الراشد يكتب عن الدور الأردني المتصاعد في الأزمة السورية

تم نشره الأربعاء 26 أيلول / سبتمبر 2012 05:20 مساءً
الراشد يكتب عن الدور الأردني المتصاعد في الأزمة السورية
المدينة نيوز - خاص - : نشرت جريدة الشرق الاوسط الاربعاء مقالا للصحفي السعودي عبد الرحمن الراشد يتحدث فيه عن تصاعد الدور الاردني في الازمة السورية ويبدأ الراشد رصده للموقف الاردني الرسمي الذي كان ولا زال يقع بين انظمة احتلالية مثل اسرائيل او انظمة شمولية كنظام البعث السابق في العراق او نظام المالكي الذي رأى فيه الراشد وجها اخر لنظام البعث العراقي .

ويحدد الراشد في قراءته للموقف الاردني المحاذير التي دفعت الاردن لاتخاذ موقف صامت ، وايضا حيادي بداية الازمة وتاليا نص مقال الراشد :



كان لافتا تحاشي الأردنيين التورط في الأزمة السورية لعام ونصف العام تقريبا، إنما إلى ما قبل بضعة أسابيع تشير كل الدلائل إلى أن الأردن يأخذ دورا مهما في ثورة الجار الشمالي، ربما يفوق الدور التركي الخجول.

ولا يفوتنا إدراك مخاوف الأردنيين من الغرق في الرمال السورية. فهم يخشون أن تطول الأزمة فترهقهم تكاليفها وتبعاتها وهم دولة بلا موارد كبيرة. كذلك، يخافون من تجرؤ النظام السوري، الذي لا يخشى عواقب أفعاله، على أن يفاجئهم صباح يوم بقواته، عابرا الحدود، وينقل المعركة على ترابهم، أو يحرك خلاياه النائمة بالتعاون مع حليفه الإيراني فيحدث اضطرابات كبيرة في المملكة. والأردنيون مسكونون بهاجس أخطر، وهو أن إسرائيل ستجد في أي فوضى، نتيجة الأزمة السورية، ذريعة لتحويل «شرق الأردن» إلى فلسطين بديلة، يحكمها فلسطينيون وتصبح بديلا عن الضفة الغربية وغزة. والفوضى قد تكون الفرصة الذهبية لليمين الإسرائيلي المتطرف.

ورغم وجاهة هذه المحاذير، يعلم الأردنيون قدرهم جغرافيا، وهو النوم بجوار دول خطرة، من إسرائيل، ونظام بعث سوريا، ونظام بعث العراق من قبل والآن نظام المالكي العراقي الذي لا يقل عن سابقه. وفي مثل هذا الحي من الأشقياء، لا مناص للأردن ألا ينام بعين واحدة خوفا وحذرا، ومن جانب آخر يبقى بعقل يقظ مفتوح على كل الفرص بإمكاناته المحدودة.

ولأن ثورة سوريا وتفاقم عذاب أهلها طال أمدهما، لم يعد الأردنيون في وضع يسمح لهم بالتردد، فقد صاروا في مرمى الخطر. اكتظت المدن والمناطق الحدودية بعشرات الآلاف من الفارين من جحيم الأسد، ولو استمر الوضع هكذا لأشهر طويلة، فسيفر ملايين - لا آلاف - المدنيين من القتل والترويع الذي تمارسه قوات الأسد. هذا الطوفان سيغرق الأردن، ولا يحتاج الأمر إلى خيال واسع لمعرفة مخاطر ما سيحدث لاحقا. ولو تمكن الجزار بشار الأسد من تثبيت حكمه المتضعضع بالقوة أيضا فسينتقم من الأردن الذي هب لمساعدة الشعب السوري المذبوح. وبالتالي، في كلتا الحالتين، لا خيار أمام القيادة الأردنية؛ فسوريا ليست خطرا عظيما اليوم على سلامة الأردن وحسب، بل حتى على وجوده. ولا أجد لقيادته مفرا إلا أن تلعب الدور التاريخي، وقد حان وقته. الأردن أيضا فرصته أن يكون المعبر إلى التغيير الإيجابي في دمشق.

في هذا الاتجاه، نلحظ المساندة المتزايدة للاجئين، وفتح الباب للعسكر المنشقين، والحديث عن ممرات دعم مختلفة عبر الحدود إلى داخل الأراضي السورية. ونتصور أن هناك مساحة أوسع بحيث تنتقل قيادة المعارضة السورية المتفرقة في عشرين عاصمة في العالم لتستقر في الأردن، من أجل توحيدها وإنهاء ملهاة الخلافات المستمرة.

نحن نعي أن الأردن يركب الخطر بموقفه الجديد، موقف سيحسب له أنه من أنجد الشعب السوري المحاصر الذي أغلقت في وجهه السبل. حتى تركيا التي كانت الآمال، منذ عام، معلقة عليها بأن تدخل بقواتها خافت من التورط، وهي التي كانت تدخل دائما في شمال العراق لملاحقة الانفصاليين الأكراد. فضلت الانكفاء والاكتفاء بمساعدة المعارضة لما وراء حدودها. الأردن، مثل تركيا، يدرك الأخطار، لكنه يعرف أنه المنفذ الوحيد للهاربين والمقاتلين.. موقف سيحفظه العرب لهما.

*نقلاً عن "الشرق الأوسط" السعودية.








مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات