الملك يسلم جائزة الإنجاز والابداع الشبابي للفائزين
المدينة نيوز - سلم جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم الاحد في الجلسة الختامية للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد في منطقة البحر الميت جائزة الملك عبدالله الثاني للإنجاز والابداع الشبابي التي فاز بها اربعة شباب من الاردن وفلسطين والسودان ومصر من بين 10 مرشحين تأهلوا للجائزة التي تقدم اليها ما يزيد على 500 من الشباب العرب.
واعلن خلال الجلسة الختامية، التي حضرتها جلالة الملكة رانيا العبدالله، وعدد من اصحاب السمو الامراء والاميرات وكبار المسؤولين، ان جلالة الملك عبدالله تكفل بتغطية تكاليف مشروعات الشباب العرب العشرة الذين نافسوا على الجائزة، بمن فيهم الفائزون الاربعة الذين حصل كل منهم على 50 الف دولار لتطوير مشروعاتهم وتوسعتها وزيادة الاثر الايجابي لتلك المشروعات".
وتسعى الجائزة، التي اطلقها جلالة الملك عام 2007 خلال المنتدى الاقتصادي العالمي، ويديرها صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية إلى تعزيز روح الابتكار والتعاون والعمل المشترك وفتح قنوات الحوار بين الشباب العربي ضمن معايير القيادة والإبداع والشراكة والتعاون إلى جانب أثر المشروع واستدامته.
وعبر رئيس المنتدى البروفسر كلاوس شواب في ختام اعمال المنتدى ، عن تقديره لمبادرة جلالة الملك باطلاق الجائزة مؤكدا انها تعزز الدور الريادي في معالجة الفقر والبطالة واستخدام قوة التكنولوجيا وبناء الشراكات مع المجتمعات المحلية والمساعدة في استدامة البرامج والشراكة مع مختلف القطاعات.
واعلن شواب ان المنتدى الاقتصادي العالمي سيعقد العام المقبل في مراكش المغربية تلبية لدعوة الملك محمد السادس وقال "سوف نجتمع في بيتنا هنا في الاردن عام 2011 "معربا في السياق عن تقديره لاستضافة الاردن للمنتدى هذا العام وتقديمه التسيهلات اللازمة لانجاحه.
واشار الى ان المنتدى طرح قضايا هامة خلال ايامه الثلاثة لاسيما ما يتصل بالازمة المالية العالمية والتي وصفها بانها " ذات طابع تحولي وانتقالي ولاشي سيدوم على حاله".
وقال ان الفرصة الان " لمن يطرح المشاريع الريادية" مؤكدا ان اهتمام المشاركين بقضايا الشباب يعكس مدى الاهتمام بالمستقبل.
وفاز بجائزة الملك عبدالله الثاني للإنجاز والابداع الشبابي الاردني ربيع زريقات عن مشروع " ذكرى" المستند الى مبادرة طبقت في غور المزرعة القروية التي عانى سكانها ظروفا معيشية صعبة، عبر منهجية متعددة الأساليب تضم السياحة التطوعية وبرنامجاً للقروض الصغيرة والتدريب على مختلف المهارات والأساليب القيادية إلى جانب ورشات العمل الفنية.
وتطوع في المشروع أكثر من الف شخص ساهموا في جمع مبلغ يزيد على 15 ألف دولار أميركي لصندوق القروض التي قامت "ذكرى" بتقديمها لـ 15 عائلة لتمويل مشروعات صغيرة تنوعت ما بين حرفية وتربية النحل وغيرها.
وحصلت الفلسطينية لانا حجازي على الجائزة لطرحها مشروع"سوقتل" الذي يستند الى استخدام الهواتف النقالة في توفير الوظائف للشباب الفلسطينين، اذ تجمع الخدمة ما بين الباحثين عن عمل وأصحاب العمل.
وبدأ مشروع "سوقتل" أعماله بشكل رسمي في فلسطين عام 2008 حيث اشترك أكثر من 8 آلاف باحث وما يزيد على 200 صاحب عمل ، وتعمل "سوقتل" كشركة اجتماعية حيث يدفع المشتركون من الباحثين عن عمل رسوماً رمزية لخدمة البحث عن عمل وتحميل السير الذاتية المختصرة.
وطور السوادني عبدالكريم بدري، الذي سعى الى ان يكون للصم والبكم صوت مسموع ونظام يعتمد على التحكمات الصغير الدقيقية لترجمة لغة الإشارة العربية للصم والبكم إلى صوت يمكنهم من التواصل الفاعل مع من حولهم.
وأطلق عبد الكريم اسم "القفازات الناطقة" على هذا النظام الذي يتميز هذا القفاز عند ارتدائه بما يحتويه من مجسّات حساسة بنقل المعلومة عبر حركة اليد، بحيث تنتقل المعلومة إلى المتحكّم، الذي بدوره يتصل بسماعة صغيرة يصدر منها ترجمة صوتية للكلمات، لتتحول الإشارات بذلك إلى أصوات وجُمل مسموعة.
ومن المتوقع أن يحقق المشروع هدفين رئيسيين هما تحسين إمكانية الدراسة والتدريب للصم والبكم في المدارس والمعاهد المختلفة إلى جانب توفير فرص أكبر لهم في إيجاد الوظائف وتمكينهم من العمل.
اما المصرية رغدة الابراشي مديرة "جمعية علشانك يا بلدي" للتنمية المستديمة التي فازت بالجائزة يرتكز عمل جمعيتها على تلبية الاحتياجات الملحة للشباب والنساء في القاهرة القديمة؛ من خلال تعزيز روح العمل التطوعي والعمل في ذات الوقت على تسليط الضوء على النماذج الناجحة للتنمية المستديمة وكيفية تطبيقها.
ويحظى خريجو برامج الجمعية إما بوظائف عن طريق مركز التوظيف في الجمعية أو بقروض صغيرة للبدء بمشروعاتهم الخاصة.
وإلى جانب صقل معرفة ومهارات المتطوعين والاستفادة منها، أطلقت الجمعية ثلاثة مشروعات اجتماعية تدر دخلاً من خلال توفير التدريب الفني للطلبة والموظفين وإنتاج وبيع منتجات مصنعة يدوياً ذات جودة ومقاييس عالية وفي العام الماضي وحده، تمكنت الجمعية من خدمة ما يزيد على 2000 من الشباب والنساء من ذوي الدخل المتدني، من خلال ما قدمته لهم من برامج وتدريب.
هدف الجائزة الى دعم الشباب العربيّ القيادي، الذي أسهم بإنشاء وتنفيذ مشروعات متميّزة حققت آثاراً إيجابيّة ملموسة في مجتمعاتهم، تندرج ضمن مفهوم المواطنة الفاعلة، بالإضافة إلى تعزيز مفهوم الإبداع والريادة الاجتماعيّة؛ سعياً وراء تغييرٍ إيجابيٍ ملموس في المجتمعات المحليّة، وتعزيز ثقافة البحث لدى الشباب، وتهيئة المجتمعات المحليّة، لتبنّي الممارسات النموذجيّة في مجالات التنمية، إلى جانب تعزيز ثقافة الحوار بين الشباب العربيّ.
وعبر المتنافسون العشرة الذين سيتم تغطية تكاليف مشروعاتهم بمبادرة من جلالة الملك عبدالله الثاني عن تقديرهم لهذه المبادرة التي من شأنها ان تسهم في اطلاق ابتكاراتهم الهادفة الى خدمة المجتمعات العربية وتطويرها.
وقالت رغدة الابراشي ، احدى الفائزات ان الجائزة تعزز من مفهوم الابتكار الاجتماعي وهي ليست مجرد جائزة بل تشكل عامل تحفيز لمزيد من الابداع والمساهمة في دعم المجتمعات وتطويرها باساليب مبتكرة.
واكد الفائز الاردني ربيع زريقات اهمية الجائزة في كونها تشكل منطلقا اساسيا لتحفيز افكار الشباب وتبنيها، مشيرا الى ان مشروعه هدف الى ايجاد حالة من التفاعل الايجابي بين ابناء المدينة والقرى النائية بشكل يستفيد كل طرف من الاخر وتكريس حالة التشابك بينهم لتطوير المجتمعات المحلية.
اما الكفيفية روان ابو الفيلات من الارن التي نافست على الجائزة اعربت عن سعادتها لتغطية مشروعها ضمن مبادرة جلالة الملك عبدالله الثاني، مؤكدة ان من شأن ذلك " دعم مشروعي المرتكز على انشاء مكتبات سمعية للمكفوفين باللغة العربية" لتحقيق المعرفة وزيادة الثقافة لدى هذه الفئة الهامة في المجتمعات العربية .
بيير ظاهر من لبنان قال ان جائزة جلالة الملك تشكل حافزا قويا للشباب من اجل اطلاق مبادرات ومشروعات لخدمة مجتمعاتهم المحلية ,مشيرا الى ان مشروعه هو لمساعدة الشركات في اعادة تدوير الورق ما يخدم الاقتصاد والبيئة في بلده .