الطفل أساس البناء
من المعلوم ان الطفل ذخيرة المستقبل، ورجل الغد، وأمل الأوطان، لذلك تسعى كل الدول والمجتمعات إلى أن توفر له كل أسباب الرقي، وأن تحيطه بمختلف صنوف العناية كي ينشأ سليم العقل والبدن، لكي يكون له القدرة والإمكانات لأن يحوز على أوفر نصيب من العلوم والمعارف، تؤهله إلى القيام بدوره المثمر، وإدامة التواصل بين الأجيال،
ولقد أولى العلماء والمفكرون والمتخصصون بشؤون تربية وثقافة الطفل مكانة مرموقة لإهتماماته، حيث أظهرت الدراسة الأولية أن الطفل الذي وجد الأحتضان الكافي، والرعاية الصحية والنفسية والإجتماعية، وتم تلبية متطلباته التربوية والعلمية، لابد وأن يكون جدير،، بتحمل أعباء الحياة، والقدرة على البناء الحضاري المستقبلي، وفي الوقت الحاضر، تعد العناية بالطفل من أهم مجالات العناية، لأن للثقافة دوراً فعالاً في بناء شخصية الطفل، فهي التي تكسبه هويته، وتميزه، وتدعم انتسابه إلى وطنه ومجتمعه، إذ إنه بات واضحاً أن قوة الأمم اليوم لاتقاس بمدى كثرة سكانها، وإنما بنوع ثقافتهم، ومقدار نصيبهم من العلوم والتقنية، ومدى اقبالهم على الأبحاث، وشدة محبتهم للعلم والتطور وتعلقهم بهما، وقوة استعدادهم لكسب رهان المستقبل،
وفي ضوء النهضة الشاملة التي يشهدها الأردن، لن يتم ذلك إلا إذ اتبعت الدولة الأردنية نهج جديد، لأقول مجانية التعليم في الجامعات الحكومية أسوة بالدول الأخرى، إنما فقط تحقيق العدالة في المجتمع الواحد، في ضوء التعليمات الجديدة ونظام القبول في الجامعات الحكومية، التي لايتساوى معها الفقير والغني، ولكن يتساوى فيها المبدع والغبي ، مع تكريس مفهوم الواسطة والمحسوبية، لمعرفتي حالات غير محدودة في الوطن تتركز في مناطق الأقل حظاً فمثلا طالبة يتيمة تعيش مع أسرتها في أحد اسكانات المكرمة الملكية حصلت على معدل 79 و6 أعشار في العام الماضي 2011 لم تحصل على مقعد في الجامعة لعدم توفر سبعماية دينار، ولم تحصل على أعفاء لعدم وجود واسطة وأخرى جارتها حاصلت على 94 لاتزال تبحث عن واسطة ، وهناك حالات أخرى أشد غرابة تظهر سوء أدارة جامعاتنا الأردنية فمثلا طالب يسكن بجانب الجامعة الأردنية يذهب إلى جامعة اليرموك في اٌقصى الشمال بحجة عدم توفر مقعد ولدى مراجعة الأردنية يجد مقعد ولكن موازي، وطالب آخر من أربد يذهب إلى معان ومئات الطلاب المتفوقين يحرمون من الدراسة بسبب ارتفاع رسوم الجامعات الحكومية والأهلية ،، السوآل المطروح هل من الممكن أن يتم الاستغناء عن الطفل بوصفه عاملاً مهماً من عوامل النهضة، مع بروز كل هذه التحديات الكبيرة والثقافات والأفكار والمعتقدات التي فرضتها طبيعة التنمية الشاملة، لتلتقي جميعها تحت سقف واحد، أليس الجواب أن يصبح طفل اليوم وشاب الغد منساقاً إلى ثقافات ولغات اخرى، ربما تقوده إلى طريق اللاعودة إلى الشعور بالغربة في وطنه، والانتماء الفكري خارجه، مع غياب ثقافة وطنية قوية ، في ضوء لابد من عملية شاملة لتقييم دور الدولة في بناء المجتمع من خلال الطفل كلبنة أساس.