الإحترار العالمي ونظرية غايا

تم نشره الثلاثاء 03rd تمّوز / يوليو 2012 06:27 مساءً
الإحترار العالمي ونظرية غايا

المدينة نيوز - يُعتبر جيمس لفلوك من أبرز العلماء المعاصرين الذين تحدثوا وحذروا البشرية من الإرتفاع المتزايد لدرجات حرارة الأرض، وما سيؤدي في النهاية الي كوارث بشرية وطبيعية، منها الزلازل والمجاعات وإنقراض بعض الخضروات والكائنات الحية المنحدرة، من مناطق حارة نسبياً.

تعود فكرة أرتفاع درجات الحرارة إلى القرن الثامن عشر، حيث لاحظ علماء الفيزياء والمناخ، أن درجات الحرارة في إزديادٍ مستمر، إلا أنهم لم يضعوا التصور العلمي الدقيق، لتلك المخاطر، التي أصبحت اليوم حقيقة علمية، تؤرق المجتمعات الدولية.

لفت إنتباهي كتاب ألفه ستيفين شنايدر، عالم المناخ الشهير، والذي لم يترجم إلى العربية للأن، وهو كتاب (The Patient from Hell) ، يتحدث فيه شنايدر عن صراعه مع السرطان، كما يتحدث عن التجارب المؤلمة التي خاضها في سبيل الحقيقة العلمية.

يتحدث شنايدر في هذا الكتاب عن مخرجات الإجتماع الذي عقدته الأمم المتحدة عام 2001، بتوصية من المقترحات التي طرحتها منظمة التغيير المناخي العالمي ipcc، ويقول شنايدر أن الحقيقة العلمية جرى التلاعب عليها، وجرى التخفيف من الأخطار الحقيقية للإحترار العالمي، وذلك لأرضاء الدولة المصدرة للنفط، وعلى رأسها سعودية ودول الخليج العربي، حيث أن تلك المخرجات العلمية، تحرج الأنظمة العربية المعتمدة في أساسها على الوقود الأحفوري، كما يضيف شنايدر أن مصالح تلك البلدان أضحت مهددة، بفعل تلك المخرجات، لهذا تم التلاعب داخل أروقة الأمم المتحدة، بجميع النتائج، كما جرى التخفيف من اللهجة التخويفية الصادرة عنه.

المثير في كلام شنايدر، وهو أحد العلماء الذين ساهموا في تطوير علم الأجواء والمناخ في تسعينيات القرن المنصرم، هو رهان الأنظمة العربية على بقاءها وتفردها، ولو كان ذلك على حساب طمس الحقائق والتلاعب بها، ولولا أن شنايدر ومثله جيمس لفلوك وزوجته ساندي، الذين يُعتبرون باحثين مستقلين نسبيا، بكل ما تعنيه هذه الكلمة من دلالات غربية وليست عربية، لما عرفوا المجتمع العلمي عن تلك الأخطار التي تم طمسها ، لصالح الدولار والذهب الاسود، بحيث أصبح تصدير الجهالة ( نقيض الحداثة) الى الغرب أمراً بسيطاً في نهاية المطاف.

وعوداً الى رؤية لفلوك، فأنه أعلن تأليبه العصيان لجميع النظريات الحديثة في مجال تفسير المناخ، فعلى حين أن الهندسة الجوية وعلم الكيميابيولوجي والفيزيابيولوجي، إستاطعا وضع خريطة ( منشورة على ناتشونال جيوغرافيك) لدرجة حرارة العرض لمدة تزيد عن 3.5 مليار سنة هي عمر الكائنات الحية، أو الكائنات ذات الخلية الواحدة، وذلك عبر خط بياني يمكن ملاحظته مباشرة، عبر الصور المنشورة في مجلة (nature) ، فأن هؤلاء العلماء أخطئوا – بحسب لفلوك – عندما ظنوا أن التغير المناخي يحسب عن طريق تلك الجداول، أو حتى يمكن التنبؤ بالمناخ حتى عام 2100.

يقول لفلوك أن الطبيعة مفاجئة ، بحيث تأتي معظم الكوارث البيئية والجوية دون سابق إصرار، وهذا ما رسمه لفلوك وشنايدر في مخططات بيانية تحدث تاريخ الزلازل.

في المنظمة الدولية لتغير المناخ هنالك ما يزيد عن 10000 عالم من جميع أنحاء العالم يعملون على وضع بدائل للخسائر التي ستنجم عن الإرتفاع المستمر لدرجة الحرارة، وإذا ما إستثنينا الوطن العربي، القابع تحت أنظمة بطرياركية ، فإن الفزعة الدولية تنبؤ بان المسألة ليست سهلة بتاتاً.

ففي عام 2007، صهرت أشعة الشمس ما يزيد عن 60 % من الجليد المتواجد في القطب الشمالي المتجمد، وبقي 40 % بالمئة، وهذا ما أدى إلى أرتفاع منسوب البحار والمحيطات، وإذا ما رجعنا إلى إحصاءات مجلة nature ومجلة news sciencetis ، بحيث ذكرت الأولى، أن الجليد قادر على عكس 70% من أشعة الشمس إلى الفضاء والغلاف الجوي، بينما تعكس البحار والمحيطات 20% فقط، وهذه نسبة خطيرة جداً ، فإذا كان الجليد في القطبين يعكس ما نسبته 20 % من الأشعة الصادرة من الشمس، فأنه سيعكس الأن أقل من تلك النسبة بكثير، وهذا ما سيؤدي إلى الإرتفاع المتزايد في درجات الحرارة.

يتحدث لفلوك عن ظاهرة عجيبة تحدث تحت المحيطات ، وذلك في كتابه (وجه غايا المتلاشي)، فالطحالب المتواجدة في أعماق المحيطات تعمل على طرد ثاني أكسيد الكربون وتقليله، بينما الطبقات العليا من المحيطات لا تقوم بهذه المهمة الكيميائية، ومع إزدياد منسوب البحار والمحيطات، نتيجة ذواب الجليد في القطبين، فأن نسبة ثاني أكسيد الكربون، ستزداد في الغلاف الجوي، ما سيؤدي عند تلاحمها مع الميثان، إلى إزدياد درجة حرارة الكرة الأرضية.

هذه المخاطر هي فيض مما تزخر به أطروحات لفلوك المثيرة للجدل عاليماً، ويبقى أن نذكر أن لفلوك حارب ما يزيد عن أرعين سنة فقط للدفاع عن نظريته، في وقت وقفت في الداروينية الجديدة المتثلة بدوزيموند موريس وغيرهم، موقف الهجوم على أطروحاته وأراءه.

رعد خالد تغوج



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات