سمير صبري يكتب: أسرار لقاء آلان ديلون مع يسرا وسعاد حسني
المدينة نيوز: تجمعنا من غير ميعاد أنا ومجموعة من الزملاء والزميلات (يسرا ـ سهير البابلي ـ محمد نوح ويوسف شاهين) في المستشفي الأمريكي في باريس لإجراء فحوصات تعودنا عليها سنوياً.. وبعد المستشفى والتحاليل اللازمة.. دعانا يوسف شاهين للغذاء في احد مطاعم الشانزليزيه أجمل شوارع العالم.. وأثناء الغذاء جاءت سيرة سعاد حسني وانها أجرت عملية خطيرة في العامود الفقري في مارسيليا خارج باريس واقترحت أنا أن نتصل بالسفارة المصرية لعلهم يعرفون اسم المستشفي حتي نذهب جميعاً لزيارتها بينما اقترحت يسرا الاتصال بالأستاذ لبيب معوض المحامي في القاهرة لأنه محاميها وأكيد حايبقي عارف عنوانها وفجأة وقفت أمامنا امرأة ترتدي بلوزة وجوب كاجوال ونظارة سوداء سميكة وبرنيطة تخفي معظم معالم وجهها وقالت: السلام عليكم.. أنا زوزو النوزو كوانوزو!.
وصرخنا جميعاً من الفرحة.. انها سعاد حسني.. أمامنا.. وبعد القبلات والأحضان والعناق جلست معنا تروي لنا تفاصيل العملية الجراحية التي أجرتها في مرسيليا وأنها الان تعتبر نفسها في فترة النقاهة وقد استأجرت غرفة ستديو في إحد الشوارع الجانبية وسعيدة جداً إنها تمارس يومياً رياضة المشي بدون أن يتعرف عليها أحد فيزعج إحساسها بالخصوصية التي تستمتع بها في باريس.. وسرقنا الوقت واضطر يوسف شاهين أن يتركنا فهو يقوم بإخراج مسرحية كاليجولا لأعرق فرقة مسرحية في أوروبا »الكوميدي فرانزيز« والافتتاح غداً ووعدنا أنه سيقوم بحجز »بنوار« لنا لنحضر معه حفل الافتتاح.. وبعد أن تركنا جلسنا نشرب الشاي ونسترجع الذكريات الحلوة بيننا واتفقنا علي أن نلتقي في السادسة مساء اليوم التالي في الفندق الذي تقيم فيه يسرا وسهير البابلي ثم نذهب معاً إلي المسرح الذي يبدأ في الثامنة مساءً!.
وفي السادسة تماماً كنت في بهو الفندق في انتظار وصول سعاد حسني ونزلت يسرا ومعها سهير وهما في قمة الشياكة.. فنحن سنذهب إلي أعرق مسارح أوروبا.. بدعوة من مخرج العمل.. وطبيعي سوف يقدمنا إلي كبار نجوم العرض فلا بد أن نكون احنا علي قد المسئولية ونكون مشرفين ليوسف شاهين!! وفجأة دخلت علينا سعاد وهي ترتدي نفس البلوزة والجونلة الكاجوال ونفس الحذاء الرياضي.. وبلا مكياج.. ونظرت إلي يسرا وبإشارة مني قامت معي وطلبت منها أن تأخذ سعاد إلي غرفتها وتقوم علي الأقل بوضع لمسات بسيطة من المكياج علي وجه سعاد.. وفعلاً نادت يسرا علي سعاد ومعها سهير البابلي وصعدوا إلي غرفتها في الفندق.. وانتظرت أنا في اللوبي.. وبعد نصف ساعة تقريباً نزلت يسرا وخلفها سهير البابلي ثم سعاد حسني وقد ارتدت بعض الملابس الخاصة بيسرا أو بسهير مش عارف.. وتم وضع المكياج اللازم وحتي الحذاء الرياضي تغير ووجدت أمامي سعاد حسني كما تعودنا عليها قمر السينما العربية.. وذهبنا جميعاً إلي المسرح ووجدنا »اللوج« الرئيسي محجوز باسم »الوفد المصري« وطبعاً المسرحية كلها شعر فرنسي قديم وصعب فهمها لكن كانت سعادتنا كلها في الاستقبال الرائع الذي قوبل به يوسف شاهين عند ظهوره علي المسرح بعد العرض البديع الذي لم نفهم منه كلمة واحدة!! وكما توقعنا قدمنا يوسف شاهين إلي نجوم العرض وهم من كبار نجوم فرنسا ثم دعاهم معنا لتناول العشاء في احد المطاعم في الحي اللاتيني الذي يعشقه »جو« والذي يقدم المأكولات البحرية المميزة التي اشتهرت بها باريس!.
وعند عودتنا قمنا بتوصيل سعاد إلي شقتها وطلبت منا أن نصعد معها لنلعب معها الكومي وهي لعبة الكوتشينة المفضلة عندها وعند عبدالحليم أيضاً«.
وفي اليوم التالي التقينا في كافيه فوكيت وهو أشهر كافيهات باريس ويتواجد فيه كثير من النجوم المشهورين وجاءت سعاد ومعها شنطة بلاستيك فيها كل الملابس التي كانت قد استعارتها في اليوم السابق.. جاءت وهي أيضاً ترتدي الملابس الكاجوال البسيطة جداً وبلا مكياج.. وأثناء جلوسنا دخل النجم الوسيم آلان ديلون وجلس في احد الأركان وحده.. وأبدت يسرا رغبتها في أخذ صورة معه وهنا قالت لها سعاد:
ـ أنا حاخليه يجي هنا لحد عندك..! يسرا ما تروحش لحد!!.
ونادت سعاد علي الجرسون وهمست له بالفرنسية التي أصبحت تجيدها:
ـ معي أميرة مصرية مصابة في قدمها وتتمني لو أخذت صورة مع مسيو ديلون.. ممكن تبلغه رغبتنا؟
وذهب الجرسون ونقل الرسالة إلي آلان ديلون الذي قام من مجلسه مبتسماً واقترب من المائدة التي نجلس عليها وهنا قالت سعاد:
ـ ولا تتحركوا لحد ما هو يجي هنا..!
وفعلاً حضر آلان ديلون وانحني يقبل يد الأميرة يسرا ودعوته للجلوس معنا فقبل وأخذنا الصور اللازمة معه ثم دعوته أنا بصفتي مدير أعمال الأميرة يسرا لزيارة مصر ومشاهدة النيل والأهرامات والأقصر ـ وأعطيته رقم تليفوني وأخذت رقمه هو لترتيب الزيارة وقمنا بتمثيل مشهد كوميدي جميل شربه النجم العالمي الوسيم وأراد أن يطلب »الحساب« ولكن سعاد حسني رفضت بشدة وأخبرته أنها تعتبر اهانة للأميرة.. وانصرف »آلان ديلون« وأخذنا نحن نضحك علي ما قمنا به ثم جاءت الفاتورة الثقيلة ونظرت سعاد مشيرة إلي يسرا وقالت للجرسون:
ـ الحساب عند سمو الأميرة!!.
عن أخبار اليوم المصرية