نهاية بشار الأسد تبدأ مع نهاية السنة

تم نشره الخميس 27 أيلول / سبتمبر 2012 04:35 مساءً
نهاية بشار الأسد تبدأ مع نهاية السنة

المدينة نيوز - للمرة الأولى، منذ اندلاع الثورة في سورية، بدأ المحور الدولي المؤيد لهذه الثورة، يفكر في الطريقة المناسبة لإنهاء نظام بشار الأسد.

سابقا كان كل شيء مرميا على مجلس الأمن المعطل وعلى المعارضة السورية المشلولة بانقساماتها.

حاليا، ثمة شيء تغيّر. تشعر بالتغيير لدى الفرنسيين ولدى من يتواصلون مع السعوديين وفي الجمعية التي أسسها أميركيون لتكون الوعاء القانوني لمساعدة ثوار سوريا، ناهيك بالحضانة المستمرة لدى كل من تركيا وقطر.

نظام بشار الأسد، بدأ يستشعر هذا الخطر. من المرات النادرة، تتحدث وسائل الدعاية لديه، عن ضربة محتملة من الخارج، في تشرين.

لماذا هذا الإصرار الدولي على بث أدلة تدعم هذا الشعور؟

ثمة من يشير الى أن الجميع يتحضر لمرحلة ما بعد الإنتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية.

وهذا الإستحقاق، بدا منذ مدة طويلة بأنه استحقاق فاصل في الأزمة السورية.

باراك أوباما يرفض التحرك سوريا قبل حسم المعركة، خوفا من مفاجآت تنعكس سلبا على آماله الكبرى في البقاء في البيت الأبيض. وميت رومني المتحمس لإنهاء نظام بشار الأسد، لا يملك أدوات التنفيذ، إن لم يصل الى رئاسة أقوى دولة في العالم.

ماذا يحصل في الكواليس؟

دبلوماسي عربي يشير الى أن كل مشاريع الحلول الدبلوماسية التي طرحت على مدى سنة من الزمن طويت.

وهو يؤكد الآتي:

أولا، الجميع إقتنع بأن بوابة مجلس الأمن مقفلة، بفعل الفيتو الصيني- الروسي.

ثانيا، الجميع إقتنع بأن الحلول العربية والإقليمية سقطت.

ثالثا، الآمال التي علقت على إمكان إدخال إيران الى المساعي الآيلة لتغيير نظام الأسد منيت بفشل ذريع، فإيران لا تتمسك ببشار الأسد فحسب، بل هي تقاتل الى جانبه أيضا، وتتصرف على أساس أن نظام الأسد هو امتداد استراتيجي لنظامها.

رابعا، الأوهام التي راجت حول إمكان حصول انشقاقات نوعية تسقط نظام الأسد، سقطت، بسقوط نموذج مناف طلاس، الذي ظهر، وخلافا لكل الإدعاءات، بأنه "رجل إحتفالي" مثله مثل كل الأسماء الكبرى في نظام الأسد، حيث القيادة الفعلية محصورة بعائلة الأسد وأقاربه اللصيقين وبالحرس الثوري الإيراني حيث يلعب من يطلق عليه سوريا لقب "المعلم"، أي قاسم السليماني، دورا محوريا في التصدي للثورة.

وبناء على هذه القناعات، بدأ العمل على بلورة " خارطة طريق" تأخذ بالإعتبار الحقائق وليس الأوهام.

يراهن الدبلوماسي العربي، بناء على اتصالات تشمل الأميركيين والفرنسيين والإتحاد الأوروبي والأتراك والمصريين والسعوديين والقطريين، أن بوادر نهاية الأسد، تبدأ في الظهور ميدانيا، قبل حلول نهاية العام الحالي.

وفي معلوماته، أن العمل يتجه حاليا، الى دعم الثوار لتنظيف شمال سوريا، على اعتبار أن فيها سوف تقام منطقة محمية، تساهم في تحرير كل سوريا من نظام الأسد.

وفي هذه المنطقة المحمية سوف يكون مقر الحكومة الإنتقالية التي تعمل عليها دول مؤثرة في الملف السوري مع المعارضة السورية.

ويجري العمل على تشكيل حكومة إنتقالية، بجدية فائقة.

الحكومة باعتقاد أصدقاء سوريا، من شأنها أن تخلق إطارا تنفيذيا للمعارضة السورية، وتوحي للعالم بأن البديل المفروض توافره عن نظام الأسد، أصبح جاهزا لاستلام السلطة وتوفير الإستقرار العام والحدودي وتأمين صمود الجيش ووحدته وسيطرته على ثورات البلاد العسكرية.

والحكومة التي تشغل كواليس أصدقاء سوريا يجب أن تستفيد من دروس فشل المجلس الوطني السوري، بحيث تكون حكومة وحدة للمعارضات السورية، مع فتح البابا أمام موالين للنظام " لم تتلوث أياديهم بالدماء".

ويصر سوريون واكبوا وراقبوا عمل المجلس الوطني، على أن مشكلة هذا المجلس لم تكن سورية فقط، بل كانت دولية وإقليمية أيضا، وعلى هذا الأساس، لن يقبل هؤلاء بتشكيل حكومة انتقالية إلا إذا توافرت شروط عدة من بينها:
أولا، أن تكون هذه الحكومة هي من تتلقى المساعدات المالية، لتوزعها على الداخل السوري عموما وعلى الثوار خصوصا.

ثانيا، أن تكون الحكومة هي التي تتلقى المعونات العسكرية المطلوبة، وليس الفصائل الثائرة مباشرة.

ثالثا، أن تتسلم هذه الحكومة، وفور تشكيلها، السفارات السورية في دول أصدقاء سوريا، لأن طرد السفراء الذي حصل لم يغيّر شيئا في الواقع، على اعتبار أن الطرد تسبب بذهاب الأقنعة الدبلوماسية وأحكام سيطرة المسيطرين الحقيقيين المشكو منهم، أي رجال مخابرات بشار الأسد. وهذه السفارات تتحكم بمصالح السوريين في الخارج، وتنتقم من المعارضين، بمنع توفير الخدمات الحيوية التي يطلبونها، ولعل أقلها أهمية تجديد جوازات السفر.

رابعا، أن يحظى مبدأ تشكيل الحكومة الإنتقالية بموافقة الدول العربية والإقليمية المؤثرة في الملف السوري.
وفي انتظار توفير ظروف تشكيل الحكومة الإنتقالية، فإن العمل جار على تدريب سوريين معارضين على حسن إدارة المناطق التي تقع تحت سيطرتهم، وهذه مهمة، وفق ما تتقاطع عنده المعلومات، بدأتها فرنسا، الذي يلعب سفيرها في سوريا المقيم بين فرنسا وتركيا، دورا رائدا فيها.

وثمة إصرار عربي ودولي على أن يتمكن الناس في المناطق التي يسيطر عليها الثوار وتنتهي فيها معارك الشوارع، أن يمارسوا حياتهم اليومية، بصورة شبه طبيعية.

وتدرك العواصم المعنية بهذا الأمر، أن مخطط بشار الأسد، يقوم على استراتيجية الأرض المحروقة، بحيث يعمد الى تدمير المارفق الحيوية، في كل منطقة يجد نفسه مهزوما فيها. سواء قبل الإنسحاب أم بعده من خلال استعمال الطيران.

وعلى هذا الأساس، فإن العمل جار، وبقوة على توفير أسلحة أرض- جو للثوار السوريين، حتى يمنعوا الأسد من ممارسة تفوقه الجوي، تعويضا لصعفه البري. علما أن قوة بشار الأسد البرية باتت ترتكز، حاليا على سلاح الدبابات،الذي لا بد من توفير أسلحة فعالة في مواجهتها.

وتجري صياغات مع الدول التي تمتلك هذا النوع من السلاح، من أجل توفيره وتأمينه، حتى لا يتسرب الى أياد ترفضها الدول المعنية، ومن بينها متطرفون قد تكون لهم علاقات مباشرة بتنظيم القاعدة.

ويقدم معارضون سوريون في محادثاتهم مع الدول المعنية تصورات حول ذلك ، بدأت تحظى بالإحترام.

وفي اعتقاد أصدقاء سوريا بأن هذا التصور المتكامل من شأنه توفير أرضية سياسية وجغرافية وعسكرية كفيلة بإطلاق أوسع هجوم للثوار بأنفسهم للقضاء على نظام الأسد.

وهنا، تأخذ المشاورات في عين الإعتبار الحديث المتكرر عن إمكان لجوء بشار الأسد الى خيار "الدويلة العلوية".

كثيرون يرفضون التسليم بخطة بشار. المعارضون السوريون حريصون على وحدة الأرض السورية. دول الجوار الإقليمي والعربي أيضا. ذلك أن العبث بوحدة إقليم سينسحب على وحدة أقاليم كثيرة، على اعتبار أن كل دولة لها مشاكلها الداخلية، في موضوع " الأحلام الإثنية أو الطائفية".

ويؤكد السوريون أن أحلام بشار الأسد بدويلة علوية تعوضه السيطرة الكاملة على سوريا، لن ينجح ، لأن الدويلة العلوية التي رسمها بشار تسيطر على الواجهة البحرية، وهذا لن يكتب له النجاح وسيقاومه السوريون بقوة وبعناد.

ويؤكد إستراتيجيون أن هذه الدويلة وفق ما رسمها الأسد جغرافيا ستفتح نفسها من خلال البقاع اللبناني على "حزب الله" وتخلق بالتالي محور اضطراب مستمر، مطلوب إستراتيجيا منع حصوله.

وعلى هذا الأساس، يريد الجميع أن يتحول انتقال بشار الأسد لاحقا الى " منطقة العلويين" شبيها بانتقال معمر القذافي الى سرت... أي الإنتقال الى ... النهاية!

هذه خطة دفترية. من ينظر الى الأرض السورية، يدرك أنها تكتب ميدانيا. حدقوا في ما يحصل في شمال سوريا!.(وكالات)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات