دبي تشن حملة واسعة ضد السحر والشعوذة
المدينة نيوز - كشفت حادثة إلقاء القبض على أقدم ساحرة في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة أخيرا عن مدى انتشار ظاهرة التعامل مع السحرة والمشعوذين في مجتمع متعدد الثقافات والجنسيات.
فقد أظهر تقرير تلفزيوني بث على قناة دبي، عملية تتبع ساحرة إفريقية امتدت لستة أشهر، قام خلالها صحفي بالادعاء أنه بحاجة إلى قدرات الساحرة الخارقة، وبعد عدة محاولات استطاع أن يكسب ثقتها، وقام بنصب كمين لها بالتعاون مع إدارة التحريات في إمارة عجمان، حيث تم إلقاء القبض عليها وهي تساومه على مبلغ من المال.
كما يظهر التقرير عملية تفتيش منزلها، حيث تم العثور على كميات كبيرة من الملابس التي يستخدم "أثرها" –رائحة الجسد العالقة بالملابس– لعمل السحر لأصحابها، إلى جانب أدوات مختلفة تستخدم في أعمال السحر من بخور وكتابات طلسمية وصفحات ممزقة من القرآن، وأحذية أطفال وغيرها من أدوات شكلت صدمة للمشاهدين.
وكثيرا ما تقوم السلطات في الإمارات بإلقاء القبض على السحرة والمشعوذين، وتضبط الأدوات التي تستخدم في أعمال السحر، حيث يعتبر هذا النشاط غير قانوني في الدولة.
ففي شهر حزيران الماضي أحبطت جمارك دبي في مطار دبي الدولي محاولة لتهريب كمية ضخمة من الأدوات والمواد التي تستخدم في السحر والشعوذة، جلبها مسافران من جنسية دولة آسيوية.
وكانت إدارة عمليات المطارات في جمارك دبي قد أنجزت 92 ضبطية سحر وشعوذة عام 2011، و16 ضبطية أخرى خلال الربع الأول من العام الحالي، وينتمي المهربون بحسب بيان صادر عن الإدارة إلى جنسيات دول آسيوية وإفريقية وأوروبية، فيما تباينت وسائل التهريب بين الملابس والحقائب اليدوية وحقائب السفر الرئيسة والطرود.
وأصبح التقرير التلفزيوني عن الساحرة الإفريقية الأكثر تداولا في وسائط الاتصال المختلفة، وكتب بعض كتاب الرأي في الصحف اليومية عن الحادثة مطالبين بعقوبات رادعة لمثل هذه الممارسات.
وتحدثت شابة عربية مقيمة في دبي لوكالة "فرانس برس" عن تجربتها في هذا السياق، فقد التقت أكثر من ساحر وساحرة بحثا عن حل لتعثر زواجها من الشخص الذي تحب.
وقالت: "في لحظة الضعف دائما ما نبحث عن أمل، وفي كل مرة ألغي عقلي وأذهب بتأثير سلبي من الصديقات بحثا عن إجابة". وادعت إحدى المشعوذات أن سحرا قد ألقي عليها، وأنها ستعمل على إزالته.
وقالت الشابة: "شعرت بالخوف من كلامها؛ لأنها أعطتني انطباعا بأنها تتعامل مع قوة خفية أو جن، ونفذت ما طلبت مني من حرق بخور وما شابه، وأعطيتها مبلغا من المال، غير أني لم أشعر بفرق بعدها، وفقدت اهتمامي بالأمر كله، وواصلت حياتي بعيدا عن هذه الأفكار".
وتروي شابة أخرى مقيمة في أبوظبي أنها دخلت هذا العالم عن طريق قارئة فنجان عرفتها عليها صديقتها باعتبار أن كل ما تقوله يتحقق.
وقالت: "ترددت إليها أشهرا طويلة ورأيت عندها كل فئات المجتمع، وشعرت أن ما تفعله يتجاوز قراءة الفنجان، فهي تستعين بالصور وتعطي أحجبة وتستخدم البخور، لكني لم أستفد منها، فكل ما قالته لي لم يكن حقيقيا، وعشت في وهم أن ارتبط بشخص لم يكن يحبني أصلا، وادعت هي أنه مسحور وستفك عنه السحر، ولكنها لم تفعل"، وكانت في كل مرة تدفع لها مبلغا يصل إلى 500 درهم (135 دولار).
ويتداول البعض أرقاما خيالية يطلبها السحرة لعمل السحر أو فكه قد تتجاوز 50 ألف درهم (13600 دولار).(وكالات)