ندوة حول الحريات الصحفية وتفعيلها على أرض الواقع في البترا
المدينة نيوز - دعا المحاضرون في ندوة "الصحافة الأردنية: الواقع والتحديات"، في جامعة البترا، الصحفيين إلى التحرك باتجاه استغلال الحريات الصحفية وتفعيلها على أرض الواقع، والمطالبة في الوقت نفسه بتحسين التشريعات الخاصة بالعمل الصحفي.
واستضافت الندوة التي نظمها قسم الصحافة والإعلام في كلية الآداب والعلوم، بمناسبة "اليوم العالمي لحرية الصحافة"، مدير التحرير في وكالة الأنباء الأردنية محمد العمري، والمحرر في صحيفة العرب اليوم يحي شقير، للحديث عن واقع الصحافة الأردنية والتحديات التي تواجهها، حيث أوضح المتحدثون أن مجال الحرية المتاح يوفر للصحفيين مجالا لإنجاز موضوعات صحفية متقدمة، في حال تمكنوا من التخلص من الرقابة الذاتية.
وأشار المحاضرون إلى أن الصحفيين مازالوا يعتبرون أن واقع الصحافة لم يتحسن، وذلك لأسباب أهمها وجود العقوبات السالبة للحرية في الجرائم المرتكبة بواسطة المطبوعات، وجرائم الرأي، إلى جانب أن معظم الصحفين مازالوا واقعيين تحت ما يسمى بالرقابة الذاتية، وهي رقابة غير مفروضة من السلطات أو الصحيفة بل من الصحفيين أنفسهم.
ورفض المحرر في صحيفة العرب اليوم يحيى شقير، اعتبار قانون حق الحصول على المعلومة قانونا يمكن تفعيله فقط في الدول المتقدمة، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة الأميركية وضعت قانون ضمان الحصول على المعلومة عام 1791، وفي ذلك العام كان عدد سكان الولايات مساويًا لعدد سكان الأردن في الوقت الحالي.
وقال شقير إن حرية الصحافة تعني حرية التماس المعلومات وتلقيها وبثها دون تدخل، مؤكدًا أنها بذلك تعتبر حق من حقوق الإنسان، وأن انتهاكها هو انتهاك لحقوق الإنسان ، وأضاف أن الأردن حقق خطوة رائدة، باعتباره الدولة العربية الوحيدة التي أقرت أول قانون ضمان حق الحصول على المعلومة.
واعتبر شقير أن الانتقادات الموجه إلى الصحافيين، باعتبارها تسعى إلى البحث عن الأخطاء وتضخيمها، بأنه يفترض في المؤسسات العامة والخاصة أن تؤدي دورها وتلتزم به، وأن واجب الصحفي أن يبحث يسلط الضوء على أي عمل يتجاوز هذا الدور.
وأوضح شقير أن الصحافة هي عين المجتمع لمراقبة أداء المؤسسات والأفراد، وأنها تتحدث عن الأعمال الإيجابية للأفراد والمؤسسات مثلما تتحدث عن أعمالهم السلبية، قائلا "إننا نكتب عن الأعمال الايجابية عندما يكون هناك عمل يفوق الدور المطلوب"، مضيفًا "لا يمكن الكتابة عن شخص يقوم بأداء العمل المطلوب منه، فهذه هي وظيفته، وإن فعلنا ذلك، فإننا سنبدو كمن يرهق نفسه باختراع الدراجة، ونحن نعلم أنها موجودة منذ عشرات السنين".
وأشار مدير التحرير في وكالة الأنباء الأردنية "بترا" محمد العمري، إلى أنه كان من المفترض أن تتوافق ذهنية العمل الصحفي، مع التطورات التشريعية والتكنولوجية الحديثة في واقع العمل الصحفي، غير أن ذلك لم يتحقق بالشكل المناسب، مشيرًا إلى أن تقرير الحريات الإعلامية لعام 2008، أظهر أن 94 بالمئة من الصحفيين ما زالوا واقعين تحت تأثير "الرقابة الذاتية، وأن معظمهم يرون أوضاع الإعلام على حالها ولم تتغير".
واعتبر العمري أن إيقاف الصحفي على ذمة قضايا النشر والمطبوعات هو خط أحمر وجب ألا يتكرر، مستدركًا أن هذه الحصانة تتوقف عند حدود قضايا المطبوعات، أما إذا ما تعلق الأمر بالقضايا المدنية فإن الصفحة الصحفية تنزع عن الشخص، ويعامل حينها كبقية المواطينين الخاضعين للقانون المدني.
وأشار العمري إلى أن الزيادة الكبيرة في عدد الفضائيات والإذاعات والصحف، ومواقع الإعلام الإلكترونية، خلال السنوات القليلة، رفع من مستوى المنافسة بين وسائل الإعلام المحلية داخل الوطن، كما انه أدخلها إلى دائرة المنافسة مع وسائل الإعلام الخارجية، قائلا "إننا مطالبون بأن نكون على قدر المهنية لنتمكن من المنافسة بين وسائل الإعلام الموجودة".
وأدار الندوة أستاذ الصحافة والإعلام في جامعة البترا الدكتور علي القضاة، وشارك أساتذة الجامعة وطلبتها المتحدثين في نقاش جوانب الواقع الإعلامي الأردني، وطبيعة التحديات التي تواجه المهنة، وقام رئيس قسم الصحافة والإعلام في الجامة الأستاذ الدكتور تيسير أبو عرجة بتقديم الهدايا التذكارية للمحاضرين وعدد من الإعلاميين المكلفين بمتابعة أخبار الجامعة.
