مبادره شرف لنبذ العنف في السلط
المدينة نيوز - خاص - : اصدر منتدى الوسطيه للفكر والثقافه في مدينة السلط مبادره شرف لنبذ العنف والمحافظه على مقدرات الوطن
وذلك عقب لقاء ضم عددا من الناشطين واصحاب الفكر والتوجه الاسلامي والوطني حيث تدارسوا الاحداث التي مرت بها مدينه السلط خاصة واحداث المملكه عامة وتوصل الجميع الى اصداربيان هذا نصه:
أحداث العنف التي شهدتها بعض المناطق في المملكة مؤخرا "
الحمدلله والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الانبياء والمرسلين أما بعد :
فإن الناظر في أحداث العنف التي شهدتها كثيرا من المدن والجامعات الأردنية مؤخرا على خلفيات متعددة عشائرية أو سياسية أو مطلبية أو على خلفية امتحانات الثانوية العامة والتي كان لمدينة السلط جزء وافر منها يدرك أن خلالا كبيرا قد اصاب المجتمع الأردني وأوجد فيه ظواهر لم تكن معروفة من قبل ، بل كان المجتمع الأردني مثال التسامح والرقي والتعبير الحضاري ، ونظرا لخطورة هذه الظاهرة وأثرها المدمر على المجتمع الأردني وما يمكن أن تؤدي إليه من مضاعفات خطيرة فقد بادر منتدى الوسطية للفكر والثقافة في مدينة السلط إلى دعوة عدد من المختصين والوجهاء ورجال الدين والخطباء والأئمة لتدارس هذه الظاهرة وأبعادها وآثارها وسبل الخروج منها ، وبعد نقاش مستفيض فإن المجتمعين خرجوا بما يلي :
1 – إن اللجوء على العنف بكل أشكاله معنويا وماديا لفظيا أو جسديا وتخريب الممتلكات والتحريق والتكسير والضرب والشتم والتعذيب أمر مرفوض مدان أيا كان فاعله من ناحية دينية أو مجتمعية ، فالإسلام نهى عن ترويع الناس واستباحة دمائهم ونهى عن إضاعة الأموال، وهدرها أو إتلافها بغير وجه حق، قال تعالى " ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها " وقال " أن من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا " وفي الحديث أن الله عز وجل كره لنا القيل والقال وكثرة السؤال وإضاعة المال " رواه البخاري ومسلم قال النووي رحمه الله أن من وجوه إضاعة المال تعريضه للتلف وسبب النهي انه إفساد والله لا يحب المفسدين .
وعن ابن عمر_ رضي الله عنهما _أنّ رسول الله_ صلى الله عليه وسلم_ قال : " من حمل علينا السلاح فليس منا " رواه البخاري ومسلم ومن روائع الإمام البخاري في صحيحه، أنّه أورد هذا الحديث في كل من كتاب الديات، وكتاب الفتن، وفي ذلك إشارة إلى أنّ هذا الحديث يعتبر قاعدة وأساساً من الأسس التي يقوم عليها المجتمع المسلم، وهو أنّه يقدّس الحياة الإنسانية ويرفض كل أشكال الاعتداء على الأمن في المجتمع ويعتبر استباحة حمل السلاح على الآخرين تؤدي إلى مفاسد منها انتشار جرائم القتل وإلحاق الأذى بالآخرين وقلب حياة المجتمع من الاطمئنان إلى الفوضى والفساد مما يعطل حياة الناس ومصالحهم ،, وأمّا الإمام مسلم فقد أورد هذا الحديث في كتاب الإيمان،وفي هذا دلالة على أنّ من مقتضيات الإيمان ولوازمه صون دماء الآخرين وعدم الاعتداء عليهم بغير وجه حق شرعي، قال ابن حجر في هذا الحديث في معنى عبارة فليس منّا أي ليس على طريقنا أو ليس متبعاً لطريقنا ؛لأنّ من حق المسلم على المسلم أن ينصره ويقاتل دونه، لا أن يرعبه بحمل السلاح عليه لإرادة قتاله أو قتله ، وكل هذا يدعو إلى الحذر من استباحة الأموال والأعراض والنفوس .
2 – إن كثيرا من هذه الأعمال يقف وراءها النعرة العصبية التي تفرق كلمة المجتمع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليس منا من دعا الى عصبية وليس منا من قاتل على عصبية وليس منا من مات على عصبية " رواه ابو داود باب في العصبية حديث رقم ( 120) .
3 – إن المطلوب من مؤسسات التربية والتوجيه توجيه المجتمع إلى تعزيز ثقافة تقديس الحياة وأنّها مزرعة ٌللآخرة , والتأكيد على أنّ الحياة منحةٌ ربانيةٌ ٌيحب احترامها واستثمارها لصلاح الإنسانية
والتحذير من مظاهر النّزاع والتفرق، واحتقار الناس لبعضهم البعض فكل هذه الأمور هي مستنقعات لارتكاب الكبائر وبريد للمعاصي .
3- العمل على حل الخلافات بين أفراد المجتمع بالوسائل المشروعة من الحوار، والالتجاء إلى القضاء لفصل الخصومات، وإنهاء النزاعات ,وعدم اعتماد أساليب الترهيب، وارتكاب الأعمال غير المدروسة وغير المشروعة ، وإن الاستقواء على النظام والقانون ليس فيه مصلحة لأحد ، بل هو مدعاة لانتشار الشر والفساد
4 - تدريب الشباب من خلال التشارك مع الآخرين في أعمال تطوعية وبرامج هادفة لتعمير الوطن تسد فراغ الشباب وتهيئ جو تعلم لغة الكلم الطيب لديهم قال تعالى : "إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه "(فاطر10).
5 – دعوة الأجهزة الحكومية والأمنية إلى ضبط النفس والبعد عن الاستفزاز وعدم الاستجابة له واحترام حق المواطن في التعبير مادام ملتزما بالقانون والنظام ، وأن نحافظ على حقوق الإنسان وحرياته العامة وهذا ما يميز المجتمعات المتحضرة ، وبهذه المناسبة نتوجه إلى جلالة قائد البلاد كما توجه الكثيرون من أبناء البلقاء إلى إطلاق سراح بعض المحكومين على خلفية بعض القضايا الأمنية ممن أمضوا سنوات طويلة في السجن على خلفية هذه القضايا وهذا العفو من سجايا الهاشميين دائما ، ولعل هذه الخطوة تسهم في إزالة بعض مظاهر العنف والتوتر .
6 –إن الأوضاع الاقتصادية السيئة وانتشار الفقر والبطالة وغياب العدالة وانتشار المحسوبية وعدم محاسبة الفاسدين وولوغ بعض المسؤولين في المال العام كل ذلك يولد الشعور بالحقد والخروج على القانون ، مما يدعو اصحاب القرار إلى مراجعة هذه المسائل ومحاسبة الفاسدين والأخذ على أيديهم ، وإيجاد فرص العلم والتكافؤ في الحصول عليها وفق الكفاءة لا الواسطة والمحسوبية وكما قيل افتح مصنعا تغلق سجنا ".