المسؤولية الحقيقية للأحزاب الوطنية

تم نشره الجمعة 14 أيلول / سبتمبر 2012 11:32 صباحاً
المسؤولية الحقيقية للأحزاب الوطنية
صدام فلاح الدعجة

 


شاهدت بلادنا موجة منقطعة النظير تمثلت في تأسيس العديد من الأحزاب الجديدة ولئن يبدو هذا الوضع غير طبيعي بالنسبة إلى البعض إلا أن العكس هو الصحيح .

ولكن تأسيس الأحزاب لا يمكن أن يكون لمجرد غاية الحصول على تأشيرة أو لمجرد الانتماء إلى حزب بل الأساس من العمل الحزبي هو خدمة الشعب وتقديم تصور يتمثل في البرنامج العام والمشروع المجتمعي السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي البديل، فالحزب مجرد وسيلة وخدمة الشعب والبلاد هي الغاية وبذلك تأخذ السياسة معناها النبيل وتأخذ الأحزاب معناها الحقيقي.

أما إذا كان الحزب في حد ذاته هو الغاية وحين تصير المصالح الحزبية الخاصة هي الهدف انقلب الأمر إلى عقلية حزبية ضيقة ومصالح حزبية لا تهم الشعب من قريب أو بعيد.. ويزداد الأمر غلوّا حين يصبح الحزب يسعى لخدمة أهدافه الخاصة وحساباته الشخصية الضيقة ويصير كل ما يخدم الحزب إيجابيا ورائعا ومفيدا وكل ما يناقض مصالحه سلبيا وسيئا وضارا !!!!!

لذلك لايمكن أن تحدّد غايات العمل الحزبي ومقاصد العمل السياسي على أساس المصالح الحزبية أو الاعتبارات الزعاماتية الضيقة بل على أساس المصالح الوطنية والشعبية والمجتمعية وباعتبار ما يفيد الناس لا ما يخدم الأشخاص .

إن المسؤوليات الحقيقية للأحزاب الوطنية اليوم مهما كانت مراجعها الفكرية هي العمل من أجل تحقيق المنافع العامة للمجتمع، وعلى هذا الأساس يجب أن تبنى برامجها وتحدد سياساتها وتكون مواقفها ،لا أن تحددها الاعتبارات الحزبية أو الشخصية ،ومن ناحية أخرى لا يمكن أن تتحدد سياسات الأحزاب أو أن تضبط برامجها وترسم اختياراتها وتتخذ مواقفها دون اعتماد القواعد الديمقراطية عبر رأي الأغلبية ووفق الأسس القانونية الحزبية والوطنية ، ورغم أن السائد هو في حالات كثيرة العكس تماما فإن التاريخ والواقع يثبتان فشل كل الأحزاب التي تغلْب حساباتها وحسابات زعمائها على المصالح العامة الوطنية والشعبية .

إن السياسية هي فن التعامل مع الواقع وفن طرح ماهو ممكن وفن قراءة المعطيات الموضوعية وفهم التطورات المجتمعية وليس التحصن وراء الجمود الفكري والانغلاق الأيديولوجي والتزمت السياسي خلف قوالب جاهزة وأطروحات جاهزة ونظريات بصفة ماركات مسجلة. الواقع متغير والظروف متحركة والمعطيات الاجتماعية والاقتصادية في حالة ديناميكية مستمرة وسبحان الثابت الدائم .

لذلك من غير الممكن أن تنمو الأحزاب السياسية وأن تنتشر وتكون فاعلة وتابعة ومؤثرة إذا كانت بعيدة عن واقع الشعب وعن أحوال المجتمع وبالتالي عن همومه ومطالبه وانتظاراته وغير معبرة عن تطلعاته وتصوراته وأسس انتمائه ومقومات هويته ،لذلك المسؤولية الحقيقة للأحزاب الوطنية هي قيادة الجماهير الشعبية لتحقيق طموحاتها وليست في الوصاية عليها وخلق قضايا بديلة لها وخوض معارك ليست من اهتماماتها ولا في حساباتها .

وعلى هذا الأساس فإن العمل الحزبي سواء من خلال الحزب ذاته أو عبر التحالف مع أحزاب أخرى أو عن طريق تجميع عدة أحزاب في كيان واحد يبقى خاضعا لهذه المسؤولية ولهذه الروح الوطنية والشعبية ولهذا التصور البناء للعمل السياسي وسيكون بالضرورة مثمرا وفاعلا .. أما بخلاف ذلك فإنه لن يلاقى غير الفشل الذريع .

حمى الله قائدنا ............ حماك الله يا أردن الأمان

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات