كن صاحب قرار !!!
استوقفني عنوان هذه المقالة عندما قرأته على اكثر من يافطة إعلانية تحث المواطن على التسجيل للإنتخابات على اعتبار إنه واجب وطني واستحقاق كفله الدستور الأردني وسمة من سمات المواطنة الصالحة .
لا أذكر يوما أن حكوماتنا المتعاقبة كانت تسعى لتذكير المواطن بحقوقه الدستورية ، أو تذكيره ببمارسة حقه في أي شأن من شؤون حياته .ولم أعهد في حكوماتنا حرصها على تذكير المواطن بأنه صاحب قرار وعليه أن يثبت ذاته من خلال قراراته .
كل عهدي بكل حكوماتنا أنها تفكر وتقرر دون وازع من رقابة ودون اعتبار للمواطن ، بل انها تحد من القدرات للمواطن وتهمش كل قراراته ــ هذا إن كان مسموح للمواطن أن يتخذ قرار ــ .
عن أي قرار تتحدث الحكومة ومن يدور في فلكها ؟؟؟
وهل كانت كل الحكومات حريصة على المواطن وتحفيزه على اتخاذ قرار ؟؟؟
لم يعد للمواطن أدنى صفة للمواطنة ، ولم يعد يمتلك مقومات المواطنة ، ـ حسب تصنيف الحكومة للمواطنة ــ وعلى الحكومة ان لا تنسى أنها ما زالت تمارس القمع للمواطن وتسلبه ارادته وحريته وقراره وأن المواطن قد وصل إلى الحد الأعلى من النقمة والكره والمقت للحكومة والنظام .وإن هذا المواطن قد أدرك أنه صاحب قرار حقيقي عندما قرر مقاطعة العملية الانتخابية بكل مراحلها ،.
فأي استهتار بعقل المواطن وقيمته الانسانية كمواطن حر يعيش على تراب هذا الوطن المنهوب .
الم تعمل كل حكوماتنا على تجاهل وتهميش المواطن ؟ ألم تسلبه حريته وكرامته وكل حقوقه ؟
أي استغباء هذا الذي تمارسه الحكومة ضد المواطن حتى انها نزعت عنه صفة المواطنة !
اليس حقا من حقوق المواطن التعبير عن رأيه بكل حرية ؟ أليس من حقه أن يعيش بكرامة وإنسانية ؟ أليس من حقه أن يدافع عن تراب الوطن ويصرخ بوجه الظلم والفساد وأن يطالب برؤوس الفاسدين بائعي تراب الوطن ؟
أي مهزلة لحكومة تدعي حرصها على المواطن وتحثه للممارسة حق التسجيل للانتخابات لضمان شرعيه الحكومة في التزوير كعادتها .
عل أساس ــ ما شاء الله ــ أن المواطن قد مارس وتمتع بكل حقوقه وينعم بالديمقراطية والحياة الرغيدة وبقي له هذا الحق وعليه ان يمارسه ،
أيها المواطن الأردني الحر لقد وصل الأمر بالحكومة إلى إجبارك على ممارسة حق لا يراد به الحق .
وعليك أن تمارس حقك الطبيعي بالمقاطعة لتبطل شرعية انتخابات قادمة بالتزوير ــ والمقدمات على ذلك بدأت ــ
مارس حقك كمواطن حر ضد الظلم والقهر والاستبداد ، مارس حقك بالكلمة الحرة ضد بائعي الوطن وناهبي مقدراته ، عليك أن تعيش حرا ولا يجب أن تنطلي عليك الاعيب الحكومة وتذكر جيدا أن هناك من سبقك ومارس حقه الطبيعي بالتعبير عن رأيه فكافئته الحكومة بالاعتقال ،
سيبقى الوطن للشعب ، كل الشعب وليس لعصابة من اللصوص .
مارس حقك بالمقاطعة ، مارس حقك وطالب بالتغيير السلمي .
ولا تكن صاحب قرار على مقاس الحكومة لأنه ليس قرارك