يكفينا ... إنا كفيناك المستهزئين
لا يزال مسلسل الإساءة للدين الإسلامي مستمراً من قبل بعض شذاذ الأفاق وقد شكلت الإساءة الأخيرة للنبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم من خلال الفيلم القذر إهانة عظيمة واستهانة بالغة بمشاعر ما يقارب مليار ونصف ممن يحملون بين جنباتهم المعتقدات الإسلامية فهل الإساءة لمعتقدات ملايين الملايين يعد نوعاً من الحرية ؟
وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون وصفت الفيلم بالمقزز لكن في نفس الوقت أعلنت بأنها مع حرية التعبير وأن أمريكا تحمي حرية التعبير وهذا ليس بمجهول فالثقافة الأمريكية تنظر إلى الحرية على أنها أقدس من الدين نفسه لكن هل الحريات تكمن في مجرد الإساءة وهل من الثقافة الأمريكية أو لنقل هل من القيم الأمريكية الإساءة والتطاول على معتقدات الشعوب ؟
من المضحك في حرية التعبير لدى الغرب أنها تسمح لمن شاء بالتعبير عن رأيه لكنها لا تسمح لأحد بنقد الصهيونية أو إنكار الهولوكوست فعندها يتهم من ينتقد اليهود بمعاداة السامية وتعقد المحاكم لكل مؤرخ ينكر المحرقة اليهودية فلماذا هنا تقيد الحريات ؟
يزعمون بأن من ينكر المحرقة إنما ينكر حقيقة تاريخية فيجب أن يحاسب فلماذا يحاسب من ينكر حقيقة تاريخية ولا يحاسب من ينكر وجود الله تعالى مثلاً ؟ فهل حدوث المحرقة حقيقة أما وجود الله تعالى مسألة فيها نظر ؟!!
ما قدمه الفيلم القذر هي مجرد أكاذيب وترهات لا تمت للحقيقة بصلة وعلى هذا كيف يمكن اعتبار الفيلم حرية رأي أما إنكار المحرقة جريمة لا تغتفر ؟
بالتأكيد نحن لا ننتظر من الولايات المتحدة الدفاع عن نبينا عليه الصلاة والسلام لكن ألم يكن بإمكان أمريكا منع الفيلم من الأساس فهو استغرق ثلاثة شهور في الاعداد والتصوير وكانت هناك أخبار عنه قبل بثه فلماذا لم تمنعه ؟ والسؤال لو قام أحدهم بإنتاج فيلم أمريكي ينكر فيه المحرقة اليهودية فهل ستسمح أمريكا ببثه ؟
أمريكا تتحمل مسؤولية ما حصل وليس كما يحاول البعض نفي مسؤولية أمريكا عن ذلك وبالنسبة للرد على هذا العمل القذر فيجب أن يكون مدروساً أكثر منه عفوياً فالغرب بحاجة إلى تعريف بالإسلام ونبيه محمد عليه الصلاة والسلام وهذا واجب العلماء والدعاة فيجب أن تكون هناك عمليات توعية تعرف الناس بنبي الإسلام ودينه
ونصرة الرسول الكريم عليه السلام لا تنحصر بالتظاهر عند السفارات بل أيضاً بالعمل بسنته فليكن الرد بالعمل بسنته ونشر دينه في الغرب فهذا المطلوب منا نحن كمسلمين أما الحكومات الإسلامية والعربية فواجبها أن تقدم مشروعاً للأمم المتحدة يجرم الإساءة للأديان كما يجرم من ينكر المحرقة
وبالطبع لن نعول كثيراً على الدول العربية والإسلامية فهي أثبتت فشلها سابقاً في موضوع الرسوم المسيئة ورأينا كيف أن تركيا وافقت على أن يصبح رئيس وزراء الدنمارك راسموسين أميناً عاماً لحلف الناتو رغم أنه لم يعتذر عن الرسوم المسيئة بل أظهر أسفه فقط
واليوم يسارع بعض حكام العرب إلى تقديم الاعتذار للإدارة الأمريكية على اقتحام السفارات حتى وصل الأمر بأحدهم إلى إظهار استنكاره لعملية قتل السفير الأمريكي بأن جعل له حرمة كحرمة الكعبة ونحن وإن كنا لا نوافق على قتل السفير لكن السفير ليس بمسلم والمسلم هو الوحيد الذي دمه أشد حرمة من الكعبة وليس غير المسلم
وعلى كل حال يكفينا نحن قوله تعالى : " إنا كفيناك المستهزئين " فيا ليت هؤلاء الشذاذ الذين قاموا بهذا الفعل القذر يقفون على هذه الأية ويتأملون بها قليلاً فالله تعالى هو من سيتكفل بهم يقيناً وعلى هذا نحن نعول لا على الحكومات أو الأحزاب ...