سوريا و ايران ،،، لعبه مصالح
تم نشره الخميس 19 تمّوز / يوليو 2012 06:40 مساءً
طارق محمود الطقاطقة
حملت الأسابيع القليلة الماضية تصريحات ايرانية متضاربة حيال الملف السوري ،،،، فالتصريحات تباينت بدا من تأكيد الدعم و الوقوف الى جانب نظام الاسد مرورا بالدعوة الى اجراء اصلاحات في سوريا و ضرورة اجراء انتخابات نزيهة و انتهاءا بالمطالبة بتغيير المواقف بشكل ايجابي و الاستجابة للمطالب المشروعة للشعب السوري.
هذا التباين في التصريحات، وإن كان نسبياً وتكتيكياً، يطرح العديد من التساؤلات لعل اهمها هل بدأت إيران في التخلي عن نظام بشار الأسد و اعادة حساباتها ام ان هذه التصريحات مجرد ذر الرماد في العيون تهدف لأستدرار الوقت و منح نظام الاسد المزيد من الوقت لتدارك ما يمكن تداركه عن طريق القمع الوحشي و القتل، و في الوقت عينه الايهام بمحاولة ايجاد حل سياسي وان طهران حاولت الخروج بحل سلمي كي تحفظ ماء وجهها امام الشارع العربي عموما و السوري خصوصا.
الاجابة على هذا السؤال تأخذ مناحي عدة ،،، فمن الناحية الرسمية، كان و لا يزال نظام الاسد البعثي و نظام الخميني حليفين استراتيجيين، و من هذا المنطلق توفر طهران غطاءا سياسيا و ماليا والاهم من هذا و ذاك عسكري كان عن طريق الاسلحة او حتى المقاتلين المأجورين. و من هنا ليس مفاجئا أن وسائل الإعلام داخل إيران اختارت تجاهل تطورات الثورة ضد نظام الاسد، و هذه الثورة بأنها «مؤامرة أميركية صهيونية» و كأن الشعب السوري دفع كل هذه التضحيات و الدماء و المعاناة لأجل ان يتأمر مع امريكا و اسرائيل ضد نظام الاسد.
اما من الناحية العملية، فمنذ تولي الملالي سدة الحكم في طهران عام 1979 ، بدت سوريا بالنسبة لأيران قطعة مهمة على طاولة الشطرنج العالمية.
اذا هل ستتخلى طهران عن الاسد ام لا ،،، يقول قائل من المبكر الحكم بذلك، ولكن التاريخ و الظروف القائمة و المعطيات يقولون ان ايران ستؤثر ان تكون مع الاقوى و الابقى، و بالتأكيد الاقوى و الابقى هو الشعب السوري.
و من هنا تخلي طهران عن عائلة الأسد يبقى الخيار الاقوى و لا يمكن استبعاد هذه النهاية، و ذلك لسبب بسيط هو ان طهران لا تريد ان تبدو كطرف خاسر. اخر الاشارت التى صدرت عن طهران كانت على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمنباراست الذ ابدى استعداد طهران ل"الاضطلاع بدورها" الى جانب الدول الاخرى في المنطقة في السعي الى اجراء حوار بين الحكومة والمعارضة في سوريا.
بكلمات اخرى، فان ايران امام خيارين لا ثالث لهما ،،، فاذا تغير نظام الاسد ستكون إيران دولة ازرت و دعمت نظام الأسد وهو النظام الذي اباد الاف السوريين مستخدمة الصواريخ و قذائف الهاون و الدبابات و غيرها، و هنا ستكون ايران ليس فقط خاسرا بل مشتركا بالجريمة.
اما الخيار الثاني فهو تمكن عائلة الأسد من التعلق ظاهريا بالسلطة عن طريق المذابح الجماعية و سطوة الالة العسكرية،و في هذه الحالة ستكون طهران مرتبطة بنظام ينحصر نفوذه في دمشق او بعضها و منعزل عن العالم.
ووفقا لجميع التصورات سالفة الذكر، فإن السبيل الوحيد لتتجنب إيران أن تصبح طرفا خاسرا هو أن تتخلى عن الأسد وتتواصل مع الشعب السوري. بالمجمل فان تخلي طهران عن نظام الاسد لن يكون لأجل عيون السوريين كما يقول محللون بل لقلة خيارات ايران في سوريا اضافة لصعوبة موقف الاسد ،،،، بأختصار هي لعبه مصالح.
هذا التباين في التصريحات، وإن كان نسبياً وتكتيكياً، يطرح العديد من التساؤلات لعل اهمها هل بدأت إيران في التخلي عن نظام بشار الأسد و اعادة حساباتها ام ان هذه التصريحات مجرد ذر الرماد في العيون تهدف لأستدرار الوقت و منح نظام الاسد المزيد من الوقت لتدارك ما يمكن تداركه عن طريق القمع الوحشي و القتل، و في الوقت عينه الايهام بمحاولة ايجاد حل سياسي وان طهران حاولت الخروج بحل سلمي كي تحفظ ماء وجهها امام الشارع العربي عموما و السوري خصوصا.
الاجابة على هذا السؤال تأخذ مناحي عدة ،،، فمن الناحية الرسمية، كان و لا يزال نظام الاسد البعثي و نظام الخميني حليفين استراتيجيين، و من هذا المنطلق توفر طهران غطاءا سياسيا و ماليا والاهم من هذا و ذاك عسكري كان عن طريق الاسلحة او حتى المقاتلين المأجورين. و من هنا ليس مفاجئا أن وسائل الإعلام داخل إيران اختارت تجاهل تطورات الثورة ضد نظام الاسد، و هذه الثورة بأنها «مؤامرة أميركية صهيونية» و كأن الشعب السوري دفع كل هذه التضحيات و الدماء و المعاناة لأجل ان يتأمر مع امريكا و اسرائيل ضد نظام الاسد.
اما من الناحية العملية، فمنذ تولي الملالي سدة الحكم في طهران عام 1979 ، بدت سوريا بالنسبة لأيران قطعة مهمة على طاولة الشطرنج العالمية.
اذا هل ستتخلى طهران عن الاسد ام لا ،،، يقول قائل من المبكر الحكم بذلك، ولكن التاريخ و الظروف القائمة و المعطيات يقولون ان ايران ستؤثر ان تكون مع الاقوى و الابقى، و بالتأكيد الاقوى و الابقى هو الشعب السوري.
و من هنا تخلي طهران عن عائلة الأسد يبقى الخيار الاقوى و لا يمكن استبعاد هذه النهاية، و ذلك لسبب بسيط هو ان طهران لا تريد ان تبدو كطرف خاسر. اخر الاشارت التى صدرت عن طهران كانت على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمنباراست الذ ابدى استعداد طهران ل"الاضطلاع بدورها" الى جانب الدول الاخرى في المنطقة في السعي الى اجراء حوار بين الحكومة والمعارضة في سوريا.
بكلمات اخرى، فان ايران امام خيارين لا ثالث لهما ،،، فاذا تغير نظام الاسد ستكون إيران دولة ازرت و دعمت نظام الأسد وهو النظام الذي اباد الاف السوريين مستخدمة الصواريخ و قذائف الهاون و الدبابات و غيرها، و هنا ستكون ايران ليس فقط خاسرا بل مشتركا بالجريمة.
اما الخيار الثاني فهو تمكن عائلة الأسد من التعلق ظاهريا بالسلطة عن طريق المذابح الجماعية و سطوة الالة العسكرية،و في هذه الحالة ستكون طهران مرتبطة بنظام ينحصر نفوذه في دمشق او بعضها و منعزل عن العالم.
ووفقا لجميع التصورات سالفة الذكر، فإن السبيل الوحيد لتتجنب إيران أن تصبح طرفا خاسرا هو أن تتخلى عن الأسد وتتواصل مع الشعب السوري. بالمجمل فان تخلي طهران عن نظام الاسد لن يكون لأجل عيون السوريين كما يقول محللون بل لقلة خيارات ايران في سوريا اضافة لصعوبة موقف الاسد ،،،، بأختصار هي لعبه مصالح.