من حي الراس إلى مديرية مياه الكورة ووزير المياه

حي الراس في كفرابيل تناسته مديرية مياه الكورة فهل ستتذكره يا معالي الوزير؟؟؟؟
سنوات عدة مضت والمعاناة تعصف بهذا الحي المنسي، فمعاناتنا لها طعم خاص تبدأ مع إطلالة الصيف ، وتشتد وطأتها في أواسطه، فصيفنا ومعاناتنا متلازمان لا يستغني أحدهما عن الآخر. فيا أيها الصيف، أيها الزائر القديم الجديد- يا أيها الضيف الثقيل الظل، ما أشد قسوتك علينا !أترى متى سترأف بحالنا وتوقف قسوتك علينا؟ وأنتم يا أهلنا -سكان هذا الحي- يا قابضون على جمر المعاناة، يا من تئنون تحت وطأة هذا العذاب، لكأني بكم ولسان كل واحد منكم يقول: يا ليت هذا هذا الصيف يحث الخطى مسرعاَ إلى غير رجعة ، ولكن هيهات هيهات فهذا شيء من المحال، فكل شيء عند الله بمقدار ،أقول لكم يا أهلنا استعينوا بالصبر فصبر جميل والله المستعان على الظالمين.
هيا بنا نطوي السنين العجاف، ولننتقل إلى هذه السنة التي كانت الأشد وطأة على أهالي هذا الحي منذ عدة سنوات،- فبعد أن حلت مشكلة المياه في السنة الماضية بتغيير الخط من 2انش الى 4انش- شعرنا بالراحة لفترة وجيزة،ولكن سرعان ما عادت هذه المشكلة للظهور هذه السنة، وبحدة اكبر، كما لو ان عين الحسد أصابت هذا الحي فعدنا إلى نقطة الصفر، وكأنّ شيئا لم يحدث.

وفي هذه السنة حلت معاناتنا باكرا ،فنيسان الربيع أصبح صيفا، بسبب سوء إدارة الأزمة من قبل مديرية مياه الكورة ،وهناك في مكتب المديرية حيث مدير مياه الكورة الجالس وراء مكتبه ،والذي لم يشعر بمرارة المعاناة التي نعانيها ،فقد أشبعنا حضرته أقوالا لا أفعالا، واسمعنا وعودا لم نرى لها أثرا على ارض الواقع .
فمنذ أوائل نيسان ونحن في مد وجزر، فالمياه التي كانت تصلنا بين الحين والآخر كانت تصل ضعيفة،لا تسد رمقا ولا حاجة باستثناء مرة واحده.

ثم اطل علينا السيد المدير بآخر إبداعاته التنظيرية، والتي تنم عن عبقرية فذة ،يجب اتخاذها كنموذجا لحل أزمة المياه في سائر أنحاء المملكة!!!هذه الفكرة الإبداعية تمثلت بان يخصص دور لحي الراس كل أسبوعين مرة ، وكأنّ هذا الحي عبارة عن مزرعة تصلح لاستخدام طريقة الري بالتنقيط من اجل توفير المياه! وللأسف حتى هذا الاقتراح اللامنطقي لم يأت بنتيجة ،لا بل أن الأمر ازداد من سيء إلى أسوأ، فخلال هذه التجربة التي طبقت على هذه المزرعة- عفوا- حي الراس لم يصل من المياه إلى هذا الحي سوى مترين أو ثلاثة أمتار خلال أكثر من شهر، لا بل ان بعض الأهالي لم تصلهم المياه بتاتا، فهل السيد المدير مقتنع بان مترين أو ثلاثة أمتار تكفي لأهالي هذا الحي طوال شهر كامل ؟
وهل يعلم السيد المدير بأننا كنا نضطر- طوال هذه الفترة - لشراء التنكات التي أثقلت كاهلنا ،وأنهكت جيوبنا بسبب ثمنها الباهظ، حتى بات هاجسنا الأكبر هو كيفية توفير ثمن صهاريج المياه ؟
ان سياسة الاستغفال التي تمارسها مديرية مياه الكورة بحق ابناء هذا الحي لم تعد تنطلي على احد، فنحن لسنا مجموعة من العيال الصغار الذين يتم الضحك عليهم بسهولة من خلال الكلام المعسول الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.
فنحن لا نطالب إلا بأبسط حقوقنا في المياه من اجل سد حاجاتنا الأساسية ،فنحن لا نريد الماء لبرك السباحة، ولا لسقي الورود والأزهار في الحدائق.
أترى من المسؤول عن معاناتنا؟
سؤال نطرحه ونجيب عليه بأنفسنا، لأننا بحكم خبرتنا بمسؤولي هذه المديرية وموظفيها وما يجري فيها نعرف من هو سبب هذه المعاناة ،فالمسؤول الأول عن هذه المعاناة هو مدير المياه نفسه، والمسؤول الثاني هم الموظفون المسؤولون عن توزيع المياه، ففي السنوات السابقةلم تكن المياه تصل الى هذا الحي بسبب ضعف الخط المغذي حسب ادعاء المسؤولين، وهي ذريعة واهية كانت تسوقها مديرية مياه الكورةلاسكات اهالي هذا الحي، ولا ندري ما الحجة التي سيطل علينا بها مديرنا الكريم بعد ان افلس في اختلاق الاعذار؟ .فوالله لو وجد الموظف المخلص الذي يقوم بواجبه بأمانة وإخلاص، لما كانت هناك مشكلة أساسا.
معالي الوزير :
إن حي الراس الذي تناسته مديرية مياه الكورة – عمدا- ومارست معه سياسة الاستغفال والاستهتار يناشدكم إنصافه والإيعاز للجهات المختصة بالإسراع بحل مشكلته حلا جذريا.
ودمتم أهلا للعون والمساعدة .
أهالي حي الراس - كفرابيل