رسالة من حركة كلنا اهل إلى جماعة الاخوان المسلمين
رسالة الى جماعة الاخوان المسلمين
انه لبسم الله الرحمن الرحيم
( وأعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا )
الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله ومن تبع هداه الى يوم لقاه , أما بعد :-
تتوجه حركة كلنا اهل إلى قيادات الإخوان المسلمين ,تستدعي كل ناشط وناشطة في الحركة , في الاردن الهاشمي الكبير, الى جلسة سواء , واضعين بين أيديكم بعض معطيات المرحلة القادمة ,منادين شخوصكم الوطنية الكريمة و رموزكم الخيرة المباركة, أيها الاخوة الأعزاء:
1) يا جماعة الاخوان المسلمين , أنتم أساتذة العمل الحزبي في الاردن, فمطلبكم ان يصار الى وطن نظيف و اردن نظيف خالي من الفساد والشللية والمحسوبية ,اذا فمركبة الاصلاح بإنتظاركم ,فلنكن جميعا تحت تصرف عجلة الاصلاح , فنحن معكم على الفساد و نحن معكم للأصلاح من أجل اردن المستقبل , وقبل كل شىء من أجل مبادىء وتعاليم الإسلام التى تنادون إليها فأن الإسلام دين النظام والتعاون والاصلاح والحوار و التغيير والتكافل ولم الشمل واصلاح ذات البين . فليحذر احدكم ان يؤتى من قبله؟
2) يا أهلنا من جماعة الإخوان المسلمين ,هذا وطنكم العزيز يناديكم ويقول لكم ,ان الاردن يمر بمحنة وبلحظة عصيبة ,بل من أصعب اللحظات العصيبة في عمر الوطن ,فالوطن بحاجة ماسة لكم زمانا ومكانا وشخوصا, كيف وانتم ابناء الاردن الشرفاء العلماء الاتقياء ,ماذا عسنا ان نفعل في لحظة ينادي الوطن ابناؤه؟ هل نقف مكتوف الأيدي نشاهد وطنا يذبح ؟ فلا بد ان نقف كلنا وقفة رجل واحد, لرد الجميل الي الغالية المعمورة الاردن. لا ريب ان لكل زمن دولة و رجال ,فأنتم رجال من دولة هذا الزمان , اخواننا من الحركة هذا هو وقت العمل الوطنى البعيد عن المشاحنات والمناكفات , و لن ننسى ولن ينسى التاريخ لكم هذه ,وستسجل هذه لكم بماء الذهب في تاريخ الشعوب؟
3) يا جماعة الاخوان المسلمين فلنقف مع الوطن , لنقطع الطريق على هؤلاء المندسين المأجورين الذين يحاولون جر الاردن الى ما لا يحمد عقباه ,هيا لنحمل الاردن على الرؤوس الى بر الآمان.يا ابنائنا من جماعة الاخوان المسلمون ,نؤكد ان آمالنا واحدة، طموحاتنا واحدة، تطلعاتنا واحدة , فلنشترك جميعا في إيصال كل خير إلى هذا الوطن العزيز ، نحن شركاء للهاشميين في الاصلاح كما ارادنا ولي الامر ,لا منافسين للحكم ولا فرقاء كما يريدنا العدو الحاسد الحاقد المبغض ,الى الصندوق ,و من الصندوق نبدأ ,لندفع السوء عن الوطن وعن اهله الكرام ,حتى يستمر التعايش الوطني بيننا، فنحن فضلا عن انه يجمعنا الوطن والدم والمصاهرة الا إننا اخوة التراب, فالمحافظة على مستقبل اجيالنا وأبنائنا وعلى مقدراتنا وعلى أموالنا وعلى امننا وعلى ترابنا الطهور وعلى وحدتنا , هو واجبنا جميعا بلا استثناء، فلا ينبغي لإحد أن يبغي على أحد، فلا ينكر منا الاخر محاسنه وجمائله وافضاله (وهل جزاء الإحسان الا الإحسان) ,مترفعين عن المواقف والشعارات الاحتقانية التي تثير الاحقاد والاضغان وتجرح الشعور الوطني العام للشعب الاردني,ونبذ كافة أشكال الخطاب الأستفزازي والسلوك التعنتي, فلن يغفر الله ولن يغفر التاريخ لمشيعوا الفتن .
4) انكم من مثقفوا الشعب الاردني ,فأنتم الغيورين على وحدته ,وانتم المؤمنون برسالته و بهاشميته وأرضه, انتم أصحاب الفكر, تقابلون الحجة بالحجة والرأي بالرأي، انتم من يناقش ألامر بصبر وروية , يا اهل الحكمة والحوار من يبذر الحب والوئام والأمن والأمان بين أبناء الاسرة الاردنية الكبيرة ؟.فلنلتقي متحاورين على مائدة الوطن, لمصلحة الوطن .
5) يا اهل الفكر والمشورة , اننا نعيش في كنف واحد, و وطن واحد ,تسوده الأخوة والرحمة والمصاهرة والنسب والقربى ,ها هم انتم من يعكس الحس الوطني والوحدة والروح الوطنية العالية,فنحن واياكم , مجتمعون ملتفين حول علمنا بساريته الهاشمية وان اختلفنا ,ومتآلفون وان افترقنا, وكلنا فداء لهذه الأرض الطيبة ارض الحشر والنشر والرباط ,هذه أيدينا ممدودة إليكم، تعالوا لنتعاون على البر والتقوى.
6) الى جماعة الاخوان المسلمين ,إن غيابكم عن المجلس التشريعي ما هي الا وقيعة ودس وتمزق مجتمعى وانسداد سياسي بين اعضاء الجسد الاردني الواحد محدثة صدمة وفتنة مجتمعية و فجوة وشرخ بين بين المواطن والمواطن , بين الاخ واخيه بين المشرع والمنفذ, لا تجبر على طول الزمن ولا عبرالعقود. ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء.
7) ايها المؤتمنون على أٌخوة المجتمع الاردني من الاخوان المسلمون ,عهدناكم إطفاء الحرائق واخماد نيران الفتن واحترام الوقت وحضور البديهة والتمتع بعقلية حضارية في إدارة الأزمات وتقديم المشروعات الحضارية بحثا عن الخيرية, الحرية, الكرامة انسانية, و العدالة الاجتماعية), وهذا برنامج انتم اهلوه ,فهو الامر الذي يتطلب إئتلاف اصلاحي لكل القوى الحزبية والشعبية جميعا لتشكيل حكومة وطنية لوضع آليات عملية لتحمل أعباء البرامج والاوراق الاصلاحية التى تنوء بها الجبال, اذا لا بد من المشاركة في الانتخابات القادمة.
8) ايها القدوة و دعاة الامة وعلمائها من جماعة الاخوان المسلمون ,فلنعلم جميعا ان جهود وسموم اشبال فريدوم هاوس الصهيونية التابعة للوبي اليهودي في الولايات المتحدة وفي دولة الكيان (إيباك) لا تفتر ولا تأل جهدا,اذ تتربص بالاردن لدب الخلاف والصراع والفرقة بين الإصلاحيين والاسلاميين والشعب من جهة وبين نظام الحكم والاصلاحيين من جهة اخرى من خلال لفائف ونغائص روبرت ساتلوف رئيس معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط لبث السموم و الفتن والدسائس ,وهذا تزامنا مع تصريحات رئيس وزراء الكيان نتنياهو وتدخله بالشأن الوطني الاردني.فلا نسمح بإن نكون وقودا رخيصا لحرائق يهود كما في سوريا وليبيا وتونس اللهم لا شماتة. والعاقل و السعيد من اتعظ بغيره؟
9) يا نقابيي وأمناء حركة الاخوان المسلمين , تذكروا انكم لم تكونوا يوما جزءا من التركيبة السياسية او الاجتماعية في أي دولة عربية الى ماقبل الربيع العربي عدا الأردن. أي ان حركة الاخوان المسلمين لم تكن سرية تحت الأرض في الاردن يوما, بل هي حركة معلنة تشاركية وشريكة بالقرار السياسي الاردني ,ولا زالت ومنذ ستة عقود تتمتع بلافتة عريضة تحمل اسم (جماعة الاخوان المسلمين ) في وسط العاصمة عمان ,ولم يحدث ان تم التطرق الى ممانعتها او ازالتها, ولاسيما ان ابنائنا من جماعة الاخوان المسلمون وبكل فخر واعتزاز هم جزء من ابناء و تركيبة المجتمع الاردني السياسية والاقتصادية والاجتماعية, ونستذكر بأن مشاركتكم في الانتخابات غير مناطة او مرتبطة بقانون الاتنخابات نفسه, بقدر ما هي معنية بالاداء التشريعي ’التشريع اولا ,ثم اقرار المعاهدات والاتفاقيات,ومناقشة الموازنة العامة ومراقبة المال العام , وممارسة الدور الرقابي على أعمال السلطات التنفيذية والقضائية ,و مناقشة خطط عمل رجال الدولة, وتعديل الدستور .فالمشاركة هي اصل التعديل وبوابة الاصلاح ,فلنشارك سوية ثم نغير ونعدل ونجدد من تحت القبة لا من الشارع؟
10) يا اهل شعار (الاسلام هو الحل) نعم الاسلام هو الحل ,فالاسلام سلم ومحبة وايخاء وحقن للدماء وصون للاعراض وحفظا للممتلكات واطاعة لولي الامر,ورص للصفوف وصيانة للمقدرات .ماذا نقول للأجيال القادمة؟ لقد تخلفنا عن الواجب حتى وقع المحذور؟
11) يا عقلاء الاخوان ماذا دهاكم ؟ماذا تنتظرون؟ القتل والتنكيل وتنفيذ مخططات بني صهيون؟ هل سنقف سلبيين , أمام هجمات يهود الشرسة على الاردن؟فلنتعاون على الحفاظ على الفسيفسائية الاردنية بصورتها المختلفة لاطياف المجتمع الاردني , للأستفادة من خبرة حركة الاخوان المسلمين في ادارة الشؤون العامة ,تمهيدا للتعاون المشترك بين قوى الاصلاح الوطني في انتخابات نزيهة لبرلمان حر غير مسبوق إن شاء الله .فالمواطنة واجبات وحقوق, فالواجب يدعونا الى حقوقنا؟
12) الى اهل الرشد من الاخوان المسلمين ,فلنتبصر احوال الامة اليوم خاصة بعد الربيع العربي فيشتد العجب ، فالأمة بين جاهل، وضال، وصاحب هوى، وحاسد وحاقد، فاسد ،ومفسد ٍ. فكثير من العوام من غير ذي العلم حتما ستعصف بهم العاطفة و الرغبات النفسية الأهواء، وستزل بهم الأقدام الى الفتنة فالدماء ثم الثأر والانتقام ,فتذهب ريحنا ونفشل والمستفيدون هم, يهود بني قريظة وبني النضير وقينقاع والفلاشا وشاس وميرتس وكاديما؟ يا عقلاء الامة لا يمكن لنا كمسلمين أن نقاوم اليهود واللبيراليون الجدد وفرسان المعبد إلا إذا قاومنا الخلاف بيننا, وها هي دولة يهود تحقق انتصارا تلو الآخر بدماء العرب وهي تناظر وتراقب كيف يطارد العرب بعضهم بعضا في زقاق وحواري الدول العربية. من المسؤول؟
13) الى من يملك زمام العقل,نقول بما نرى , ونرى أن الواقع مرير, لقد زادت الفرقة واصبح الانحراف كبير ، كنا نعاني سقوط الاندلس امسا,فاليوم نعاني ضياع فلسطين ,ثم دمار أفغانستان ,وتبعتها الشيشان ,والحال في كشمير اسوء ,فما لبثنا حتى خرجت علينا البوسنة والهرسك ,ولم ينتهي المطاف فبورما ,وها هي سوريا وليبيا والسودان وستتبعها اليمن، وزادت الخلافات والتوجهات والولاءات و الاتجاهات والزعامات. مما ادى الى انحراف الأمة عن اصولها في السياسة الشرعية في الدعوة الى الحق (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) وبرز صراع الرصاص مكان صراع النصوص بين الجماعات الإسلامية بعضها بعضا,وتسلحوا بالرشاش بدل القلم , فأمتطوا صهوة القتل والتآمر والتدمير كأسمى منجزات للامة ,فاصبح الاسلام دينا بين الارهاب والخراب , وانحرف سلوكنا الدعوي فتكالبت علينا الامم ففقدنا قيمنا وقيمتنا الحضارية.والقادم اسوء مما هو قائم؟ فأعلموا ان الساكت عن الحق شيطان اخرس.
14) نحن امة تؤمن بالخطأ والصواب وليس لإحد عصمة من الخطأ والنسيان الا الانبياء ,فهذا هو وقت تلاحق وتوالد الفتن تلو الفتن ,والنكبات تلو النكبات ,فالخطا لا يعالج بالخطأ ,كما ان الفساد لا يعالج بالفساد ؟هل من مجيب لصيحات العقل؟هل من رشيد بجنبنا طريق الفتن والدماء والاغتصاب والقتل؟ من يحقن دماء المسلمين الا العلماء والدعاة واصحاب الرأي والمشورة؟ لقد آن الاوان لكي يدرك الجميع بان الظروف الراهنة في المنطقة عامة والاردن خاصة لا تسمح بالمغامرات أو تعريض أمن البلاد والعباد للانتهاك. لربما ان الحركة لديها الوعي الكافي للسيطرة على كوادرها ـ وهذا شئ ملموس ـ على ان لا يكسر لوح زجاج واحد وا لا تسمع شتيمة او تلاسن او ترى شغب او عنف او تسمع كلمة استفزازية,لكن كيف يمكن ضمان حق الجميع في التعبير السلمي عن آرائهم ,دون وصول مندس او مغرض او فويسق او دجال اوكذاب اشر ؟حينها يكون الحال "انجو سعد فقد هلك سعيد " ,فتضرم نار الفتنة الكبرى , فلن تكون الحركة الاسلامية في منأى عنها.اليس يا عقلائنا ,درء المفاسد اولى من جلب المنافع؟
15) الى ضميرجماعة الاخوان في الاردن ,فلن يغيب عنكم ,ان لكل بلد خصوصيته, ولكل دولة تركيبتها الخاصة جغرافيا وديموغرافيا ,فما نجح في تونس ليس بالضرورة ان ينجح في مصر وما نجح في ليبيا لن ينجح في سوريا على الاطلاق ,وهو ايضا غير قابل للتطبيق في الاردن ,فخصوصية الحوار (الرأي والراي الاخر) هو الانجح والاسلم والاحكم والملائم في الاردن الحبيب؟ فقياس الصاعات والمكاييل ,ورد الضربات و اشاعة الفوضى وعدم اليقة والعنف والتراشق بالاتهامات لتحقيق مخطاطات الربيع العربي او " الشتاء الساخن " , بين الاهل والربقة الواحدة من اهل الهجرة والنصرة , و هذا ليس من شيم الكرام امثال رهبان الليل وفرسان النهار من منتسبي حركة الاخوان المسلمين ؟ فلا يغيب عنا كلام الله تعالى( لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِي إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ) صدق الله العظيم. .... اتقوا الله في الاردن و الفتنة اشد من القتل .لذا فنحن في حركة كلنا اهل ندعوكم للمشاركة في الانتخابات القادمة ليطيب العيش, وليبقى الماء عذباً, وليبقى العَلَم مرفوعاً, وليبقى الدم معصوماً, و ليبقى الرأس مرفوعاً, وليبقى الاردن اردناً, نباهي ونفاخر به الأمم.
أيها الاخوان؟ هذا هو الاردن الصغير بمساحتة ,الكبير بقيادتة , الغني بشعبة وخيراتة وقدراتة البشرية, المشبع بالعقلانية, ليس دولة شهدت تطورا كبيرا في فترة قصيرة كما لاردن ! رغم ما حمله موقعة الجغرافي من اوزار واعباء و فواتير سياسية واقتصادية واجتماعية دفعها ثمناً لمواقفة العروبية والقومية , كان ولا يزال الاردن الدولة الحاضنة لكثير من شعوب المنطقة في ظل ظروف سياسية فرضت على الجميع وبالتالي فان النظام الاردن لم يكن يوم من الايام معاديا لاي بلد او شعب او حركة او برنامج وطني يصب في المصلحة العامة للاردن.اذ تعلن الحركة دعما لرؤى سيد البلاد الملك عبدالله الثاني حفظه الله بإن الانتخابات هي المرجعية الصادقة والشفافة للإصلاح والتغييرللجميع.
اللهم فاشهد اننا قد بلغنا
وعلى الله قصد السبيل وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
(رب اجعل هذا البلد آمناً وارزق أهله من الثمرات)
امين عام حركة كلناأهل
الاكاديمي الناشط السياسي
جعفرعايد المعايطة