هويتي مجتمعي وديني
لم انكر يوما كرهي لبعض العادات و التقاليد والافكار اللتي يزرعها المجتمع بالمجتمع , وتجاهله عمدا لبعض التعاليم الدينيه لمصالحه الذكوريه او لمحاوله ترسيخ عده قيم ومبادئ خاطئه او بشكل ادق تصب في مصلحه الذكور عوضا عن الاناث , بالاحرى نظره المجتمع ككل ( رجالا ونساءا ) للمرأه .
تمت تربيتي منذ الصغر على العادات و التقاليد فضلا عن الدين , فاي تحريم أو تحليل ينبع بالدرجه الاولى من المجتمع , رسخ المجتمع في افكار عن المرأه ظننت انها موجوده في القران والشريعه الاسلاميه و فعلا دعم المجتمع افكاره بايات من القران ظننت انها تقلل من قيمه المرأه " اضربوهن بالمضاجع " " الرجال قوامون على النساء " " وللرجال عليهن درجه " " واطيعهن " .... الخ . فنشأت وللاسف وانا لا افقه في الدين شيئا وازداد حنقي على المجتمع اكثر فأكثر ومن ناحيه اخرى بدأت بالابتعاد عن ديني شيئا فشيئا لاستغرابي بأن القران والشريعه ققلوا من قيمه المرأه وجعلوها خاضعه تابعه للرجال . وبسبب جهلي في ديننا الاسلامي بدأت بالاستمتاع بحضاره الغرب و انفتاحه , وجاء ذلك متزامنا مع وسائل الاعلام اللتي استطاعت نقل حضاره الغرب وانفتاحه المغايرين للدين الاسلامي , فوجدت ذاتي وقيمتي بالحضاره الغربيه اكثر منها في العربيه , استاطع الغرب ان يعطوا للمرأه الغربيه حريتها شيئأ فشيئا وبالطبع لم ياتي ذلك دفعه واحده لانني كفتاه عربيه مسلمه لن اتقبل هذا الانفتاح وهنا يكمن دور الاعلام الغربي اللذي استطاع ان يخدرنا اولا ويغيرنا ثانيا , تقبلت تدريجيا او بالاحرى غيرت نفسي وفقا لهذا الانفتاح , بدات بتغيير ملابسي فلم التزم يوما بالزي الاسلامي رغم التزامي بالحجاب ,اصبحت الصداقات "او زماله الجامعات و العمل بمعنى اخر " مع الجنس الاخر مقبوله ضمن حدود المجتمع الشرقي المنفتح على الغرب بطريقه ما , وصلت الى مرحله استطعت من خلالها ان اشاهد اغنيه " بوس الواوا " و " العتبه جزاز " .... وحتى المسلسلات التركيه و الاجنبيه من دون ان اشعر بالخجل من المشاهد الفاضحه اللتي تحتويها أمام عائلتي .
لم اشعر يوما بالاحتلال الفكري الغربي , لم افكر ابدا بأنني في منتصف الطريق بين هويتي وثقافتي وديني وبين هويه جديده بعيده عن اصلي , فانا لا ارى من الماضي الا ظله ولا ارى من المستقبل الا خياله , لم اكترث يوما للتقليد الاعمى , لاحتلال العراق باسم الديمقراطيه , للعولمه , للايدلوجيه الغربيه المتمثله من خلال الاعلام .... , الا عندما شاهدت فيديو " هذه خصوصيتي " , عندها ادركت بااننا مجتمع كنا ومازلنا ضمن خطه غربيه نجحنا للاسف في تنفيذها .
تمردت الانثى على انوثتها , فلم تعد تميز بين الحريه ضمن اطار شرعي والحريه ضمن اطارغربي , بين الجراءه والوقاحه وتناست دينها تقافتها وهويتها , خلطت بين الحريات , وتعدت ذلك الخط الفاصل بين الحقوق والواجبات , فكما لها حقوق عليها واجبات , وان مطالبتها " بحريتها " من المجتمع تفرض عليها ان تعطي المجتمع حريته " مابنفع تاخد بدون ما تعطي " فاذا ابحت لنفسك بان تلبس وتتصرف كما تريد باسم الحريه اذا اسمح لغيرك بان يتصرف بحريه وبالطريقه اللتي يريدها " ازا بدك تلبسي على كيفك فخلي الشب يعلق على كيفو " فلا تطلب من احد احترامك قبل احترامك لذاتك .
لا الوم الانثى ولا الوم الذكر ولا ابرر افعال أيا منهما , فالاصلاح يبدا من الطرفين , " اذا انا نسيت ديني ولبست على كيفي هادا ما بيبررلك تنسى دينك وتعلق علي " . فالاحتشام مطلوب شرعا من الرجال والنساء ولكن بدرجات متفاوته , فكما طلب من المرأه التستر و الاحتشام طلب من الرجل غض البصر . قال تعالى " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن "
هذه حرب عالميه ثالثه وليس انفتاحا فكري لان الانفتاح الفكري لا يتعارض و الاسلام , ان كنت الوم احدا فانا الوم المجتمع ككل , ذكرت سابقا بعض الايات اللتي ظننت مخطئتا بانها تقلل من قيمه المرأه " لا سمح الله " فالمجتمع جعلني ارى الامور من منظور واحد ومن زاويه معينه ولكن في مرحله ما " قرأت الايه كلها " فالنصف الاول يكمله النصف الثاني للايه , " الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا" . أأسف على مجتمع استخدم الدين كوجه لتحقيق مصالحه الشخصيه , وأأسف على مجتمع استطاع أن يبعدني عن ديني . القارئ للقران والعارف بالشريعه الاسلاميه سيعرف ان الدين هو اكثر من انصف المرأه وهو اكثر من اعطاها حقوقها وهو اكثر من احترمها ومجدها وقدرها , فلن تجد المرأه كمالها وحريتها الا باتباعها دين الاسلام .
خطه مدروسه ان تنشغل بهذه السخافات وتنسى انحلال وانحطاط المجتمع ببعده عن الدين و تفكك الوطن العربي وضياعه , فقبل التغيير السياسي نحن بحاجه لثوره ثقافيه اخلاقيه دينيه بالدرجه الاولى , نحن بحاجه ماسه الى التخلص من جهلنا الديني , ففهمنا الخاطئ للدين زادنا ابتعادا عنه , فمنذ متى اصبحت النظرة للانثى من منظور ديني او تطبيقنا للدين غلط !!! منذ متى اصبحت الحريه خارجه عن اطار شرع الله !!! الدين وسطيه واعتدال وبصلاحه تصلح الامه اجمعين , فالتغيير يبدا من الفرد ليصب في مصلحه الجماعه .