"دموع قناص سوري" يقول: "لم يعد لدى قلب"
المدينة نيوز - تناولت الصحف البريطانية الصادرة صباح الاحد العديد من الموضوعات السياسية التي تنوعت بين الصراع الدائر في سوريا ودور القناصة فيه والظروف التي احاطت بمقتل مراسل قناة برس تي في دمشق، وحظوظ الرئيس الفنزويلي الحالي هوغو تشافيز في الفوز بدورة رئاسية ثالثة، فضلا عن دور المناظرات التلفيزيونية في تحديد رأي الناخب الامريكي، وغيرها من القضايا الاخرى.
ونشرت صحيفة صنداي تلغراف تقريراً خاصاً لمراسل الصحيفة في حمص بيل نيلي. ويلقي هذا التقرير الضوء على "دور القناصة في الصراع الدائر في سوريا وكيف تزهق حياة العديد من الابرياء على ايدي القناصة وبكل برودة قلب". ويحكي نيلي كيف التقى أحد القناصة التابعين للجيش السوري النظامي في الخطوط الامامية في مدينة حمص. ويقول نيلي: " التقيت القناص الصغير السن نسبياً ... وهو جندي .. وأخذني الى نقطة تمركزه في احد البنايات في حمص ... حيث يجلس هادئاً يترقب هدفه"، ويضيف كاتب المقال ان "القناص رفض الافصاح عن اسمه خوفاً من ان ينتقم الجيش السوري الحر من عائلته".
ويقول نيلي: "اتسمت ملامح القناص الذي التقيته بالصرامه وكان هادئ الطباع وسلاحه موجهاً صوب منزل اخترقته العديد من الإطلاقات النارية وعندما بدا لي انه مستعد لاطلاق النار على هدفه غادرت المكان".
ويضيف التقرير "خلال جولتي في حمص، التقيت في احد شوارع المدينة صلاح شاتور. لم يكن رجلا طاعنا في السن الا انه بدا لي ذلك، فارتسمت على وجهه علامات الحزن والآسى. فقال لي ان الحياة اضحت صعبة للغاية، فلم يعد يحصي عدد الجيران الذين قتلوا. وعندما سألته عن شعوره جراء فقدان العديد من الاحبة والجيران، تمتم وانفجر باكياً"، وقال: لم يعد لدي قلب. كيفي سينتهي هذا. ان الرب وحده يعلم متى".
ناصر والاتصال الهاتفي
ونطالع في صحيفة صنداي تايمز تقريراً لمراسلة الصحيفة في دمشق هالة جابر بعنوان "آه، مايا، ليتني تمكنت من الرد على اتصالك". وتصف مراسلة الصحيفة جابر في بداية التقرير الاحداث التي جرت الاربعاء الماضي في العاصمة دمشق ودوي الانفجارات في الصباح الباكر واصوات سيارات الاسعاف والاعيرة النارية، وكيفية تلقيها اتصالاً من زميل صحافي اسمه مايا ناصر يعمل مراسلاً صحافياً لقناة برس تي في الايرانية ذلك اليوم.
وتقول جابر "سمعت اصوات الانفجارات في الساعة السابعة صباحاً ولم يكن بإمكاني الاتصال بمكتب لندن إذ كان الوقت مبكراً جداً لذا بدأت بإرسال رسائل عبر عن المستجدات الامنية في المنطقة والانفجار الذي استهدف مبنى وزارة الداخلية السورية".
وتضيف "بعد نحو ساعتين، اتصلت بمكتب لندن للمرة الثانية وتحدثت مع مراسل الشؤون الاجنبية ثم ذهبت مع الحراس في جولة لتفقد ما يجري حولنا وللنظر من خلال الشرفة، الا ان الحراس نبهوني الى ان هناك العديد من القناصة وطلبوا مني الاحتماء".
وتصف جابر كيف تلقت مكالمة على هاتفها المحلي في الساعة الثامنة اثناء حديثها مع الـ بي بي سي. وتقول "كان الاتصال من زميلها الصحافي السوري مايا ناصر الذي التقت به خلال تغطيتها الاحداث في ثاني اكبر مدينة في سوريا حلب منذ اسبوعيين"، وتضيف " قلت بيني وبين نفسي: سأتصل به بعد قليل".
وتضيف جابر "حاولت الاتصال بناصر الا انني لم استطع الوصول اليه. وفي الساعة 9.50 وجدت رسالة على توتير: ان مراسل قناة برس تي في قتل في سوريا على يد احد القناصة".
وتروي جابر كيفية تلقيها الخبر وتقول "لقد اتصل بي منذ ساعة فقط ولم اتمكن من الاجابة على اتصاله لاني كنت منشغلة على الخط الثاني مع مكتب لندن". وعلمت انه قتل "برصاص قناص صوب بندقيته نحو عنقه وارداه قتيلاً".
وتنعي جابر في تقريرها زميلها الصحافي ناصر وتقول: "ناصر (33 عاما) والدته مسيحية ووالده مسلم وقد اعطى اولاده اسماء اناث ليثبت ان لا فرق بين النساء والرجال. كان ليبرالياً ويكره نظام الاسد وقتل على يد القناصة اثناء تغطيته الاحداث في سوريا"..(وكالات)