الفنان الأردني سفير فوق العادة ..فانصفوه
المدينة نيوز- خاص- المحرر الفني:
يستحق فنانو الأردن أكثر مما يلقونه اليوم..هم سفراء أردنيون فوق العادة..وهم أكثر من حمل لواء الأردن الخير والكرم والتاريخ إلى العالم..وللدراما الأردنية قصب السبق إلى التلفزيونيات العربية..ولها قصب السبق في تأسيس ألوان درامية بحد ذاتها، ومنها الدراما البدوية، التي فشلت كل الدراما العربية حتى الآن على أن تأتي بدراما شبيهة تقبض على روح الحكايا والعادات والتقاليد دون أن تكون مبتذلة أو خارج منطقها الفكري والبيئي.
فيما يحفظ للفنان الأردني قدرته على العطاء أينما يكون..وأن كانت ذاكرة الثمانينات تحفظ أعمال أردنية اجتاحت الوطن العربي، فالذاكرة أيضاً لا تغفل عن أن الدراما السورية والتي بلغت قمة عطائها في السنوات الأخيرة، ولدت في الرحم الأردني، وفي استديوهات الأردن تم معالجة أولى الأعمال السورية الشهيرة وربما أكثرها خلوداً أعمال دريد لحام ونهاد قلعي.
اليوم تطول قائمة نجوم الأردن الكبار..هم كبار بحجم التأثير والحضور العربي...ويمكن لنا أن نتلمس الحضور الفني الأردني في كل الدراما العربية، لا في موقع التمثيل فقط وإنما في موقع الإخراج وفي الكتابة..وقد ساهم الأردنيون وما زالوا يساهمون في رسم ملامح دراما وليدة..يأتي في مقدمتها الدراما الخليجية التي باتت تتكل في معظم إنتاجاتها على أسماء أخراجية أردنية وسورية.
لا تعوزنا البراهين لنقول إن الفنان الأردني لا يحتاج لأكثر من إمكانيات وظروف عمل ليبدع ...لدينا كثير من الأدلة التي تؤكد على قدرة النجوم الأردنيين على العطاء..ومن يتابع الحضور الأردني في المسلسلات العربية يدرك مقصدنا.. لقد صنع مخرج متل محمد عزيزية ، على سبيل المثال لا الحصر، أعمال عربية تعد اليوم في مقدمة أروع الانتاجات العربية..وهي أعمال نالت جوائز عديدة اعتقد أن الأردن كان أولى بها لو توافرت الإمكانيات ذاتها لطاقم فني أردني..اليوم لدينا نجوم أردنيون، يقفون في الصف الأول من النجومية العربية، ولدينا هنا في الأردن، في خيمة اعتصام الفنانين بالذات، عشرات الوجوه الفنية التي لا تقل إمكانيات وقدرة وأداء على أن يكونوا في الصف الأول من النجومية العربية..وما تخلف هؤلاء عن هذا الصف، إلا لأن لا شركات إنتاج ولا مشاريع عمل فنية تستوعب طاقاتهم التمثيلية...وحين تأتي تلك المشاريع الوطنية التي تستوعب طاقة الفنان الأردني، فبلاشك سنجده، كما قدر لنا أن نجده منذ سنوات، منافساً في مسابقة إيمي بـ"الاجتياح"، ومتجاوزاً لكل منافسيه، يفوز باللقب.
لا نسوق هنا كلمات إنشاء، وإنما هي مجرد مقدمة، وأمثلة بسيطة لندلل بها إلى أن الفنان الأردني لا يستحق التهميش والإهمال، وأن كانت مطالب الفنانين اليوم تتلخص بتفعيل دور مؤسسة الإذاعة والتلفزيون إنتاجياً واستقطاب المستثمرين العرب وشمول الفنان وأسرته بالتأمين الصحي الشامل ومنح علاوة المهنة والاختصاص للفنانين وتوظيف ذوي الاختصاص في المؤسسات الثقافية والفنية ودعم صندوق الإسكان وإنشاء فرق وطنية للمسرح و للموسيقى وتفعيل البروتوكولات والاتفاقيات الموقعة الفنية...فاننا نجد أن تاريخ الفنان الأردني يملي على الحكومة أن تكون مطالبهم السابقة هي الحد الأدنى الذي يفترض تحقيقه للفنان الأردني..أما ما يكفيه قدره ومكانته، فذلك أمر يجب أن تتضافر لتحقيقه القطاعات الحكومية والخاصة...وعندما يأخذ الفنان الأردني حقه،صدقوا أن ما من أحد استثمر ماله ووقته في خدمة توفير هذا الحق إلا وعادت عليه الفائدة ضعفي ما قدم...والأهم أن الكاسب الأكبر سيكون الأردن..أردننا جميعاً.