د. الوريكات: وجدنا اغذية لا تليق بالبشر في بعض المطاعم العالمية

المدينة نيوز - حوار لوزير الصحة مع صحيفة العرب اليوم - :

 حملة رقابية على النفايات الطبية قد تتسبب بإغلاق عدد من المستشفيات الخاصة .
 العملية في بعض المستشفيات الخاصة 10 أضعاف سعرها بمستشفيات الوزارة .
 دواؤنا آمن ونغلق الكثير من الصيدليات المخالفة ولكن لا نعلن عنها حتى لا نتهم بأننا حكم عسكري .
 أمانة عمان لديها 1300 موظف رقابة وهم في الغالب لا يملكون شهادات وغير مدربين .
 132 الف مواطن بحاجة إلى تأمين صحي تكلفة تأمينهم 21 مليون دينار سنويا .
 ضبط عصابة متخصصة بتزوير الأدوية وتم تحويلها للقضاء بتهمة القتل .
 سنعلن اسماء المخالفين في حال تكرار المخالفات وسيتم الاغلاق .
 "الغذاء والدواء" قادرة على ادارة ذاتها ماليا وقد تتحول سلة للإنفاق على الصحة .
 تخفيض اسعار 258 صنفا من الادوية بنسب تصل إلى 70% .
  تلامس القضايا الصحية اهتمام المواطنين بشكل مباشر فكل ما يرتبط بالحياة واستمرارها ونوعيتها يكون على رأس أولويات الإنسان وفي بؤرة اهتمامه.
 "العرب اليوم" استضافت وزير الصحة د. عبد اللطيف وريكات للحديث عن تفاصيل التطورات الحالية والتصورات المستقبلية للوضع الصحي في المملكة من جميع الجوانب المتعلقة بسلامة الغذاء والدواء والفرص المتاحة لتقديم وتحسين الخدمات الطبية والعلاجية المقدمة للإنسان الأردني والذي يشكل الثروة الوطنية الوحيدة التي تشكل عماد بناء هذا الوطن.
 الحديث مع وزير الصحة لم يخل من الصراحة المعهودة ولم تغب عنه لمسات الجراح في الحديث عن علاج بعض الأمراض المستعصية في ثقافة الناس وتعاملهم مع قضايا الصحة العامة خاصة ما هو متعلق بالحملات المكثفة التي نفذتها المؤسسة على المطاعم العالمية ومحلات الحلويات والمولات الكبرى والتي كشفت عن واقع أخلاقي مؤلم لدى البعض ممن حاول تحقيق الأرباح على حساب صحة المواطنين.
 كما لم تخل المقابلة من وضع النقاط على الحروف حول الخلافات المالية التي نشبت مؤخرا بين وزارة الصحة والمستشفيات الجامعية.
 حضر المقابلة رئيس هيئة المديرين إلياس جريسات والزملاء رئيس التحرير نبيل غيشان ورئيس هيئة التحرير عدنان الزعبي ونائب رئيس التحرير أسامة الرنتيسي ونائب رئيس التحرير إبراهيم خريسات.
 ورحب جريسات بضيف "العرب اليوم " وزير الصحة د.عبد اللطيف وريكات مقدرا عطاءه المستمر في القطاع الصحي في المملكة الذي يناهز الأربعين عاما في الخدمات الطبية الملكية وجهوده خلال مشاركته في الحكومات الثلاث الأخيرة وزيرا للصحة.
 
وفيما يلي نص المقابلة :
 العرب اليوم: كيف تقيم عملك كوزير للصحة منذ توليك مهام الحقيبة الوزارية؟
 الوريكات: بعد خدمة 37 سنة في الخدمات الطبية الملكية وخدمة سنة واحدة في وزارة الصحة اشعر أن انتقالا من مكان آخر وخبرة سنة واحدة في وزارة الصحة تساوي خبرة 37 سنة فالجيش له خصوصية ويسير وفق نظام معين أما في وزارة الصحة فانت تتعامل مع كافة الأطياف المرتبطة بالخدمات الطبية والصحية في المملكة.
 فوزارة الصحة يجب ان تكون القائد لجميع القطاعات الطبية، فهي تتحمل عبئا كبيرا فهناك حوالي 700 مركز صحي و41 مستشفى تابعا للوزارة وتغطي بخدماتها 61% من سكان المملكة فيما تغطي الخدمات الطبية الملكية 26%.
 العرب اليوم: نسبة الـ 61% الذين تغطيهم الوزارة هل هم من يتمتعون بالتأمين الصحي الشامل؟
 الوريكات: هم المؤمنون من موظفي الحكومة وجيوب الفقر والأقل حظا والمرضى الذين يحولون من خلال الديوان الملكي "فالديوان يقوم بمعالجة اي مواطن اردني يحمل الرقم الوطني" وهي مكرمة ملكية لعلاج من لا يمتلكون تأمينا صحيا، فوزارة الصحة تغطي حوالي 36% من المؤمنين الحكوميين والتأمين العسكري يغطي 26% و17% هم من جيوب الفقر وتصل نسبة المؤمنين صحيا إلى 87% منهم و13% من القطاع الخاص.
 
العرب اليوم: هنالك تضارب في الأرقام المعلنة لنسبة المؤمنين صحيا فوزارة الصحة تقول 87% والاحصاءات 78% ومؤسسات مجتمع مدني ذكرت نسبة 68% أين الحقيقة؟
 الوريكات: الأرقام الحقيقية هي 26% تأمين صحي عسكري و37% تأمين صحي مدني و17% جيوب الفقر. وهذا الرقم الصحيح الصادر عن المجلس الصحي العالي وهذا العام لدينا آلية جديدة للتعامل مع جيوب الفقر فجيوب الفقر استغلت بشكل سيئ فعلى سبيل المثال إذا اعتبرت أبو نصير من جيوب الفقر فهناك 10 أشخاص فقراء بشكل حقيقي لكن هناك 5 أغنياء يملكون الملايين والخمسة يستغلون العشرة وجيوب الفقر استغلت بشكل سيئ ونحن نبحث عن الفقير وليس جيوب الفقر فهناك فقراء في عبدون.
 العرب اليوم:مشروع التأمين الصحي عبر شبكة الأمان الاجتماعي هل أجهض؟
 الوريكات: شبكة الأمان قامت بتأمين 300 ألف ولكن لم يستمر ونحن أعطينا مناطق وليس أسماء ورصد لها من النفقات العامة وهناك حاليا 132 ألف فقير بحاجة إلى تأمين صحي وغير مؤمنين والكلفة المالية لتأمينهم تقدر بـ21 مليونا سنويا.
 
العرب اليوم: هل هناك مخصصات مرصودة؟
 الوريكات: غذاء الأردنيين ودواؤهم خط أحمر، ويجب على الدولة تأمينه وسنوفر الدواء والعلاج إلى كل محتاج سواء كان هناك مخصصات مرصودة أو لم تكن.
 العرب اليوم: الحملة على المحلات والمطاعم...هل انتهينا من المواد الفاسدة وهل الحملة مستمرة ؟
 الوريكات:هي نقطة البداية الصحيحة وستستمر طوال السنة وتم تغيير الكثير من الطواقم في الغذاء والدواء وبدأنا بحملة قوية وبدأنا بالمطاعم الكبيرة وهو ما ردع المطاعم والمحلات الصغيرة وكانت البداية مع مطاعم شهيرة عالمية وما وجدناه كان لا يليق بنا ولا بغذاء الإنسان وتم إغلاقها وتحويل أصحابها إلى القضاء وبعد ان قامت بتصويب الأوضاع تم السماح لهم بافتتاحها.والحملة مستمرة على المولات الكبيرة خاصة وان المواطن يذهب إليها مطمئنا وان الحملة جيدة والخبز جيد ولكن ما وجدناه في بعض المولات لا يليق بالاستعمال البشري وأغلق عدد كبير منها.
 
ضغوطات
 العرب اليوم: هل تعرضتم لضغوطات؟
 الوريكات: لا ولكن كان هناك تحذيرات من البعض وقالوا "دير بالك على حالك" فقلت لست خائفا.. والقوة استمديناها من جلالة الملك والرسالة وصلتني عبراتصال من رئيس الديوان الملكي "لا تهابوا" ودعم التوجه ..وهناك من تحدث عن السياحة ونحن أصرينا ان يأكل اي سائح أكلا نظيفا وهذا هو ما يدعم السياحة والسياحة العلاجية في المملكة. وكنا سنعلن اسم اي شخص يقوم بالتوسط من اجل مطاعم استغلت المواطن وقبل اشهر تم إغلاق أحد مصانع العصير الكبرى فقام بالاتصال أحد الأشخاص وقال لي" لن تبقى وزيرا".
 العرب اليوم: لماذا لا يتم الإعلان عن أسماء المحلات التي تغلق؟ واحيانا يتم التحايل على الإغلاق بوضع إعلانات مثل "المحل تحت الصيانة" ما هو ردكم؟
 الوريكات: لم نعلن أسماء ولكن كان لدينا إصرار على الإعلان عن الأسماء في حال تكررت الإغلاقات وكانت النصيحة بعدم إعلان أسماء المحلات وبعض المحلات كانت من محال الحلويات الكبيرة واحيانا في فرع معين تكون هناك مخالفات أما في الفرع الآخر فيكون هناك التزام فقد وجدنا في احد محال الحلويات الكبرى 85 تنكة جبنة فاسدة غير صالحة للاستعمال ولكن هذا الأمر لا ينطبق على الفروع الأخرى.
 وفي مجال اللحوم وجدنا مأساة فهناك من يقوم بتبريد اللحم المجمد ويقوم ببيعه على انه طازج في مولات كبيرة وكانت الأوامر إغلاق .. اي مطعم يلتزم بشروط الصحة سيحصل على علامة الجودة. كما حضر مدير مطعم كنتاكي في أمريكا والمدير العام الشرق الأوسط وقدما الشكر لجهود المؤسسة وأكدا على ضرورة ان يكون منتج مطاعمهم في الأردن الأفضل في المنطقة خاصة وان الوجبات في الأردن تعتمد على الدجاج الطازج وليس المجمد كما في معظم الدول المجاورة.
 وبالنسبة للإغلاق فصور الدجاج التي وصلتني في احد المطاعم شي غير مقبولة ولا تليق إطعامها للإنسان وبعد أربعة أيام ...وجدنا المطعم باشر العمل دون إذن وقامت بعض المولات أيضا بفتح أبوابها دون إذن الأمر الذي استدعى اتخاذ قرار بالإغلاق الكامل...وهو الأمر الذي جعل الكثير من المحال التي تبيع المواد الغذائية تشعر بالجدية الكاملة الأمر الذي أدى إلى مزيد من الاهتمام.
 
العرب اليوم: حملات وزارة الصحة هل هي فزعات؟
 الوريكات: لا وزارة الصحة كانت ماردا نائما بدأ يصحو على واجباته فالجيش يحمي حدود الوطن من الخارج فيما تقع حماية سلامة غذاء ودواء المواطن من الداخل على وزارة الصحة، فمثلا ثلاثة من كوادرنا قاموا بالتفتيش على محل ما فيقوم بعد ذلك ثلاث آخرين بزيارة المحل من أجل الدقة في الرقابة.. وتم الحديث مع الأطراف الأخرى .. فأمانة عمان لديها حوالي 1300 موظف رقابة - على المواد الغذائية - لكن لم يقوموا بالواجب ونحن دخلنا على واجبهم وهم في الغالب لا يملكون شهادات وغير مدربين. ووصلنا ان بعض الموظفين يحصلون على دجاجة مجانية فيتغاضون عن مخالفات محل بيع الدجاج واللحوم ومن يحصل على صحن حمص مجاني يتغاضى عن مخالفات المطعم وهناك من يتحجج بالفقر.
 وزارة الصحة قامت بمنح الموظفين المراقبين مبلغ 500 دينار قبل إطلاق الحملة الأخيرة غير الراتب حتى لا يقعوا ضحايا .. ولدينا قيمة مخالفات تصل إلى ما يزيد على المليون دينار وقلنا إنها ستوزع على المؤسسة والعاملين في المؤسسة وهو حقهم ونظام المكافآت يحفز الموظفين على العمل بكل دقة وإتقان، وربما يتراوح دخل المؤسسة من 10 إلى 20 مليون دينار وسيتم أخذ وتوفير احتياجات المؤسسة وسيتم تحويل المبالغ الأخرى لوزارة المالية.
 نسعى إلى ان تعتمد "الغذاء والدواء " على ذاتها والمؤسسة لديها إمكانيات للاكتفاء الذاتي ولن تكون عبئا على الدولة وسنوقع اتفاقية مع إحدى الشركات البريطانية التي تشرف على توريد الغذاء لإقليم كردستان حيث ستقوم المؤسسة بإجراء الفحوصات على الأغذية وسيوفر ذلك دخلا يزيد على مليون دينار للمؤسسة.
 بالمحصلة فإن وضع المؤسسة جيد وخلال أول رمضان تم توزيع 5 آلاف طرد غذائي وسيتم افتتاح فروع في اربد والكرك إضافة إلى ما هو موجود في الزرقاء وعمان. بدأنا بالتدريب للدول الشقيقة ومع ليبيا بالذات ودول أخرى وستكون المؤسسة سلة للإنفاق على المؤسسة ووزارة الصحة.
 
الأدوية
 هل هناك مافيات للأدوية المزورة في الأردن ... وما تأثير ذلك على تصدير الأدوية؟
 الوريكات في مجال الدواء نبدأ بما هو إيجابي فقد تم خلال الفترة الأخيرة تخفيض أسعار 258 صنفا من الأدوية ووصلت نسبة التخفيض على بعص الأصناف إلى 70% جميعها من العلاجات الأجنبية وفق أسعار بلد المنشأ والوفر من التخفيضات على الموازنة وصل إلى 4 ملايين ... وكان هناك حرب بيننا وبين أصحاب المستودعات ولكن هذا حق الوزارة ونحن نأتي بأسعار نفس بلد المنشأ "ولأول مرة بتاريخ الأردن أسعار مواد تنخفض.
 أما المصنع الذي تم ضبطه وأنا شاكر للشرطة والذين تعاونوا معنا فهو يصنع ليس للسوق الأردني بل عصابات كانت تريد التصدير إلى خارج الأردن وتم ضبط ما قيمته حوالي مليون ومئة ألف دينار وهي عصابات لديها كل الأجهزة نشأت بعد الأزمة السورية وتأتي بعلب مماثلة للأدوية الأصلية. والعصابة تتكون من ثلاثة أردنيين وتتعاون مع أجانب وضبطت بجبل القصور في شقة وبجانبها مطعم ويتعاونون مع طبيب وتم تحويلهم إلى القضاء بتهمة القتل، فإعطاء علاج قاتل لمريض ضغط قد يؤدي إلى وفاته.
 ومن منبر "العرب اليوم" أود ان أؤكد ان الأدوية والعلاجات في الأردن آمنة ونحن نفتش على الصيدليات يوميا ونغلق المخالف منها ولكن أحيانا لا نذكر ذلك حتى لا يقال ان الحكم تحول إلى حكم عسكري.
 
أسعار الأدوية
 العرب اليوم: هل هناك استراتيجية جديدة لتخفض أسعار الأدوية وإعادة التسعير ؟
 الوريكات:تم تنزيل الأسعار وهناك اتصالات مستمرة مع الشركات المنتجة ودوما الأردن هو مركز والأردن هي المقياس ومع احترامي لمن هم قبلي فسنعود إلى التسعير المحلي دون الارتباط بأسعار السعودية ونضع أسس تسعير جديدة والسعر المحلي يجب ان يكون المعتمد ويجب ان يكون هو المسطرة لقياس الأسعار في المنطقة، ولكن هناك إشكالية فالأسعار المعتمدة للأدوية هي الدينار الأردني وسعره جيد محليا لكن المصدرين مظلومون. ولدينا شركات لها فروع في أوروبا وأمريكا مثل أدوية الحكمة والتي قامت مؤخرا بتصنيع دواء كانت الأردن تشتريه من الخارج بحوالي 2872 دينارا وعندما صنع في هذه الشركة انخفض السعر إلى ألف دينار وهو مصنع يورد للعام أجمع ونحن ننظر إلى الشركات المحلية لصناعة الأدوية كملك لنا عندما نحتاجها نأخذ ما نريد في الوقت الذي نحتاج وهي تختلف عن شركات الدول الأخرى ولذلك نعتبرها صمام أمان لأمننا الدوائي الوطني.
 وهناك إعادة لتسعير الأدوية الأردنية بعد العيد خلال اجتماع مع المصانع بشرط أن يبقى الأردني في أمان.
 سعر صرف الدينار قتلهم.

العرب اليوم: لماذا لا يكون هناك تسعيرتان واحدة محلية وأخرى للتصدير ؟
 الوريكات: ربما يكون هناك تسعيرتان واحدة بالدينار محلية وتسعيرة بالدولار للتصدير إلى الخارج ويجب ان نحافظ على مصانعنا التي تنشط في البرتغال وأسبانيا ودول اخرى وهي مصلحة وطنية.
 العرب اليوم: يحبذ بعض المواطنين استخدام الأدوية الأجنبية بدلا من المحلية كيف نسترجع الثقة بالصناعة المحلية؟
 الوريكات: في الحقيقة ان بعض الأطباء يساهمون في هذه الظاهرة مع احترامي لهم ان هناك دعاية لبعض المنتجات. فبعض شركات الأدوية تقدم رحلة أو سفرة للأطباء وتغطيها بمبالغ لا تتجاوز الأربعة آلاف دينار ... وأنا عندما كنت أعمل في الخدمات الطبية كنت أقول للأطباء لا تقوموا بالدعاية للشركات ونحن نقدم لكم ما يقدمونه.. الأمر متعلق بالثقافة الطبية فالعلاج الأردني علاج مميز وهو يباع في الولايات المتحدة إلى جانب مختلف الأدوية القادمة من أمريكا وأوروبا.
 العرب اليوم: هل انت راض عن أوضاع مستشفياتنا الحكومية وما هي خططكم التطويرية؟وماهي ماهية خلافاتكم مع المراكز الطبية والمستشفيات الجامعية ؟
 الوريكات: المستشفيات الأخرى والقطاعات التي نقوم بالتحويل إليها تتعامل مع وزارة الصحة بجشع فهل من المعقول ان طبيب وزارة الصحة الذي يحمل كافة الشهادات يأخذ راتبا شهريا مقداره ألفا دينار خلال دوامه شهرا كاملا وفي يومين في هذه المستشفيات يحصل على 10 آلاف دينار. فهذه المستشفيات تأخذ اكثر من اللازم فالعملية التي تجرى في مستشفيات وزارة الصحة بمئتي دينار تبلغ فاتورتها في بعض المستشفيات التي يتم التحويل إليها ألفي دينار.
 مستشفى البشير مستشفى تحويلي للفقراء ...ومشكلته باسمه الذي ارتبط بنمط معين في أذهان المواطنين والشهر القادم سيتم افتتاح التوسعة الجديدة البالغ حجمها 450 سريرا بالإضافة إلى افتتاح مركز علاج السكري ومركز علاج السرطان ومركز زراعة الأعضاء وخلال الأسبوع القادم سنبدأ بزراعة الكلى التي تجرى حاليا في مستشفى الأمير حمزة. وقامت الوزارة بتدريب 32 طبيبا في الخارج للعمل في المركز وأقسام الخداج والأطفال والولادة من أفضل مراكز الخداج في الشرق الأوسط وبشهادة مدراء مستشفيات خاصة بالولادة وهو يحتوي على 80 سرير خداج كما يحتوي قسم معالجة الأورام على احدث الأجهزة واعتقد عند تغيير الاسم مثل مدينة الصحة الطبية أو إذا تكرم جلالة الملك بالموافقة على تسميتها باسم مدينة الملك عبد الله الثاني الصحية وذلك يؤثر بشكل ايجابي في ثقافة المواطن بشكل إيجابي.
 لكن المشكلة التي لا تزال في البشير هي الموقع الجغرافي فهناك الخاوة وهناك ضرب سكاكين وشفرات ونحن قمنا بتعيين موظفي أمن من ذات المنطقة لمعرفتهم بالظروف الاجتماعية التي تعانيها المنطقة ..تصوروا الأسبوع الماضي تم قطع الكهرباء عن احد المواقع في المستشفى من أجل سرقة الكيبل النحاسي الكهربائي. وكان في البشير دفع خلو من عامل لعامل في مكان عمله داخل المستشفى تصل أحيانا إلى 3 آلاف دينار كالذين يعملون قرب غرف عمليات الولادة وهذه الظاهرة قطعناها شيئا فشيئا.
 البشير سيكون مميزا وسنتعاون مع الدرك لحراسة المستشفى وحمايته ومنع دخول الأشخاص غير المرغوب فيهم وهناك أطباء مميزون تتم الاستعانة بهم من القطاع الخاص فالمدينة الطبية في البشير ستفتتح قبل نهاية العام.وفي المحافظات سيتم افتتاح مستشفى الكرك بسعة 260 سريرا بأطباء مميزين.
 
العرب اليوم: مستشفى الأمير حسين في البقعة يعاني من اكتظاظ كبير؟
 الوريكات مستشفى الأمير حسين حصل على الاعتمادية بامتياز والأول على الشرق الأوسط ،وهناك 9 مستشفيات حكومية حصلت على الاعتمادية مثل مستشفى( الأمير حمزة ،الشونة الجنوبية،الأميرة بسمة،الأميرة بديعة غور الصافي) و25 مركزا صحيا حصلت على الاعتمادية والصحة تسير بشكل جيد في هذا الإطار.والمقارنة مع القطاع الخاص غير موضوعية فالقطاع الخاص لا يقيم بالأطباء، فهو فندقة أما وزارة الصحة والخدمات الطبية الملكية فتقيم وفق كوادرها ولن يبقى طبيب في وزارة الصحة دون اختصاص.
 
العرب اليوم: هل تم تحسين وضع الكوادر؟
 الوريكات: نعم كوادر وزارة الصحة من أطباء وممرضين تم تحسين أوضاعهم المادية وهم يقتربون من أو يتساوون مع زملائهم في القوات المسلحة، أما بالمقارنة مع المستشفيات الجامعية فالأمر مختلف الحوافز زادت خلال سنة بين ما يقارب 3 إلى 4 آلاف دينار.
 العرب اليوم: هل المستشفيات الميدانية التي ترسل إلى الخارج ترهق ميزانيتكم؟
 الوريكات: ان المستشفيات الميدانية التي ترسل إلى الخارج هم سفراء لسمعة الطب الأردني وهي ممولة من الأمم المتحدة وتساهم في تحسين الأوضاع الاقتصادية للكوادر التي تسافر للخدمة فيها.
 العرب اليوم:ما هو العبء الصحي الذي يشكله اللاجئون السوريون؟
 الوريكات: الأردن معروف بكرمه العربي ومنذ سنة وأربعة أشهر ونحن نستقبل أشقاءنا الأعزاء وقدرنا قيمة كلفة العلاج المقدم بـ 30 مليون دينار ونحن نعطيهم العلاج نحن لا نقول لهم ادفعوا ولكن نحتفظ بالفواتير كون مهمة تقديم العناية لهم هي مسؤولية مفوضية اللاجئين ولدينا حاليا 147 ألف لاجئ سوري وأما اللاجئون في مخيم الزعتري فهناك مستشفيات ميدانية إيطالية وفرنسية ومستشفى مغربي وإماراتي نحن لسنا بحاجتهم نحن بحاجة إلى دعم لوجستي ... وقلنا لهم نحن لسنا بحاجة إلى أطباء فأطباؤنا يستطيعون التعامل مع الملايين.. سنفتح عيادات في المفرق والرمثا. وحولنا مرضى سرطان إلى مركز الحسين وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته.كما قمنا بتطعيم 28 ألف طفل لاجئ بمبلغ يقدر بـ800 ألف دينار. لا احد يدفع لنا كاش ولا نعلم إذا وصل وزارة التخطيط اي مبالغ والفواتير تم تقديمها لرئيس الوزراء.
 العرب اليوم: مستشفى الملك المؤسس ..ماهي المبالغ المستحقة والحلول المقبلة ؟
 الوريكات: وزارة الصحة هي الأم التي تنفق على المستشفيات الجامعية وهذه المؤسسات العريقة كالمركز الوطني للغدد الصماء والسكري ومركز الحسين للسرطان والخدمات الطبية ولكن "وزارة الصحة حقيقة كخبز الشعير مأكول مذموم" الآن أصبحت وزارة الصحة عندما تحول تعرف أين المبالغ تذهب فمثلا عملية القلب التي تكلف في مستشفى الأمير حمزة 4 إلى 5 آلاف دينار تبلغ فواتيرها في المستشفيات الجامعية 15 ألف دينار.
 ونحن طلبنا شركات عالمية للتدقيق على الحسابات فمثلا مركز الحسين للسرطان بلغت مستحقاته خلال ثلاث سنوات حوالي 247 مليونا والملك المؤسس 148 مليون دينار في الفترة ذاتها 87 وتشكل تلك المبالغ 87 % من دخل الملك المؤسس تقدم من وزارة الصحة و82% من دخل مستشفى الجامعة من الوزارة أيضا وهناك اتفاقية معالجة مع الخدمات الطبية الملكية.
 هذه أرقام عالية... ولو الصحة لم تحول إلى هذه المستشفيات ... ماذا سيحدث؟ لا نرى لديهم مرضى من غير المحولين وهناك حالات من الاستغلال السيئ فكشفية الطبيب التي تبلغ 40 قرشا في وزارة الصحة تقوم بها هذه المؤسسات مقابل 15 دينارا.
 العرب اليوم: لماذا يذهب المواطنون الى مستشفيات الملك المؤسس والجامعة ويفضلونها على مستشفيات الوزارة؟
 الوريكات: لو يتم تحويل مرضى الصحة إلى مستشفى الملك المؤسس يعمل مشكلة فالمستشفى تضم 500 سرير ونحن نعلم ان أعلى نسبة مغطية بالتأمين الصحي في الشمال ففي اربد مستشفى الأميرة بسمة تضم 300 سرير وهناك توسعة قريبة لها بكلفة 34 مليونا قرب مجمع المستشفيات بحجم 500 سرير فلذلك نحن نحول لمستشفى الملك المؤسس مرضى جراحة القلب وجراحة الأعصاب وهي تخصصات غير متوفرة لدى وزارة الصحة في إقليم الشمال ولكن المستشفى يستغل كل صغيرة وكبيرة فعند تدقيق الفواتير هناك تجاوزات ...وهناك تحقيق هم يقولون ان مستحقاتهم تتجاوز 22 مليونا ولكن المؤشرات تقول ان مستحقاتهم الفعلية لا تتجاوز 12 مليونا.
 ومنذ توليت شؤون الوزارة قمنا بالاعتماد على شركات متخصصة لتدقيق الفواتير هناك آلاف الدنانير ترمى في المهملات أدوات غير مستعملة أو تستعمل بشكل خاطئ ونحن نحاسب على المريض وليس على الأدوات التي ترمى وتتلف دون سبب وتكلف الآلاف من الدنانير.
 العرب اليوم: المراقبة المالية هل ستكون على حساب هذه المستشفيات وتؤثر في الخدمات المقدمة ...أم هناك حلول وسط؟
 الوريكات: نحن نتكلم بالاقتصاد تقوم وزارة الصحة نهاية كل شهر بدفع 50% من المبالغ المستحقة وفق الفواتير وفق الاتفاقية الموقعة وبعد ذلك يتم دفع ما تبقى بعد التدقيق والمبالغ التي تم الحديث عنها غير دقيقة.ونحن عندما كنا نعطي قيمة 50% من الفاتورة لهذه المستشفيات كانت تصرف حوافز للأطباء وينتظرون المبالغ المتبقية للإنفاق على التجهيزات والأدوية ومستودعات الأدوية لم يكن يصلها مبالغها المستحقة والتي وصلت على المستشفيات الجامعية الى 60 مليون دينار حاليا. وتم قبل أيام تحويل 4,5 مليون دينار لمستشفى الملك المؤسس وهي غير مستحقة ولكن هناك دفعة من التأمين الصحي .... وهنا ملاحظة لا بد من ذكرها عندما تبلغ حوافز طبيب 104 آلاف دينار في بعض المستشفيات هناك إشكالية كذلك في حين يبلغ دخل بعض الأطباء الشهري في هذه المستشفيات 45 ألف دولار بينما يقول الطبيب ان راتبه أربعة آلاف و500 دينار هذا صحيح لكن الحوافز كبيرة جدا.
 وصندوق التأمين الصحي دائما بسبب هذه الأوضاع يكون لديه عجز أربعين مليونا بالإضافة إلى جزء كبير من تحويلات مديرية شؤون المرضى والتي تصل أيضا إلى أربعين مليون دينار ويصل الإجمالي للمبالغ إلى 194 مليونا على وزارة الصحة.
 نحن وفرنا هذا العام 95 مليونا 40 مليونا لهذه اللحظة جراء التحويلات و20 مليونا من خلال مستشفى الأمير حمزة نحن نقول للمراكز والمستشفيات التي نحول إليها خذ أموالك ولكن بالحلال فإذا تم تحويل مريض لزراعة ركبة لماذا يتم عمل تنظير وعدد من الاستشارات واستشارة للجهاز الهضمي نحن سنعطيهم حقهم كاملا...
 ونحن يهمنا دفع المبالغ المستحقة لمستودعات الأدوية على المستشفيات والخدمات من خلال الشراء الموحد فهذه المستودعات مؤسسات وطنية يهمنا المحافظة عليها ويجب تسديد 60 مليون دينار لهم كذلك هنالك مبالغ مسستحقة للحسين للسرطان والخدمات الطبية على وزارة الصحة وستسدد بعد العيد وفي الحقيقة لا يوجد مستحقات كبيرة على صندوق التأمين الصحي واكثر المبالغ المستحقة على بند النفقات العامة.ويبقى الخلاف الهام على القيم وهي أعلى من القيم الحقيقية نعم نحن نرضى بوجود اي شركة لتدقيق الحسابات وسندفع المستحقات لجميع الأطراف بعد تدقيق الفواتير.
 العرب اليوم: ما هو وضع صندوق التأمين الصحي ؟
 الوريكات:الوضع جيد ومادام هناك من يدفع للصندوق فالوضع تحت السيطرة ولا مخاطر تهدد بانهياره.
 العرب اليوم: قانون المسؤولية الطبية أين وصل وما هو دوركم؟
 الوريكات: المسألة الطبية هو قمة الحضارة وهناك اهتمام ملكي بهذا القانون وانا منذ استلام مهام المسؤولية في الوزارة قمت بتحويل القانون الى ديوان التشريع والديوان هو يطلب كل يوم نقابة النقابات وخاصة الاطباء فالقانون يهم الاطباء والممرضين والصيادلة وكل من يتعامل مع المريض ولايهم اسم القانون لكن نريد قانون يضمن حقوق المرضى والقانون سيجلب المزيد من المرضى من الخارج ...وهؤلاء عدد منهم يتعرض للابتزاز وهناك احد الاشخاص من مؤسسة طبية قال لوزيرة الصحة الليبية ان مستحقاته 200 ألف وبعد ذلك خفض المبلغ إلى 25 ألفا ان مثل هذا التصرف يفقد الثقة بالسياحة العلاجية في المملكة.
 وانا كوزير القانون بقي على طاولتي 10 دقائق ... وقانون المسؤولية الطبية سينجز قبل نهاية العام وفي عام 2013 سيكون لدينا قانون مسؤولية طبية .. واكثر من ذلك لا نستطيع الانتظار وهو سيرفع قيمة مدخلات السياحة العلاجية.
 العرب اليوم: ما هي اوضاع المرضى الليبيين وما هو عددهم؟
 الوريكات: لا استطيع تحديد عدد معين للمرضى الليبيين ولكن لا يزيد عددهم حاليا على ألفي مريض ..والسلطات الليبية قامت بدفع المستحقات البالغة 50% من الفواتير على المرضى فيما ينتظر اكمال المبالغ المستحقة بعد تدقيق الفواتير من قبل شركة اعتمدتها المستشفيات مع لجنة شؤون المرضى الليبيين ودور الوزارة حاليا هو توفير مظلة للاتفاقية فيما العمل يتم مباشرة بين المستشفيات ولجنة المرضى الليبيين.والحكومة الليبية لم تقصر.
 العرب اليوم: مشروع شمول موظفي الدرجة الثانية والثالثة للعلاج في المستشفيات الخاصة الى اين وصل ؟
 الوريكات:هي رفعا للعصى ..
 العرب اليوم: قلت بعد ثلاث سنوات لن يكون هناك طبيب عام ماذا يعني ذلك؟
 الوريكات: نحن دخلنا الآن في نظام مشابه لنظام القوات المسلحة والطبيب بعد عام يدخل الى الاقامة وبعد اربع سنوات يكون طبيب اختصاص.
 العرب اليوم: قيمة هدر الدواء قدر من وزراء سابقين بـ 60 مليونا ما هي تقديراتكم؟
 الوريكات:الهدر سببه النظام ونحن وقعنا اتفاقية مع (فارمسي ون) لحوسبة النظام ولأن جميع مستودعات وزارة الصحة محوسبة وهي تعطينا وفرا مقدرا بـ15 مليونا.
 العرب اليوم: معدل الاصابات بالسرطان هل هو مرتفع؟
 الوريكات:معدل اصابات السرطان في الاردن مشابه للدول الاخرى في المنطقة ولكن الاردن يملك افضل آلية، وسجل للسرطان في المنطقة كما ان هناك برامج للكشف المبكر عن السرطان كسرطان الثدي وسرطان القولون وهو ما يرفع عدد الاصابات المسجلة فيما كان بالسابق لا يصل المريض الى المستشفى الا عنما يفقد حياته ولا يوجد فوارق كبيرة في الاصابات من محافظة الى اخرى ومن منطقة الى اخرى .
 العرب اليوم: في المحافظات أصبح هناك انتشار للنفايات وأصبحت بؤرا للامراض مادوركم؟
 الوريكات: نحن الآن نتكلم عن النفايات الطبية وغير الطبية نحن بالنسبة للنفايات حاولنا اغلاق مكب النفايات في الغباوي بالتعاون مع وزير البيئة واللجنة البيئية وافتتاح مكب جديد في سواقة لكن الشركة المكلفة منذ 2007 ولم تنجز شيئا وتم طردهم من المشروع ..المكبات الطبية النفايات الطبية اذا شددنا عليها فسنغلق اغلب المستشفيات الخاصة كالمطاعم ..العيادة تضع جميع النفايات في اماكنها ويجب على العيادات والمستشفيات الخاصة والعامة الالتزام بالقوانين الدولية للنفايات الطبية ..محرقة البشير أصبحت بؤرة بيئية سيئة في منطقة الأشرفية وتؤذي السكان الذين اشتكوا منها وهو حقهم..
 وسنعمل على افتتاح محرقة مستشفى الزرقاء وهو احدث مستشفى في الشرق الاوسط واعتبارا من يوم السبت المقبل سيتم ارسال النفايات الطبية الخاصة بمستشفى البشير الى محرقة الزرقاء وانا ادعو جميع المستشفيات الخاصة الالتزام بقوانين السلامة العامة وسننفذ القانون.. دون تهاون..
 العرب اليوم: هناك شركات عالمية تستطيع اعادة التدويرالنفايات وبدلا من خسارة الاموال نستطيع الحصول على مكاسب في الاردن؟
 الوريكات: بدأنا بهذة الفكرة منذ عام 2007 لكن هذه الشركات لم تكن دقيقة ونحن في الفترة الاخيرة أنزلنا عطاء على شركة عالمية وهو عطاء مستعجل لتدوير النفايات وتحويلها الى مكب بعيد عن السكان خوفا من تحول عمان الى مزبلة وسيتم استخراج الغاز منه وتوليد الكهرباء .وهناك محاولة لزراعة الاشجارالمثمرة على المياه المعالجة و النباتات والخضار الورقية تتأثر بالمياه المعالجة فقط..لكن مشكلتنا مرتبطة بتغيير الوزارات فنحن استملكنا الاراضي لزراعتها بالاشجار ....ونخشى بعد زراعتها حدوث مشاكل حول الواجهات العشائرية.
 ومكبات النفايات هي مسؤولية الشؤون البلدية والقروية وهي مقصرة وستأتي شركات اجنبية وسيتم العمل وفق المعايير الدولية ومجلس الوزراء وافق على هذا العطاء ... وجمع النفايات مسؤولية امانة عمان والبلديات ...وتوصيل الكهرباء من سواقة إلى المكب حوالي 850 ألف دينار وهي واجهات عشائرية .