القول الفصل في فتوى " زواج ملك اليمين "
تناقل العديد من الناس مسألة ملك اليمين التي أثار الجدل فيها جاهل وبنفس الوقت حاقد على الدين وتعاليمه ليؤجج الوضع في الشارع الاسلامي الذي لا ينقصه جدل على كثير من الأمور وبالتالي ليزيد الطين بلَّة ولتتسع رقعة المُشادّات والمناقشات والمناوشات والمناكفات , مستغلّاً (من أثار النعرة )فراغ الشباب العربي من عدة وجوه ,فهنا فراغ الجيوب من المال وخصوصا بعد ارتفاع تكاليف الزواج, وهنا فراغ فكري واستعداد لتلقي كل ما يثير الفتنة الفكرية ,وفراغ عاطفي يقضي بالركض خلف كل ما يقربه من انثى (أي الشاب ). وبالتالي نجح الفتَّان في فتنته.
ملك اليمين كانت أيام الرق في الجاهلية , وبعد مجيء الإسلام بدأ يحارب الظاهرة المقيتة التي كان يُشترى فيها العبد ويباع , والأمة أيضا تُشترى وتباع كما هي قطعان الماعز أو أي سلعة تمتلكها وقت تريد وتبيعها وقت تشاء وبالتالي مسموح لك ممارسة ما تريد مع من تمتلكها بمالك وبدون ضوابط تنظم انسانية المسلك (الجنسي) معها , لأن الجنس هو محور ما نتكلم عنه في هذا المقام كحالة تُمارس مع الإماء وقت ذاك والتي تسمى ملك اليمين ,ولم تُحرَّم فوراً بالاسلام , بل اتخذ الاسلام جانب التدرج في دحرها كظاهرة فكان التوجه لللدعوة لتحرير الرقيق ,وجعل التحرير خطوة كبيرة باتجاه الجنة , ثم وضع أولوية في كل كفارة تكون في تحرير رقبة وهكذا حتى نزلت الآية4 من سورة القتال(سورة محمد ) التي قضت بوقف كل أشكال الرق وملك اليمين في قوله تعالى : "فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منّاً بعدُ وإمّا فداءاً حتى تضع الحرب أوزارها ..... "الاية.
فالدعوة هنا لقتل العدو في المعركة بقوله تعالى "فضرب الرقاب " وأما من تم أسره في قوله : "حتى اذا أثخنتموهم " أي أوقعتم فيهم القتل والاسر والهزيمة فمعاملته بعد اليوم تكون بعد شد الوثاق أي تشديد أسرهم ((((كأسرى )))))وليس (((((كعبيد))))) والاسيرات يعاملن ((((أسيرات))))) وليس ((((إماءا)))) وبالتالي فالمعاملة إما التّمنُّن عليهم بإطلاق سراحهم وسراحهن وبالتالي (الحرية )أو طلب فدية بقوله: " وإمّا فداءاً " بطلب الفدية التي تكون بالمبادلة بأسرى مسلمين او الدفع المالي ومن ثم أيضاً لهم ولهن (الحرية).
ومن هنا نستنتج ان الرق وملك اليمين قد انتهى بفتوى قرآنية ومن فوق سبع سماوات فلا داعي لاطلاق العنان لأفكار الهدّامين ولا داعي لإذعان الآذان لسماع هرتقاتهم الفارغة التي لا تنوي الخير للأمة وتُشكل على الشباب مسألة إعادة ما يسمى بملك اليمين على الساحة لإثراء هذه الساحة التي لاتخلو من الفتن بفتنة أخرى لا تمُتُّ للدين بصلة وحرمها الله فور نزول الآية التي استدللنا بها .
أردت التوضيح لأن السؤال كثُر حول هذا الموضوع والقارئ منكم يبلّغ غير القارئ
والدعاء كل ما أطلبه منكم