ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا
افتتح مقالتي في الآية الحادية والخمسين من سورة البقرة ، والتي نزلت في الأخنس بن شريق الذي كان يعلم تمام العلم بأن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم حق ولكن كانت تأخذه العزة بالأثم مثل باقي كفار قريش لا نعبد إلا كما كان يعبد آباؤنا .
والعبرة في نزول الآية ليست بخصوص السبب بل بعموم اللفظ ، نحتاج اليوم إلى عنصر الصدق في أنفسنا وتطبيقة في الحياة ومع جميع الناس ولا نتحدث عن كذب أبيض أو أسود فلا يوجد في الدين الإسلامي هذا الكلام ولكن الكذب مباح في ثلاث (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا. وفي رواية: ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إلا في ثلاث: تعني الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها.)
كثير من الناس في مجتمعنا الحالي من يخفي ما في قلبه ويتعامل بوجهين الوجه الأول مدح وثناء والوجه الثاني ذم وقدح ، إذاً نتحدث عن آفة اجتماعية خطيرة قديمة جديدة ولكن جديدها قد زاد بنسبة كبيرة عن قديمها .
إن من أخطر الأفات الإجتماعية الكذب وثقافة النفاق أو المداهنة لمدير أو وزير أو .......الخ ، من أجل مصالح دنويية أنية أو من أجل دنيا فارغة .
إن في اعتقادي من أهم أسباب تخلف الأمم العربية آفة الكذب والنفاق فإن مصالح الدول وبنائها لا تتم بعمليات التزوير وطمس الحقائق وإشهار الذات ولا في التَكبر أو الكِبر بل تتم في عنصر الصدق مع النفس أولاً ومع الناس ثانياً وهذه العملة نادرة جداً في هذا الزمن الرديء ، فلماذى نرى الحضارات الغربية متقدمة علينا في كثير من الأمور العسكرية والمادية والسياسة ، لأن عنصر الصدق موجود أكثر من عامل النفاق والكذب ربما العالم الغربي يكذب ولكن يكذب علينا وهذا الكذب مباح لأنه كذب حرب .
ونرى اليوم الكثير من مدراء المؤسسات الأكاديمية والصناعية والتجارية وعموم المؤسسات الوطنية ، يخفون ما لايعلنون وترى ذلك جلياً في مداد كلماتهم في (التقارير السرية) وبالمناسبة هذه التقارير السرية ليست من الدين الإسلامي الصحيح ولكنها مستوحاة من الصهيونية العالمية ، ترى في ها أولاء المداراء بأنهم متواضعين وكلامهم منمق ، ولكنهم في حقيقة الأمر يقع بهم قول الحق سبحانه وتعالى ( وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون ) سورة المنافقين .
وفي هذا الصدد لا أدعوا لتعميم فيوجد في هذا الجزء من الأمة العربية الشرفاء ولكنهم كما أسلفت عُملة نادرة ومن البديهي بأن الخبيث لا يستوي مع الطيب فتراهم محاربين من رؤس الفتنة والنفاق وتراهم مهمشين ومزعجين ويتم اقصائهم عن مراكز القرار الذي يصب في المصلحة الوطنية وبناء مجتمع نظيف خالي من التشوهات .
وهنالك من يبيعون أقلامهم لفئة ضالة من أصحاب السلطة والنفوذ فهم يتحدثون عن شيمهم وعن إنجازتهم الوهمية في اتخاذ القرارت السياسة أو الإنجازات الفاسدة المبطنة بالرجولة وشرف والكبرياء لمصالح واجندات شخصية ضيقة فانية .
فمها وصلتم يا أصحاب الأقلام السحرية الذهبية فلا بد لكم من يوم الحساب في محكمة العدل العليا الغير قابلة للإسئناف فقد روي في البيهقي في شعب الإيمان
(عن سهل ابن سعيد قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني جبريل فقال : يا محمد ، عش ما شئت فإنك ميت ، وأحبب من شئت فإنك مفارقه ، واعمل ما شئت فإنك مجازي به ،واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل ،وعزه استغناؤه عن الناس) .