التّنمية الإجتماعية وواقع الخدمات في مركز الخنساء
المدينة نيوز - ضمن الأنشطة اللامنهجيّة الرّامية إلى الإطمئنان على واقع الخدمات المقدّمة للمواطنين بمختلف شرائحهم ومستوياتهم ، للوصول إلى الخدمة المثلى وتحقيق ما نسمو إليه من تشييد للبنيان وتحسين للواقع في مختلف المجالات الحياتية ، وفي مختلف الدوائر والمؤسسات .
فئة لها أثرها في الحياة ، فلعلّها الظّروف المختلفة أو الأسباب القاسية ، أو سوء في واقع المعيشة أدّى بهم للوصول إلى مركز الخنساء لرعاية الفتيات في مدينة الرّصيفة ، فلا ذنب لهم في العيش منقطعين عن المجتمع الذي حولهم ؛ لأنّهم جزء منه ، ومكوّن نسعى إلى جعله ذو إنجاز وإبداع ، ليحققوا الخير لأنفسهم وبالتالي على الوطن ، حيث البيت الكبير .
وتجسيدا لذلك وفي صبيحة يوم الأحد الموافق للسادس عشر من شهر تموز لعام ألفين واثني عشر ميلادية ، قام وفد من اللجنة الشبابيّة في مركز الأمان للإستشارات والتأهيل لحقوق الإنسان ، ممثلّا بمديره الأستاذ الحقوقي : عمر الجرّاح ، ونخبة من نشميات اللجنة الشّبابيّة بإجراء زيارة إلى مركز الخنساء لرعاية الفتيات في لواء الرّصيفة ، للإطمئنان على واقع الخدمات المقدّمة ، والتعرّف على المركز وما يقوم به من مهام وواجبات .
يشار إلى أنّه وعند الوصول إلى المركز كان في استقبال الوفد من اللجنة الشّبابية مديرة المركز ، السّيدة : فريال مرايات ، بالإضافة إلى الأستاذ : يحيى النّداف ، وعدد من إداريّي وموظفّي المركز ، حيث تمّ التعرّف على أهم وأبرز واجبات المركز ، وما يقدّم لهذه الفئة للتحسين والإرتقاء ، فمن أخطأ وجب علينا إصلاحه ليكون عضوا فاعلا في المجتمع ، وركيزة بناء ونهوض ، لنسمو بقدراته وإمكاناته ، نحو تحقيق أهدافه ورغباته ، ولإظهار طاقاته الخلّاقة ، ونشاطاته المتعددة ، ليسمو بالمجتمع والوطن ، وليكون مصدرا للطمأنينة بدلا من أن يشكّل خطرا يهدّد المجتمع ومصدرا لتفكيك البنيان في حالة التشييد والإعمار .
وبعد ذلك تطرّق الأستاذ: يحيى النّداف بإيجاز عن أبرز الواجبات التي يقوم بها المركز ، وتضّمنت الزّيارة نقاشا حول المركز وكيفية الإرتقاء به إلى أفضل المستويات وأعلى المراتب للوصول إلى ضالة الطريق ، لجعل هؤلاء عنصر أمن وتقدّم للمجتمع بدلا من أن يكونوا مهددين للإستقرار داعين إلى التراجع والإنهيار.
ومن جملة الحديث والحوار الذي دار بين اللجنة الشبابية ومركز الخنساء كانت المداخلة من مدير مركز الأمان الأستاذ : عمر الجرّاح فيما يتعلّق بإمكانيّة إدماج الفتيات في مركز الخنساء ببرامج إجتماعيّة متعدّدة ومتنوّعة ، وذلك تجسيدا للشراكة الحقيقيّة والمسؤوليّة العظيمة التي تقع على عاتق الجميع تجاه هذه الفئة من المواطنين ، من خلال إشراكهم في محاضرات توعويّة وتثقيفيّة والتّي تعقد في مركز الأمان للإستشارات والتأهيل لحقوق الإنسان بشكل مستمر ، ويشار إلى أنّه تمّ التنسيق لتنفيذ مشروع تحفيظ الفتيات القرآن الكريم خلال شهر رمضان المبارك ، ولما في ذلك من فائدة دنيويّة وآخرويّة ، إذ الأجر العظيم في الآخرة ، وضبط السّلوك بأحكام القرآن الكريم وما جاء به من موعظة وهداية ، بما يسهم في تحقيق ما نصبو إليه في جعل هؤلاء الفتيات مصدرا للإعتزاز بهم وبأفعالهم وتصرفاتهم المضبوطة والدّاعية إلى الإزدهار .
أمّا بما يتعلّق بتفقد المرافق التابعة لمركز الخنساء ، فضمن هذه الجولة تمّ زيارة كلّ من : العيادة ، المطبخ ، صالة الطّعام ، الصّالة الرّياضيّة ، الصّالون ، غرفة الجلوس ، مختبر الحاسوب .
و يذكر أنّ المركز يعمل بصورة مستمرة للإرتقاء بواقع الخدمات وتحقيق أهدافه المختلفة ، وانطلاقا من ذلك فسيتمّ استحداث مشروع " الشقق الأسريّة " ، حيث تكون مجهزة بأرقى الإمكانات ومختلف الأدوات ، ممّا يتيح للفتيات الشّعور بالجو الأسري الملائم ، بما يضمن الحفاظ على الجانب النفسي لهنّ ، وبالتالي ضمان الحصول على التغيير الإيجابي وإحداث التطوّر البنّاء .
وقد لوحظ خلال هذه الزّيارة بالعناية في الجانب الصّحي وتحديدا بما يتعلّق بالنّظافة بالمركز ومرافقه المختلفة ، والنظافة الشّخصيّة للفتيات .
وفي سبيل عرض بعض الإبداعات الشّبابية لدى الفتيات في مركز الخنساء ، فقد تمّ تقديم مشهد تمثيلي عن المشاكل العائلية والأسريّة من قبلهن ، حيث أنّ وجودهن في المركز في أغلب الأوقات نابع من ضعف في الأسرة وتكوينها ، ووجود الخلافات والنزاعات بها ، وما لذلك من تأثير على النفسيّة والسّلوك ، بحيث يتم اللجوء إلى أمور سلبيّة فيها الدّمار والخراب ، لذا فالتنشئة الصحيحة من قبل الأسرة وخلق الجو الأسريّ المناسب والمريح للأفراد وضمان العيش الكريم لهم له إسهامه الكبير في اضمحلال الإنحراف والتخلّص من المشكلات .
إنّ ما لمسناه خلال الزيّارة من تنظيم وإتقان في العمل يتوجّب علينا ومن باب أمانة المسؤولية تقديم الشّكر لكلّ من يعمل في سبيل الإصلاح ، فكما النّقد حاضرا إن وجد ، فكذلك الشّكر على ما رأينا من خدمات ورعاية في سبيل العلوّ والتطوير ، وتقديم الأفضل في جميع الأحوال وفي مختلف الظروف ولمختلف الفئات ، فالكلّ في الوطن له دور في مسيرة العطاء ، وكما وجد الفاسدون الذين يسعون إلى التدمير وإلى إحداث الفتنة في المجتمع العظيم ، وجد المصلحون اللذين يسعون إلى الإرتقاء والتطوير ، فالشّكر لمديرية التنميّة الإجتماعية في الرّصيفة ممثلة بمديرها عطوفة الأستاذ : عمر ربّاع على الجهود المبذولة منه ومن طاقم العمل، كما الشّكر لمديرة مركز الخنساء السيدة : فريال مرايات ، والكادر القائم على المركز ليظهر بالصّورة المطلوبة في البذل والعطاء وما لجهودهم الملموسة على أرض الواقع من أثر في التحسين والنهوض بواقع الخدمات، مع أملنا دائما بالإرتقاء فوق الإرتقاء للوصول إلى المثاليّة في تقديم الخدمات وآداء الواجبات ، فقد تعلّمنا في بيتنا الأردنيّ أن لا حدود للطموح ، ولا تقييد للتطلعات في الوصول إلى الأفضل دائما وفي كلّ المجالات .