متحف باردو.. أحد أعرق متاحف العالم

تم نشره الجمعة 15 أيّار / مايو 2009 01:29 صباحاً
متحف باردو.. أحد أعرق متاحف العالم

المدينة نيوز- يحتفل هذا العام متحف باردو الذي يعد من المتاحف الشهيرة في العالم، والواقع في ضواحي ‏العاصمة التونسية بالذكرى الحادية والعشرين بعد المائة على إنشائه، وقد أعلن أحد ‏مسؤولي المتحف أنه يشهد عملية تهيئة شاملة لجعله معلماً متطوراً على خريطة السياحة ‏الثقافية. ‏

‏* فضاء ثقافي ‏
يخضع المتحف، وفقاً لمديره طاهر غالية، منذ مارس/ أذار الماضي إلى عملية تهيئة ضخمة يقوم ‏بها فريق تونسي فرنسي، ستستغرق قرابة السنتين وستشمل كل أجزائه طبقاً للمقاييس المعتمدة ‏عالمياً ليكون في مستوى قيمته التاريخية ومكانته ضمن أعرق المتاحف العالمية.

وتأمل تونس من خلال هذا التطوير أن يتحول المتحف إلى فضاء ثقافي متكامل يرتفع عدد ‏زواره من 700 ألف زائر حالياً إلى مليون ومئتي ألف زائر في السنة لا سيما التونسيين منهم ‏الذين لا يتجاوز عددهم 5 بالمئة من نسبة الوافدين على المتحف. ‏

وعن التكلفة الإجمالية لأعمال التطوير فقد قدرت بـ18 مليون دينار تونسي أي ما يعادل 13 ‏مليون دولار، ساهم فيها البنك الدولي فضلا عن هبة يابانية عززت إمكانات المتحف بتجهيزات ‏سمعية بصرية متطورة. ‏

‏* خطة التطوير ‏
وتشمل خطة تطوير المتحف توسعته ليمتد على مساحة 20 ألف متر مربع لإضافة أجنحة جديدة ‏تبرز عمق تاريخ تونس، وتشمل إكتشافات تعود لما قبل التاريخ وإلى العهد البوني ‏والنوميدي والروماني والإسلامي، كما ستعرض 3000 قطعة أثرية ووثائق تاريخية لم يتسن ‏التعريف بها سابقاً لضيق المكان.

كما ستقام مسالك مؤمنة ومحددة ومهيئة حسب معايير دولية ‏وبهو إستقبال قادر على استيعاب نحو 2800 زائر في الان نفسه وتركيب مصعد كهربائي لتسهيل ‏زيارة الطوابق العلوية للمتحف الذي يرى فيه غالية "الذاكرة الإجتماعية ووسيلة لإيصال ‏الموروث الثقافي للشعب". ‏

وأضاف غالية أنه ضمن البرنامج أيضا توفير فضاءات ذات أبعاد بيداغوجية بلغات مختلفة ‏ومقاه ومطاعم "لأن الزائر بحاجة الى فترة استراحة لمواصلة زيارة مختلف مكونات هذا الفضاء ‏الشاسع". ‏

وفي البرنامج أيضاً إقامة أول معرض حول "الوندال" إحدى القبائل الجرمانية الشرقية الذين ‏أسسوا لهم في القرن الخامس الميلادي دولة في شمال أفريقيا مركزها مدينة قرطاج، وقد عرفوا ‏بأعمالهم التخريبية التي طالت الآثار الفنية والأدبية، كما سينظم معرض حول "موروثنا ‏الحضاري في المنفى" في محاولة لرصد الآثار التونسية التي توجد خارج البلاد، ومن المتوقع أن ‏تتنوع نشاطات المتحف إثر إنتهاء الأشغال. ‏

‏* إحياء التراث الثقافي ‏
وكانت وزارة الثقافة التونسية والبنك الدولي وقعا نهاية 2007 مذكرة تفاهم لإحياء التراث ‏الثقافي وتحديث المتاحف لتتلاءم مع المقاييس العالمية للجودة وتبلغ قيمة المشروع 26 مليون ‏دولار. ‏

وأعلن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في يونيو الماضي بمناسبة اليوم العالمي ‏للمتاحف فتح المتاحف التونسية أمام العموم مجاناً كامل يوم 18 مايو من كل سنة "لتحفيز ‏التونسيين على زيارة المتاحف والإطلاع على مخزونها التاريخي العريق. ‏

ويعد متحف باردو الذي أقيم جزء منه داخل قصر باي تونس "ابان الحكم العثماني" العام ‏‏1888 أكبر متحف في تونس وأشهرها في العالم، وقد أدرجته منظمة الأمم المتحدة للتربية ‏والثقافة والعلوم "اليونسكو" ضمن قائمة التراث العالمي لما ينفرد به من كنوز أثرية ‏لاسيما التماثيل ولوحات فسيفساء التي يتجاوز عددها الـ4 الاف تعكس تعاقب الحضارات على ‏تونس.‏

‏* المتحف
إنه أقدم وأهمّ المتاحف التونسية، أقيم منذ أكثر من قرن داخل قصر من قصور البايات. ‏شيّد الجزء الأكبر منه في منتصف القرن التاسع عشر ومازال إلى اليوم يتّسم بأبهة القصور ‏الملكية. ولقد أدخلت عليه جزئيّا عدّة ترميمات وتحسينات لمواكبة تضخّم مجموعاته وتزايد ‏زائريه. وتعاد حاليا هيكلته لتيسير الاطلاع على كنوزه والتنقل في أجنحته.‏

يحتوي هذا المتحف على آلاف اللقى المتأتّية من حفريات أجريت في البلاد خلال القرنين التاسع ‏عشر والعشرين، وهي مجمّعة ضمن أقسام وموزّعة على حوالي خمسين قاعة ورواقا لتعطي صورة عن ‏مختلف المراحل التي قطعتها تونس، من عصر ما قبل التاريخ إلى أواسط القرن الماضي، نذكر ‏منها حسب الترتيب الزمني : ما قبل التاريخ، العهد البوني- اللوبي، العهود الرومانيّة ‏والمسيحيّة القديمة مع الفترتين الوندالية والبيزنطية، وأخيرا العهد الإسلامي الذي يمتد إلى ‏عصرنا الحاضر. ‏

ولقد اكتسب المتحف الوطني بباردو شهرة عالمية بفضل مجموعة الفسيفساء التي يمتلكها والتي ‏تعد الأثرى والأكثر تنوّعا وتفنّنا. ولعلّ أحسن ما يمثّلها اللوحات التي رسم فيها الشاعر ‏فرجيل تحيط به ربات الفنّ، والتبليط الذي يمثّل ديونيزوس وهو يهدي الكرم إلى إيكاريوس، ‏أو ذلك الذي يشيد بانتصار نبتون. وما هذه إلاّ بعض الطّرف الرائعة لكنّها ليست ثروة ‏المتحف الوحيدة.‏

فمن بين قطع باردو المتميّزة نذكر معلم "هارمايون" الذي يعود إلى العهد الموستيري "40.000 ‏سنة قبل الميلاد" والذي يعتبر من أول أشكال التعبير الروحاني للبشريّة، وهو عبارة عن كدس ‏مخروطي الشكل يبلغ طوله 75 صم وعرضه 1.5 صم ويتألّف ممّا يزيد على 4000 قطعة من الصوّان ‏والعظام والأكر الكلسية.‏

وبالنسبة إلى العهد البوني تجدر الإشارة إلى درع من الذهب المصمت لمحارب من كمبانيا، ‏وأصناف من الحلي ولوحة تصور كاهنا يحمل طفلا للقربان وغير ذلك من لقى الأثاث الجنائزي ‏المتأتية من عدة بلدان متوسطية والتي تتكون منها المجموعات اليونانية والمصرية في المتحف.‏

أما المجموعة اليونانية فقد شاء الحظ أن تثرى بلقى اكتشفت في الأربعينات قبالة شاطئ ‏المهدية في حطام سفينة أغرقتها العاصفة حوالي القرن الأول للميلاد، وكانت تحمل قطع أثاث ‏وعناصر معمارية لمنزل من منازل الأشراف في العهد الهلينستي. ومن بين التحف البديعة ‏المنتشلة من قاع البحر تمثال برنزي يبلغ طوله 1,20م. ‏
وبالنسبة إلى العهد الروماني فإن أغلبية مجموعات المتحف تنتمي إليه: اللوحات ‏الفسيفسائية بالطبع، والتماثيل وأواني الفخار والحلي والنقود ولوازم العبادة والأشياء ‏المألوفة الاستعمال..‏

ويحتوي القسم الإسلامي، في إطار عربي إسلامي، على تحف تعود إلى مختلف العهود من مخطوطات وحلي ‏ومنحوتات حجرية وخشبية وأشياء مألوفة الاستعمال محليا. كما تحتوي غرفتان صغيرتان حول ‏صحن أنيق على عدة أمتعة كانت تمتلكها الأسرة الحاكمة، في حين تحتوي غرفة ثالثة على مجموعة ‏من مستلزمات الشعائر اليهودية.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات