الموساد يعمل ويخطط ، ورابطة علماء المسلمين في سبات عميق
بلا أدنى شك توالت ردود الفعل المنددة بالفيلم الأميركي المسيء إلى شخص النبي الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) و أثار غضب العالم الإسلامي واستنكاره لهذا العمل ألاثم المشين ، وكانت هناك ردود الفعل المنددة مطالبة بالتصدي بحزم ضد كل من يسيء للإسلام .
علينا كشعوب أن نؤمن بان هذا العمل الأثيم لا يجوز أن يمر مر الكرام وكأنه خبر ومضى دون محاسبة للذين أنتجوه أو دعموه وروجوا له ، و علينا كشعوب أيضا أن نوصل رسالتنا للشعب في الولايات المتحدة الأميركية ، وكافة الشعوب بالغرب أن لا يكتفوا بالشجب والإدانة والاستنكار لهذا الفعل الشنيع وغيره ، كالتسبب بقتل أبناء الأمة العربية والإسلامية تحت مسميات الإرهاب ودعم ، سياسة الاحتلال لفلسطين وتهويد القدس ، وإنما يجب أن يحاسب هؤلاء المجرمون الذين يعملون على إثارة الفتن والقلاقل بين الشعوب ويسيئون إلى الديانات والعقائد غير مبالين بما ينتج عن ذلك ، من تقطيع للأواصر والعلاقات بين الشعوب، وعليهم أن يحترموا وينسجموا بقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وقرارها الصادر بتاريخ 20.3.2008 المتعلق بشأن احترام الأديان وعدم الإساءة إلى الدين الإسلامي كدين وعقيدة ورفض ومنع أي إساءة إلى النبي الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم ) أو أي تشويه لصورته، وكذلك احترام كافة القرارات المتعلقة بفلسطين .
.
نعم أيام ردود الفعل المنددة بالفيلم الأميركي المسيء إلى شخص النبي الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) تكاد تنقضي من عمر الأزمة والحدث ،وسنعود كأنه شيء لم يحدث ، ولا نجد المتابع لما حدث ولم نجد من يحلل الحدث لمعرفة لماذا تم إعداد هذا الفيلم ولماذا تم نشره بهذا الوقت بالذات يوم 11 سبتمبر.
ابسط إنسان مثقف وغير مثقف إذا فكر بما حدث بعض الشيء لوجد أن مدة الفيلم لا تتعدى ربع ساعة من الوقت ، الذي تداولته مواقع الإنترنت، تمثيل رديء وبخدع سينمائية بدائية، هو كل ما تم عرضه حتى الآن من الفيلم "المسيء للرسول " مقاطع غير متواصلة على موقع "يويتوب "، وخرج مجهولاً في بلد منشئه ، ولم يحظَ بشهرته الحالية بإعجاب احد ، إلا بعد أن توالت ردود الفعل المنددة بالفيلم بالمظاهرات الغاضبة ضده، ومطالبة بالقصاص.
نعم الفيلم صنع وأنتج بأمريكا ، نعم وخرج مجهولاً في بلد منشئه ، نعم ولم يحظَ بشهرته الحالية بإعجاب احد ، إلا بعد أن توالت ردود الفعل المنددة بالفيلم بالمظاهرات الغاضبة ضده، مطالبة بالقصاص. لكل هذا نقول نعم وألف نعم لان الفيلم كان إنتاجه ليس من اجل الشهرة و الإساءة بنفس الوقت إلى شخص النبي الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) إنما استغلت قصة شخص النبي بقصد تفجير ردود الفعل المنددة بالفيلم كي يشهد العالم مزيدا من التفاعل و الاتساع و التعقيد في الأزمات، وارتفاع حدة الاستقطاب و الانقسام داخل المجتمع الدولي إزاء ما يجري منذ يوم 11 سبتمبر، وما يجري على الساحة العربية والإسلامية نتيجة التغير الذي جسده الربيع العربي ، بإزاحة ودحر الأنظمة الفاسدة المستبدة العميلة .
وإذا ربطنا الصلة بين الأشخاص الذين يقفون وراء الفيلم المسيء إلى شخص النبي الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) فنجد سام باسيلى، الذي عرّف على نفسه بأنه مخرج ومنتج الفيلم، وأنه يعمل في الأساس بمجال سمسرة العقارات. سام قال في المكالمة الهاتفية لوكالة الأسوشيتد برس الأمريكية إنه إسرائيلي أمريكي، عمره 56 عاماً، يعمل في مجال الترويج للعقارات بولاية كاليفورنيا، وأكد أنه مختبئ خوفاً على حياته.
وكذلك إعلان القس المتطرف تيرى جونز في ولاية فلوريدا أنه سيعقد محاكمة عالمية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، يعرض خلالها فيلماً يوضح حقيقة الإسلام والمسلمين.
ويشارك كذلك في تنظيم المحاكمة موريس صادق( الكذاب )، أحد نشطاء أقباط المهجر، الذي اشتهر بتصريحاته الشاذة، الداعية لوضع مصر تحت الحماية الأجنبية لحماية الأقباط والأقليات، و إقامة دولة مسيحية في مصر، معلنا نفسه رئيساً لوزرائها من أمريكا.
وبسؤال جونز وموريس، اتضح أنهما ليسا صناع حقيقيين للفيلم، وأنهما داعمان فقط، و شاركا في بعض مراحل إعداده .
هنا تبقى جهة إخراج وإنتاج الفيلم مجهولة.
ما نشر من خلال وسائل الإعلام مجددا وصحيفة حزب التحرير "المصرية " فيما يخص بطل الفلم المسيء تبين لنا الصحيفة أن مصعب حسن يوسف الفلسطيني عميل الموساد الإسرائيلي، والذي تسبب في اغتيال واعتقال قيادات من مختلف الفصائل الفلسطينية، وارتد عن الإسلام، وهاجر لأمريكا، واصدر كتاب أطلق عليه اسم "ابن حماس ". من اجل الإساءة لحركة حماس ألا وهو اليوم نسمع بأنه بطل الفلم .
بهذا اكتملت الصورة ولم تبقى جهة إخراج وإنتاج الفيلم مجهولة، أنها مؤسسة الموساد الإسرائيلي .
نعم مؤسسة الموساد الإسرائيلي أنتجت وأخرجت ونشرت الفيلم المسيء إلى شخص النبي الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) كي تفجر ردود الفعل المنددة ، بالفعل نجحت بتفجير الاحتجاجات والاعتداءات علي السفارات الأمريكية في بالوطن العربي،نعم .. نعم .. تأجيج الأجواء وتفجير قنبلة الاحتجاجات والاعتداءات علي السفارات الأمريكية ، نعم إن سياسات إسرائيل واللوبي الإسرائيلي وبدعم من والولايات المتحدة هي التي تسببت في ذلك من اجل أن يقال هؤلاء هم أعداء أمريكا هؤلاء هم أعداء إسرائيل هؤلاء هم العرب والمسلمين شاهدوهم وشاهدوا كره العرب والمسلمين لأمريكا واليهود .
للأسف حكوماتنا وقياداتنا عجزوا عن تغير سياسة النظام السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية، واستسلموا أمام الغطرسة الأمريكية، وأصبحوا عصا أمريكا على شعوبهم كل في وطنه .
ونحن كشعوب عربية وإسلامية ، أدرك بل على يقين بأننا لسنا اقل قدرة من اللوبي الإسرائيلي ، وإنني على ثقة بأننا قادرين على تغيير سياسة النظام في الولايات المتحدة الأمريكية ، وبكل مكان من خلال إرادة الشعوب ، .
ومن هذا المنطلق يشرفنني أن أضع بين أيديكم وأمامكم خطوة ونقطة بداية تقودنا كشعوب وأمة نحو مستقبل أفضل وحياة كريمة نحقق من خلالها عزة الأمة وكرامتها .
وهذه تتمثل بمناقشة شبابنا لكل الأحداث والمستجدات التي تعصف بعالمنا وواقعنا العربي والإسلامي، من حيث أن ننطلق كشباب وشعوب من منطلق المشاركة بمناقشة كافة المستجدات المتعلقة بالأحداث على الساحة العربية والإسلامية كبيرة كانت أم صغيرة ، اخذين بعين الاعتبار ضرورة الوصول للتحليل الكامل والمتكامل ، وان نصل لرأي كل مواطن في طرحه على امتداد الوطن العربي ، وان نمثل صورة المحبة والعطاء ، وأن نكون صورة لا تخرج خارج النطاق ،وتكون هناك ضرورة التقيد بالانتماء الوطني والقومي والأمن القومي العربي والإسلامي، وعلى أن نكون ضمن الثوابت المتبعة في الساحة الدولية والسياسية ، وان نكون جزئا منها ، وان لا نكون شاذين عن هذه القاعدة .
لقد خلقنا الله وخلق معنا وجعل لنا من أسباب القوة ما نستطيع به التغلب على متاعب الحياة ومشاكلها وابتلاءاتها ، وجعل فينا قوة الإرادة والتصميم على تحقيق الهدف، ومن خلال ذلك نستطيع أن نجز ونحدث التغيير في واقعنا وحياتنا مهما كانت كلفت ذلك من وقتنا وجهدنا وعنائنا، فإذا كنا نريد الحياة الكريمة لا نستطيع نيلها إلا إذا كانت لدينا إرادة قوية وهمة عالية، وهذا ما جسده شباب ربيع الأمة العربية والإسلامية.
نعم والله يشهد ... والكل يشهد بأننا لا ننكر وجود رابطة علماء المسلمين بالوطن العربي والإسلامي ، ولكن للأسف أقول أن بعض علمائنا نشاهدهم على الفضائيات ، وعندما أشاهدهم واسمع لهم ، للأسف اعتبرهم أنهم في سبات عميق ، وبعدين كل البعد عما يجري من أحداث ، وعما يعصف بالأمة العربية والإسلامية من مؤامرات، فأجدهم في عالم أخر،وكأنهم في عالم وصله الإسلام من جديد ، أصبح حديثهم ، إرضاع الكبير حلال أم حرام ، هل الماكياج يبطل الوضوء وعن الحيض ، وتوبة الفنانة فلانة وتحجبها ، وتفاهة بعض الأمور، للأسف تعد حلقات وندوات وبرامج خاصة لها، بل يمكن أن نقول بان رابطة علماء المسلمين تم تشكيلها لهذه الأمور، للأسف الشديد المؤلم ... وأكثر ما يزعج من حديث بعض علماء الأمة ، وللأسف الشديد نجده إضاعة الوقت... فإذا ما سأله شخص عن أمر نجده يسمي باسم الله ويصلي على رسوله ثم يطول في الشرح والحديث والإتيان بأية وحديث ، وشرح من هناك حتى يشعرنا انه شيء مهم وانه على اكبر درجة من العلم ، وأنا أكون من الذين يتمنون لو تمنوا لو أنهم لم يسمعوه .
لا يخفي علينا وعلى علمائنا ما حل بالأمة ، وفقدنا القيادة الصالحة التي تقودنا كأمة، حتى أصبحنا نشعر بالعجز والاستسلام لمقولة ماذا سنفعل وحدنا .
إننا جميعنا ندرك وعلى مدار التاريخ إن من ينهض بالأمة علمائها ، من خلال توحيد الأمة وتوجيهها لنصرة قضاياها وتحرير مقدساتها ، وليس للأمة من بعد الله إلا علماؤها ، لان شعوب الأمة غير راضية عن أنظمتهم وحكامهم ، وفي كل لحظة يدعون بزوالهم وان يستبدلهم الله.
من هذا المنطلق علينا كشعوب ومن خلال وسائل الإعلام والانترنت وكافة الوسائل المتاحة ، لندعو علماء الأمة بان يستيقظوا من سباتهم وان يكونوا متوحدون بالرأي ، كي يستطيعون أن يوحدوا جهودهم ويتصدروا قيادة الأمة . لاستنهاض الشعوب العربية والإسلامية، نحو القضية الفلسطينية ومكانة القدس والمسجد الأقصى لدى الشعوب العربية والإسلامية .
وليكن حديثهم وحلقاتهم وبرامجهم للأمة بأن الحل الوحيد لما نحن فيه من الأزمات والأحداث والإساءة التي تعيشها الأمة ، هو تحرير القدس. وأن المعركة الأساس هي معركة القدس ، فمتى نجحنا في هذه المعركة سوف ننهي الاستعمار والاحتلال ، ولم نترك له أي أثر في الوطن العربي والإسلامي ، وإرادة الشعوب التي صنعت الربيع العربي ، وأطاحت بالأنظمة العميلة المستبدة قادرة على تحقيق ذلك .
كاتب فلسطيني