لماذا سمح نظام الأسد للأكراد بإدارة مناطقهم وتدريس لغتهم؟!
المدينة نيوز - كشف تقرير إخباري أن النظام السوري ترك أكراد سوريا يديرون مناطقهم التي يتمركزون فيها، حيث بدأوا في تدريس اللغة الكردية بالمدارس، وعادت الأحزاب المحظورة للعمل مرة أخرى.
وأشار تقريرإلى أن مدينة قامشلو التي يعتبرها الكرد عاصمة لهم، لا تزال ترفع صورة الأسد الأب، وتنتشر صوره وصور نجله بكثافة في مراكز المدن، كما أن النظام يسيطر على هذه المدن الكردية بشكل كامل، لكنه لا يستطيع أن يديرها، فقد ترك إدارتها للسكان الذين يتصرفون وكأن النظام غير موجود.
وقد بدأ الأكراد بجني ثمار الثورة في مدينتي عامودا وديريك اللتين شهدتا إعادة تمركز وانسحاباً جزئياً لقوات النظام، حيث بدأ مدرسون في العقد الثالث من عمرهم التدرب على قواعد اللغة الكردية التي يحظر النظام تدريسها، وذلك استعداداً لجعل "الكردية" لغة التعليم الرسمية في مناطقهم.
كما بدأت الأحزاب التي بقيت محظورة طوال عقود، بافتتاح مقارها، حيث يتوافد العشرات من كوادرها لبحث مصير القضية الكردية، وعادت لممارسة نشاطها السياسي والثقافي، كما أقام مسلحو حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي نقاط تفتيش، لكنها تتفادى التصادم مع قوات النظام، مما يوحي وكأن ثمة اتفاقاً أو تفاهماً غير معلن بين الطرفين.
وقال فيصل يوسف، رئيس المجلس الوطني الكردي: النظام لا يزال يسيطر تماما في مراكز المدن في محافظة الحسكة أخص بالذكر منها مركز مدينتي الحسكة والقامشلو، لكن في بعض المدن النظام سحب بعض مراكزه الأمنية إلى خارج المدن"، وأضاف: "لكنني عموما أقول إن النظام لا يزال يسيطر على معظم مناطق المحافظة ويمسك بزمام الأمور".
ومن جانبه ينفي محمد صالح مسلم، رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وجود أي تفاهم مع النظام، وقال "كلا ليس هناك تفاهم أو اتفاق لكننا لم نشعر بضرورة الهجوم على هذه النقاط، أما بالنسبة لوجود نقاط تفتيش على مقربة من بعضها فربما هذا أمر فرضه الواقع أكثر من أي شيء آخر".
ويرى المراقبون أن النظام السوري يسعى بكل السبل إلى تحييد الأقليات السورية، ومنعها من الانخراط في الثورة، ويسعى لأن يبدو وكأنه حامي حمى الأقليات، وأن الثورة ستنتج نظاما يقهر الأقليات ويظلمهم.(وكالات)