صباح السبت

تم نشره الأحد 07 تشرين الأوّل / أكتوبر 2012 02:15 صباحاً
صباح السبت
د.سليمان الرطروط

تعتبر الأمة العربية يوم السبت 6 أكتوبر 1973 الموافق ليوم 10 رمضان 1393 هـ يوم نصر وكرامة للأمة العربية ، وذلك عندما تحقق الانتصار الثاني على العدو الصهيوني، بعد النصر الأول في معركة الكرامة. على الرغم من أن نتائجها لم تكن بمقدار الحد الأدنى من تطلعات وطموحات الأمة ، بتحرير المسجد الأقصى، أو باستعادة كل الأراضي المحتلة عام 1967م.
ويكاد المخلصون في الأردن يحبسون أنفاسهم خوفاً من انزلاق البلاد في حالة من الفوضى والاضطراب يوم الجمعة الموافق 5/10/2012م بعدما أعلنت قوى وأحزاب ومنظمات الحراك الشعبي في الأردن عن مسيرة حاشدة لا يقل تعداد المشاركين فيها عن خمسين ألف متظاهر، تنطلق من أمام المسجد الحسيني بوسط عمان وتنتهي بساحة النخيل. وهو ما اعتبره البعض تصعيداً كبيراً وخطيراً، خاصة بعد تشكيل الحركة الإسلامية للمجلس الأعلى للإصلاح.
ومن جهة أخرى أعلنت قوى الولاء والانتماء، وهي أحزاب ومنظمات وجهات غير رسمية أنها ستنظم في الوقت ذاته، وفي المكان نفسه، وبحشد آخر يزيد عن سبعين ألف متظاهر ، وقيل إنه سيزيد عن مائتين ألف متظاهر، وذلك لإخراج مسيرة كبرى للمولاة. وستكون متوازية وقريبة من المسيرة الأولى. لا بل وفي المكان ذاته وهو ساحة النخيل أيضاً.
وعلى الرغم من بدء الحراك الأردني ومنذ ما يقارب من سنة ونصف وفي ظل ما صار يسمى بالربيع العربي، إلا أن حوادث الاحتكاك الجسمي بين المتظاهرين وغيرهم كانت محدودة، وإن وقعت سارعت كل الجهات على إحتواء الموقف ، وإخراجه بصورة فردية.
ولخطورة الوضع وتأزمه بادرت شخصيات سياسية بالاتصال مع كبرى أحزاب المعارضة؛ للتوصل إلى حل توافقي بشأن قانون الانتخاب المرفوض من قوى المعارضة،حيث كان هدف تلك الاتصالات ثني المعارضة عن مقاطعة الانتخابات تسجيلا وترشيحاً وتصويتاً، وحتى هذه اللحظة لا توجد مؤشرات حقيقية يمكن من خلالها القول بأن هنالك حلاً ما يلوح في الأفق.
وإزاء الشد العنيف فقد بادرت الدولة ومؤسساتها من جهة، والتي تقوم بحملة منظمة وغير مسبوقة وبأساليب وأدوات شتى لحث الناخبين على التسجيل في الانتخابات، والحصول على بطاقة الانتخاب، وإفشال دعوة قوى المعارضة لمقاطعة الانتخابات. كما واعتقلت بعض رموز الحراك الشعبي ، وتجنبت حتى الآن الحركة الإسلامية ورموزها من الاعتقال.
ولذا فقد قامت أطراف المعارضة من جهة أخرى كذلك بتصعيد لهجتها وفعاليتها، وبألوان وأشكال شتى، ونوعت وسائل دعوتها للمقاطعة بكل مراحلها. ومن خلال عملية التجاذب والشد والضغط من كل الأطراف ، برز بعض أفراد من الحراك الشعبي _ ولو اتهم بالفردية _ ورفعوا سقف الشعارات المطروحة، ولهذا فقد دعت المعارضة لفعالية كبرى يوم الجمعة 5/10/2012م، تطلق فيه الشعارات المعروفة والمتفق عليها، ويرفع علم الأردن دون غيره، وهو ما أطلقت عليه جمعة إنقاذ الوطن. وبدأت بالحشد الإعلامي والجماهيري، ثم التوجه لإصدار بيانات المقاطعة من بعض مؤسسات للمجتمع المدني، أو الوجوه عشائرية أو الأكاديمية ...ألخ ، كما واتخذت تلك القوى ترتيبات عدة ، تنبئ _على ما يبدو _ بجمعة صاخبة ، قد تتخللها الاضطرابات _ لا سمح الله _ .
وهنالك عدة احتمالات لكيفية التعامل مع التظاهرات والمسيرات في تلك الجمعة، أولها: أن تقوم تلك المظاهرات والمسيرات كما كانت في الماضي ، وأن تسير مظاهرة المعارضة تحميها قوى الأمن، كما وتخرج مسيرة قوى الولاء والانتماء كذلك ، ولكن الأمن يفصل بين الطرفين ، وتنتهى كل الفعاليات دون أن يتعرض لها أحد بسوء، ثم تنتهي بهدوء ويعود الناس كل الناس لبيوتهم ، وترجع قوى الأمن لثكناتها ومراكزها كذلك. وهذا أفضل الاحتمالات ويكاد يكون خطرها معدوماً.
ثانياً: أن يتراجع المنظمون من قوى المعارضة عن تظاهرتهم، وتؤجل لإشعار آخر، يحدد فيما بعد، وما أظن ذلك سيحدث، ولأسباب عدة. أقلها أن البعض يعتبر ذلك انتحاراً سياسياً بعد كل ذلك الحشد.
ثالثاً: أن تؤجل قوى الولاء والانتماء مظاهرتها لإشعار آخر، أو إلى يوم السبت مثلا وفي نفس المكان والزمان وبعد صلاة الظهر، أو أن تبقى تلك التظاهرة في يوم الجمعة 5/10 ولكن تنقل لمكان آخر ، وذلك خشية من تكرار ما حدث في دوار الداخلية من قبل. ولعل نقلها أفضل خيارات هذا الطرح.
رابعاً: أن تدخل في كلا المظاهرتين قوى مدسوسة لها أهداف وأجندات خاصة ، تهدف وتعمل لإيقاد الفتنة وإشعال فتيلها، أو أن لا يستطيع المنظمون لكلا المظاهرتين ضبط المتظاهرين الغلاة والمتشددين من كلا الطرفين ، أو أن لا تستطيع قوى الأمن السيطرة على الموقف ؛ بسبب ضخامة الأعداد المتواجدة، مما سيؤدي إلى إضطرابات عنيفة مساء يوم الجمعة 5/10/2012م، ينتج عنها حالة من الانفلات الأمني _ لا قدر الله_ قد تشمل العاصمة بأكملها، وربما انتقلت لغيرها من المحافظات.
وفي حالة وقوع تلك الحالة الرابعة _ وهي بعيدة إن شاء الله_ سيكون صباح يوم السبت 6/10/2012م إعلان لحالة الطوارئ وحل للبرلمان وإقالة للحكومة، وتشكيل حكومة طوارئ طابعها الشكل العسكري.
إن يوم الجمعة 5/10 سيكون يوماً غير مسبوق سواء بالنسبة لقيادات قوى المعارضة ، أم قوى الولاء والانتماء، وهو اختبار حقيقي في ضبط النفس، وتغليب مصلحة الأردن العليا فوق أي مصلحة. وهو يوم غير إعتيادي واختبار حقيقي أيضاً لقوى الأمن ولمقدار ضبطها ورباطة جأشها، وتعاملها غير الانفعالي والمثير أو الاستفزازي، ثم قدرتها على التعامل مع ذلك الحشد الهائل.
وكل الشعب أو الأكثرية الصامتة تدعو القوى جميعاً تحمل مسؤوليتها التاريخية، وإعلاء صوت العقل والحكمة على حالة الغضب والانفعال، مما سيؤدي _ إن شاء الله _ لتنفيذ تلك الفعاليات ، ثم الانتهاء منها ، بهدوء وسلامة ولكل القوى دون استثناء ، وهو ما يتمناه كل مخلص، ويدعو الله أن يكتبه ويقدره.
وعندئذ سيكتب في تاريخ الأردن أن يوم السبت 6/10 /2012م هو يوم نصر آخر للأردن ، كما هو يوم الكرامة، كما سيسطر ذلك اليوم في التاريخ ويحمل في ثناياه وذاكرته قدرة ورجاحة عقل كل الإردنيين على اختلاف مواقعهم ومناصبهم، وإختلاف أصولهم ومنابتهم أيضاً، وسيجنى النجاح كل الأطراف، قوى المعارضة والمولاة وقوى الأمن، وعلى رأس ذلك كله الأردن قيادة وشعباً.
حفظ الله الأردن من كل سوء، وأطفأ الله نار الفتنة والشر، وقذف الله الخير في القلوب، وطهرها من الحقد والضغينة، وأبطل الله مكائد الحاقدين الأشرار.


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات