بالله عليكم
حين يزور المواطن الأردني أي مؤسسة حكومية بكافة فروعها بالمملكة ، مراجعاً ،أو مستفسراً ، أو طالباً ففي ذات الوقت يتولد في نفسه السؤال التالي ..هل المسؤول معه أو ضده؟ ، هل المسؤول له، أو عليه ؟ ويبقى هاجس هذا السؤال يقلق باله حتى بعد خروجه من عند المسؤول ليتأكد من الإجابة التي كان لا يتمناها ، نعم المسؤول ليس معه ، فبالله عليكم لماذا يتولد مثل هذا السؤال ؟ ، ولماذا دائماً تكون الإجابة ذاتها ، ومتى نصل إلى الحالة التي يكون فيها المسؤول في خدمة الجمهور ، كما هو الشرطي في خدمة الشعب ؟
بعض الوزارات تدخلها هائباً لا راغباً ، فكل ما فيها ، ومن فيها يؤكدون لك أنها وزارة حكومة ، وقد وُجدت من أجل الحكومة ، ولتسيير أمور الحكومة ، وأخيراً يُشعرك من فيها أنك غريب عنها ، وعنهم ، وهناك بعض وزارات وقبل أن تدخلها تراها وقد فتحت لك صدرها مبتسمة قائلة بصوت ليس فيه إعوجاجٌ أنها وزارة وطن ، وزارة شعب ، أنها لك ، وجدت من أجلك أنت ، فمتى بالله عليكم تُصبح كل وزاراتنا وزارات وطن ؟
بعض المسؤولين المتنفذين وزراء كانوا ، أم نواب ، أم قادة في أي قطاع حكومي يذهبون إلى الوزارة وهم متأكدون أن الوزير في – جيبتهم – وأنه لن يرفض لهم طلباً مهما كان ، وهو – من العب للجيبة – لذا فهو يلهث خلف رضاهم ، أما المواطن الذي ليس لديه جيبة أصلاً ن فيذهب إلى الوزارة وهو متأكد أن الوزير يظن جازماً أن المواطن في جيبته يستطيع رده بتكشيرة بسيطة ، لأنه بلا ظهر ، وبلا مسؤول يدعمه ، فبالله عليكم متى نذهب نحن والمسؤولون ولدينا قناعة واحدة أن صاحب الحق أولى بالتلبيه مهما كانت.