ندوه حوارية في ملتقى طلال أبوغزاله للأعمال حول "الرقابة على الإنترنت في الأردن "

المدينة نيوز - يواصل ملتقى طلال أبوغزاله للاعمال تنظيم واستضافة المحاضرات وورش العمل والندوات مجسداً دوره ورسالته كساحةٍ للحوار ونشر وتعزيز المعرفة وتبادل المعلومات،حيث استضاف السيد مروان جمعة وزير الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأسبق، في ندوه حوارية حول الرقابة على الانترنت، ادارها السيد جواد عباسي، وشارك فيها حشدٌ من الخبراء والمهتمين من قطاع تكنولوجيا المعلومات والمواقع الالكترونية.
في مستهل الندوة ,قدم المحاضر الشكر لمجموعة طلال أبوغزاله على اتاحة الفرصة لفتح حوارٍ حول المواضيع التي تهم الوطن والمواطن وتحدث عن ما يتم تداوله من حجب بعض المواقع الالكترونية وخاصةً الاباحيه، والتشريعات المتعلقة بالمحتوى على الانترنت. وقال كلنا ضد مواقع الاباحية ولكن نجد أن هناك تناقض بين السياسات والرؤية، وان ما يحصل من محاولات لفرض رقابه على الانترنت هو ببساطة خطأ،مشيراً إلى ان الاردن كان مثالاً ساطعاً بالإنفتاح والحرية على شبكة الانترنت ، وهذا أدى إلى دخول كثير من الاستثمارات التي مكنتنا من بناء صناعة مزدهره في بلدنا على مدى السنوات الماضية.
واضاف وبعد أن أصبح الاردن نموذجاً لبقية بلدان المنطقة، علينا ألا نعود بالزمن إلى العصور المظلمة. وأكد السيد جمعة إنه يعارض تماماً القيود على الانترنت التي يجب أن تبقى مفتوحة وحرة وبالتالي الحفاظ على سمعة الاردن في مجال تكنولوجيا المعلومات وحماية صورتنا كبلد الانفتاح والتسامح. كما أكد أن صناعة تكنولوجيا المعلومات التي أصبحت قصة نجاح حقيقية والتي كثيراً ما وصفت عمان بأنها وادي السيليكون للمنطقة فإن هذا الحقيقة بنيت على فرضيات أن الانترنت مفتوح وبلا قيود ولذلك فإن فرض الرقابة والقيود سيرسل أسوأ رسالة إلى المستثمرين والشركات الكبرى ممن اختاروا الاردن كمركز لهذا النشاط كما يحد من دخول المستثمرين الجدد المحتملين، وخاصه في هذه الأوقات الإقتصادية العصيبة.
ودعا إلى عدم إلحاق الضرر بهذا القطاع الحيوي الهام الذي يعتبر أحد الانجازات المضيئة في الاردن ومصدراً رئيسياً للعمالة المبدعة، خاصةً اننا نعيش عصر الانفتاح وفي خضم الربيع العربي،متسائلاً هل تريد الحكومات حقاً التعدي على الحريات؟
وعن الرقابة قال السيد جمعة أن ذلك من مسؤولية المستخدم، وعلى الذين يرغبون بالحجب طلب ذلك من مزود الخدمة كما أن للآباء دور وهم المعنيين لرعاية اولادهم ومراقبة تصرفاتهم وما يفعلونه على شبكة الانترنت ، وليس الحكومه، وأن عنصر التحكم الوحيد يقع على عاتق الأباء والأمهات الذين يجب أن يدركوا ما يقوم به اولادهم في جميع الأوقات سواء عبر الانترنت أو غيره.
وأضاف من المهم توعية الأسر من خوفهم من المجهول ومانحن بحاجة إليه هو الوعي الجماعي بدلاً من اضاعة ملايين الدنانير في محاولاتٍ عقيمه من قبل الرقيب. وتساءل لماذا لا تستثمر جزء من هذه المبالغ في توعية وتثقيف الآباء والأمهات حتى يتمكنوا من القيام بما هو مطلوب منهم؟
وأوضح المحاضر بأن البلدان التي حاولت حجب المواقع فشلت فشلاً ذريعاً وكلفها ذلك الملايين واشار إلى قانون الجريمة الحاسوبية في الاردن الذي يتناول مكافحة تشجيع إنتاج المواد الإباحية للقاصرين ويفرض عقوباتٍ قاسية واحكاماً بالسجن.
هذا وقد دار نقاشٌ صريحٌ وبنَاء تناول القضايا المتعلقة بالرقابة على الانترنت وأجاب السيد جمعة على كافة التساؤلات.