الزرقاء أم اليتامى
تم نشره الأربعاء 18 تمّوز / يوليو 2012 08:47 مساءً
وفاء الخصاونة
الزرقاء ام اليتامى هذه المدينة الوردية المنسية ذات الشوارع الضيقة والحفر التي تمتد للجذور والاعماق ومع ذلك فاناسها طيبين يدخلون لقلبك ليس عندهم كبر او تكبر تحبهم من اول وهلة تراهم فيها.الزرقاء رغم شح الحياة فيها لكن سكانها يمتازون انهم ياكلون لقمتهم من عرق جبينهم فلا غش ولا خداع الا من رحم ربي.لمست الصدق والوفاء في تعاملهم مع بعضهم البعض فكل ناسها اخوة متراصين كالبنيان المرصوص يشد ازر بعضه البعض واما عن علاقات الجيرة فحدث ولا حرج.تتجمع النسوة عند احدى الجارات يقطعون الملوخية ويتسامرون اطراف الحديث.الجار يحس مع جاره الجوعان ويساعده في السراء والضراء عكس المدن الاخرى التي لا ترى فيها جارك الا من الحول للحول واذا مات جارك تفيح رائحته اسبوع كامل في الشقة دون ان يعلم به احد.الزرقاء ام اليتامى واعطيتها هذا اللقب لان اناسها فقراء ومساكين يسعون وراء قوت عيالهم ولا ينظرون للقصور والفلل والسيارات الفارهة فهم قنوعين بما رزقهم الله من اقتسام لقمة العيش مع اهلهم وجيرانهم.هؤلاء هم اهل المدينة المنسية صابرين على قسوة العيش وحر الصيف ومع ذلك لم يسلموا من انقطاع الكهرباء والماء.اهل الزرقاء يستحقوا منا التقدير والحب وكل ما يحلمون به ملاعب لاطفالهم الذين تراهم في الشوارع ويتعرضون لحوادث الدهس.احسبوا معي كم مدينة العاب في عمان؟تتجاوز الالوف ونيف فلماذا هذا الظلم؟لماذا لا يضع اصحاب رؤوس الاموال استثماراتهم في مدينة الزرقاء من اجل توفير حياة كريمة لابناءها.الشوارع محفرة ويخاف السائق على سيارته الجديدة من الخراب والتلف بسبب رداءة الشوارع والحفريات والمجاري الفائضة.اين دور الحكومة من الزرقاء؟عشرات بل آلاف الكتاب كتبوا عن اوجاع هذه المدينة ولكن لا حياة لمن تنادي.الى متى الصمت وهذه المدينة الرائعة بأهلها تتجرع اقسى انواع العيش ؟اليس من حقهم ان يشموا هواء نظيف؟كل المصانع التي تعمل على تلوث الجو موجودة في الزرقاء في الهاشمية وكل الروائح المنبعثة من المصفاة والمصانع ملوثة للجو ومضرة بصحة الانسان.آن الاوان ان ننهض بهذه المدينة من جميع النواحي لينعم سكانها بالخيرات التي ينعم بها سكان المحافظات الاخرى من خدمات واماكن ترفيه.هذه هي حياة اهل الزرقاء آن الاوان ان ننظر نظرة جدية لتحسين مستوى المعيشة في الزرقاء وتوفير حياة كريمة لاهلها وناسها الطيبين.