50 دورية نجدة بطواقمها تنطلق اليوم للبحث عن "ورد"
المدينة نيوز- فيما تستعد 50 دورية شرطة بطواقمها كافة في محافظة إربد اليوم للانطلاق في عمليات مسح وتمشيط وبحث عن الطفل "ورد" ذي الخمسة أعوام والذي اختفى في ظروف غامضة قبل أسبوعين في بلدة جديتا الواقعة في لواء الكورة التابع لمحافظة إربد بعد خروجه من منزله لشراء وجبة فطور، يتناقل الناس إشاعات وروايات عن أسباب اختفائه، ويحمّلون الأجهزة المختصة مسؤولية ما يعتبرونه "إخفاقا أمنيا" في التوصل إلى ما من شأنه طمأنة الناس الذين أضحوا يخشون خروج أطفالهم من المنازل.
وفي المقابل، تبذل مديرية الأمن العام جهودا مكثفة، حيث سخّرت طاقاتها وإمكاناتها في مهمة البحث عن "ورد" التي لم تنته بعد.
وكانت الأجهزة المختصة قامت بالمسح الأمني بالوسائل المتبعة كافة، فضلا عن إجراء تحقيقات مع الشهود والمشتبه بهم، والتحقيق مع والدي "ورد" وأقاربه وجيرانه بشكل يومي.
ويجري التحقيق في ملابسات هذه القضية وفق مسارين:
- الأول تتولاه فرق للبحث عن الطفل المفقود في سياق عمليات المسح الميداني مزودين بالآليات والإمكانات اللازمة.
- المسار الثاني يتمثل في التحقيق مع الأشخاص المشتبه بهم، وكل من يعرف الطفل أو شاهده لحظة غيابه من قبل فريق تحقيق متخصص.
ومن أبرز عمليات المسح التي استخدمتها مديرية الأمن العام في البحث عن "ورد" المسح الميداني بواسطة الدوريات الآلية والراجلة، علاوة على المسح بواسطة كلاب الأثر ولعدة أيام منذ تبلّغت المديرية نبأ اختفاء ورد.
وجرى إفراغ الآبار من محتواها المائي، واستخدم الجناح الجوي للأمن العام طائرات الهيلوكبتر للبحث عنه في مختلف المناطق الشمالية.
كما رفدت مديرية الأمن العام إقليم الشمال بـ 300 عنصر أمني مدرب للمشاركة في البحث عن "ورد".
ولم تكتف المديرية بذلك، بل اتخذت إجراءات استباقية تتصل بالقضية، منها إجراء فحوصات (DNA) لوالديْ ورد، كما اخذت عينات من ملابس تثبت أنها عائدة له، وأجريت عليها فحوصات مخبرية في المختبر الجنائي، وذلك "للاحتفاظ بها كقاعدة بيانات في المستقبل، لإجراء أية مقارنات لإثبات شخصيته مستقبلا في حال عثر عليه حيا أو ميتا، أو عثر على بقايا من جسده أو مجرد أعضاء إنسان"، حسبما ذكر مدير إدارة المختبرات والأدلة الجرمية العقيد غازي الذنيبات.
بيد أن هذه الإجراءات لم تحُل دون تداول قصة اختفاء "ورد" بوصفها لغزا، ومثار جدل للإشاعات التي تنال أحيانا من الأب والأم نتيجة اتهام البعض لهما بـ"الإهمال" لإرسالهما "ورد" لشراء "صحن حمص" من مطعم يبعد قرابة كيلو متر عن البيت.
وكان والدا "ورد" خضعا للتحقيق في القضية، وفق مصادر أمنية كشفت أن والد "ورد" طلق زوجته، أم ورد، مرتين، كما يوجد له في مديرية الأمن العام سجل أمني يحتوي العديد من القضايا، الا أنه وقبل عامين أطلق لحيته وتغير سلوكه الى رجل متدين وأصبح يرتدي ثوبا على الطريقة الشرعية، وفق المصادر ذاتها.
ورغم حيرة أهالي "ورد" وعدم معرفتهم بمصيره، إلا أن "العائلة لن تلجأ إلى السحرة والعرافين في تحديد مكان وجود الطفل، كما يقول ابن عم الطفل المفقود الدكتور محمد الربابعة الذي يؤكد أن "والد ورد رفض مطلقا اللجوء إلى العرّافين والمشايخ"، معتبرا ذلك "خرافات لا تتفق ودين الإسلام".
ويروي سكان بلدة جديتا حكايات عن "حادثة الاختفاء" التي "أثارت الرعب في نفوس سكان البلدة خوفاً على أبنائهم"، وفق أحد السكان علي الخطاطبة الذي يتوقع "حصول حوادث أخرى إذا لم نقف عند أسباب المشكلة".
وفي حين يشير أحد سكان البلدة أحمد الربابعة إلى قصة أخرى مشابهة وقعت منذ أعوام في البلدة نفسها، إلا انه يستدرك قائلا "الحادثة تلك كانت واضحة، وليست غامضة كما هي حادثة ورد".
ويعترف مصدر أمني بأن "سبب اختفاء الطفل لا يمكن توقعه أو تحديده في الوقت الحالي، خصوصا وأنه لا تتوفر أي معلومة دقيقة حول الأمر"، نافيا في الوقت نفسه أن "تكون الأجهزة الأمنية مقصرة في عملية البحث عن الطفل ورد".
وأضاف المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن "المعلومات الأولية واستنادا إلى مجريات التحقيقات والبحث، تشير إلى أن الطفل موجود خارج بلدة جديتا"، مؤكدا أنه "لا يمكن الحديث في الوقت الحالي عما إذا كان الطفل تعرض لعملية اختطاف أو أي حادث آخر".
وفي غمرة ذلك، لا تكف الإشاعات في بلدة جديتا عن التناسل والانتشار والتي كان آخرها ما انتشر من أنباء مزعومة مفادها العثور على الطفل ميتاً في إحدى مقابر القرية، وأخرى تدّعي العثور عليه مشوها في أحراج جرش.