مطبات تصوير الدراما المصرية: التعدى بالضرب والسرقة والإصابات الخطرة.. ودلع الفنانين
المدينة نيوز: واجه مخرجو الدراما هذا العام عددا كبيرا من المواقف الصعبة أثناء تصويرهم مسلسلاتهم الرمضانية، بعض هذه المواقف لا يمكن أن ينسى، كأن يتهجم مجموعة من البلطجية أو الخارجين على القانون على طاقم العمل فى المسلسل، وخاصة فى ظل حالة من الانفلات الأمنى والأخلاقى يعانى منها كثيرون بعد الثورة، أو أن تعترض على وجودهم بعض الجماعات الدينية المتطرفة، كما حدث لأعضاء مسلسل «ذات» فى جامعة «عين شمس»، ومسلسل «عرفة البحر» فى مقابر شبرامنت، أو حتى فى حالة حدوث إصابات خطيرة ومفاجئة لنجوم هذه الأعمال.
وهنا عدد من أهم مخرجى الدراما فى رمضان يتحدثون عن أصعب المواقف التى قابلتهم أثناء التصوير.
يقول حسنى صالح مخرج «حافة الغضب»: تعرضت لأصعب موقف أثناء تصوير أحد مشاهد المسلسل فى الساعة الخامسة والنصف صباحا، حين تعدى 9 مسلحين بالرشاشات الآلية على أحد العمال والسائقين، وقاموا بسرقة معدات إضاءة يبلغ ثمنها نصف مليون جنيه، وقد تعرف العامل بقسم الشرطة على صور الجناة بعد يومين فقط من الحادثة، وتبين أن أحدهم كان خارجا لتوه من الحبس قبل أسبوع واحد فقط من هذا الاعتداء، والغريب أنه كان من المفترض أن تكون هناك مراقبة عليه بعد خروجه ولكن هذا لم يحدث، وأصدرت النيابة قرارا بضبط الجناة، ولكن إلى الآن لا حياة لمن تنادى وكأن شيئا لم يحدث، والأسوأ أنه حتى اليوم لم يأت أمين شرطة واحد لمعاينة مكان الحادث.
أما حسام الجوهرى مخرج «الأخت تريز» فيقول: أثناء تصويرنا أحد المشاهد الخاصة بالفنان محمود عبدالسلام فى الفيوم، والذى يقوم بدور أحد المتطرفين بالمسلسل، سمع مجموعة من الناس حديثه أثناء التصوير فاعتقدوا أنه إرهابى متطرف، فهجم علينا مجموعة من السلفيين لعدم اقتناعهم فى بداية الأمر أننا نمثل، وأدركنا بعدها أننا نصور فى بؤرة السلفيين بالفيوم، فحاولنا إقناعهم بالموضوع الذى يتحدث عنه المسلسل دون جدوى، ثم طلبنا قوات من مديرية الأمن لحمايتنا ولمنعهم من الاحتكاك بنا.
ومن المشاهد الصعبة أيضا فى هذا العمل المشهد الذى يقوم فيه أحمد عزمى بضرب حنان ترك، ومشهد ليلة زفافهما، حيث واجهت عدة صعوبات فيه، لأنها ترفض أن يلمسها أى ممثل، ولكنى تحايلت على الموقف واستطعت أن أظهره بصورة جيدة.
مصطفى الشال مخرج «سلسال الدم» أيضا مر بموقف صعب أثناء التصوير بمنطقة «المعصرة» بحلوان، يقول: تعرض الفنان ضياء عبدالخالق لإصابات بالصدر وعدة كدمات بالوجه، لأنى كنت أصور فى منطقة بها أشواك على الأرض، وكان المشهد يحتم أن يركب «ضياء» فوق حصان، ولكن للأسف دخلت الأشواك فى رجل الحصان فقذف «ضياء» من على ظهره وسقط فوقه، مما أدى إلى تعرضه لعدة إصابات وكدمات خطيرة، استدعت وقف التصوير لفترة طويلة.
أما محمد فاضل مخرج «ويأتى النهار»، فقال: أصعب مشهد فى المسلسل هو مشهد «التعذيب فى أمن الدولة»، حيث يظهر الأساليب السابقة لهذا الجهاز فى تعذيب المواطنين، وكان على أن أخرج هذا المشهد بمصداقية كاملة، وأن يتعرض أبطال المسلسل للتعذيب، مما عرضنا جميعا للإرهاق طوال تصوير هذه المشاهد حتى يصدقها المشاهد.
ويقول كمال منصور مخرج «على كف عفريت»: من أصعب المشاهد تعرض خالد الصاوى لجرح كبير فى يده أثناء التصوير، وذلك نتيجة اندماجه بالرقص على أنغام إحدى الأغانى الخاصة بالمشهد وكان فى يده خنجر، ولم أستطع وقتها إيقاف التصوير، وبعد انتهاء المشهد فوجئنا بدم غزير على ملابس «الصاوى» نتيجة جرحه من الخنجر.
أما أحمد فهمى عبدالظاهر، مخرج «النار والطين»، فيقول: أثناء تصويرى أحد المشاهد بمنطقة شبرامنت، وفى طريقنا لإحدى الفيلات عن طريق ممر صغير، علمنا بأن هناك أشخاصا يقومون بقطع الطريق المؤدى لها، مما أدى إلى خوف وفزع فريق العمل بالكامل، ولكنى أقنعتهم بضرورة التصوير، وأنه لا حل أمامنا سوى التصوير حتى نخرج من هذا الموقف، وأيضا تعرضت لموقف آخر فى الأقصر حين أقنعنى البعض أن هذا المكان آمن للتصوير ولا توجد به أى تجمعات، ولكن فور وضع الكاميرات فوجئنا بوجود 2000 صعيدى موجودين فى محيط التصوير، ولم أستطع إبعادهم عن المكان، ولا حتى إقناعهم بعدم إصدار أى صوت لتصوير المشاهد، واضطررت لاستكمال التصوير فى هذه الأجواء.
وتقول كاملة أبوذكرى مخرجة «ذات»: أثناء تصوير أحد المشاهد بكلية الهندسة بجامعة عين شمس، أصر مجموعة من الطلبة على خروج فريق عمل المسلسل من الجامعة، بحجة ارتداء بعض بطلات المسلسل ملابس غير لائقة، وبالفعل طردوا طاقم العمل، ومنعوهم من أداء مهمتهم، حيث ترتدى نيللى كريم ملابس قصيرة تعبر عن فترة السبعينات التى تدور حولها أحداث المسلسل، وقام بعض المسئولين بالكلية بإبلاغى بقرار الجامعة بعدم التصوير فى الجامعة رضوخا لطلبات هؤلاء الطلاب، فاضطررت للرضوخ لقراراتهم.
أما أحمد مدحت مخرج «عرفة البحر» فتعرض مؤخرا لنفس الموقف تقريبا، حيث كان من المفترض أن يصور بعض المشاهد فى منطقة المقابر فى شبرامنت، ففوجئ فريق العمل بهجوم بعض المتطرفين عليهم، الذين طالبوهم بوقف التصوير، متهمين إياهم بأنهم يخترقون حرمة الموتى، فقرر المخرج جمع أجهزة التصوير ومغادرة المكان خوفاً من تطور الأحداث، وتم إلغاء المشهد والبحث عن مكان مشابه لتصوير المشهد.
كما تعرضت أسرة مسلسل «سيدنا السيد» لموقف مشابه، حيث كان من المفترض التصوير فى إحدى المقابر بقرية بيدف التابعة لمركز العياط، ولكنهم فوجئوا بأن عمدة القرية يخبرهم بضرورة إلغاء التصوير، لأن بعض الجماعات الدينية تهدد بمنع التصوير ولو بالقوة، فقام المخرج بالموافقة على مغادرة المكان خوفا من تطور الأمر
عن صحيفة الوطن المصرية.