يصمد طويلا.
وتدرس المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا منذ أسابيع إرسال قوة من 3300 جندي إلى أزواد، لكنها تحتاج دعما دوليا لتنفيذ العملية وإسنادا لوجستيا خاصة من الولايات المتحدة وفرنسا.
ورغم أن واشنطن أيدت تدخلا عسكريا إقليميا في أزواد، فإنها دعت على لسان مساعد وزير خارجيتها المكلف المسائل الأفريقية جوني كارسون إلى التأني في اتخاذ قرار تجسيده غاية في الصعوبة، حسب قوله.
ودعا كارسون -الذي كان يتحدث في جلسة استماع في الكونغرس- إلى تسوية سياسية لأنه "لا حل دائما للمشاكل في شمال مالي دون محاور شرعي في باماكو"، وشدد على تلبية "المطالب المشروعة" للمتمردين الطوارق ودعم المفاوضات مع "حركات مستعدة للتحاور".
وحسب كارسون فإن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وحليفته جماعة أنصار الدين "خطيران وقاتلان"، لكن تهديدهما للمصالح الأميركية محدود.
وتحدث كارسون عن مسلحين كثيرين دخلوا من الأراضي الجزائرية إلى مالي "بعدما تمكنت الجزائر بفاعلية من معالجة مشاكل التطرف والإرهاب".
وقد حذرت جماعة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا -التي تشترك مع جماعات إسلامية أخرى في السيطرة على بعض مدن شمال مالي- باستهداف أي دولة تشارك في التدخل العسكري.
وقال المتحدث باسم الحركة عدنان أبو وليد صحراوي في رسالة مكتوبة لمراسل فرانس برس في باماكو "الحركة تلتزم تقديم كل أشكال الدعم المادي والعسكري للمسلمين الشبان العازمين على رفع راية الإسلام".
وقد تبنت حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا هجوما قتل عسكريا وجرح ثلاثة أشخاص في مدينة ورقلة جنوبي الجزائر، وقالت إن أحد عناصرها نفذه بسيارة ملغمة بنحو 1300 كلغ من المتفجرات "عقابا" لحكومة هذا البلد على دعمها حركة تحرير أزواد في حربها ضد الحركة.( الجزيرة )