صحافية بريطانية تروي رؤيا العين تفجير مبنى وزارة الدفاع في دمشق

تم نشره الإثنين 01st تشرين الأوّل / أكتوبر 2012 12:24 صباحاً
صحافية بريطانية تروي رؤيا العين تفجير مبنى وزارة الدفاع في دمشق

المدينة نيوز -  نشرت صحيفة “ذي صنداي تايمز” البريطانية مقالا لمراسلتها هاله جابر بعثت بها من دمشق بعد ان فرت من فندقها للنجاة بنفسها عندما تمكنت قوات الثوار السوريين من تفجير مبنى وزارة الدفاع في العاصمة السورية، قالت فيه:

ايقظني صوت انفجار هائل. واول ما وقعت عليه عيناي كان الضوء الناتج عن الانفجار. وبدا صوت الانفجار قريبا لدرجة انني اعتقدت ان الفندق الذي اقيم فيه يتعرض للهجوم.

ومع تسارع دقات قلبي، تمكنت من ان اطل من نافذة غرفتي التي تقع في الطابق الرابع من الفندق، لارى رجال الامن يصيحون وهم يشيرون الى مبنى وزارة الدفاع المقابل.

اخذت السحب الداكنة السواد تنطلق في السماء من مبنى القيادة العامة، حيث يوجد مكتب لوزارة الدفاع السورية. وكان من المفروض ان تكون اكثر الاماكن امنا في سوريا، لكنني ما لبثت ان ارتديت ملابسي على عجل ويداي ترتجفان فيما تسارعت طلقات البنادق سريعة الطلقات مما اشعرني بان الفوضى تعم المكان.

كانت ساعتي تشير الى السابعة ودقيقة واحدة من صباح يوم الاربعاء، ولما كان الوقت مبكرا بالنسبة لمكتبنا في لندن اذ كانت الساعة الخامسة ودقيقة واحدة هناك، فقد استقر رأيي على استخدام الـ”تويتر” وارسلت الرسالة التالية “انفجار هائل تبعته اصوات طلقات نارية وصفير سيارات الاسعاف”.

في السابعة وتسع دقائق صدر صوت انفجار اخر هز الفندق. خرجت من غرفتي وعدما فتحت الباب الى الشرفة وجدت انني وحيدة هناك، فانتابني شعور غريب بالعزلة. بعثت برسالة عما شاهدته، ينتابني شعور بحاجة قوية بان علي ان اتصل مع العالم بقدر رغبتي في بث الاخبار.

حذرني موظفو الامن في الفندق من الخروج وطلبوا مني العودة الى الغرفة. قالوا لي “هناك قناصة في كل مكان” مشيرين الى احد المسلحين على سطح مبنى التلفزيون الحكومي على يميني.

لكنني جلست في الممر التقط انفاسي، وسمعت طلقات اصغر متلاحقة يتردد صداها في الميدان امام الفندق. وبدأت الذخائر في الانفجار مع ارتفاع لهيب النار الى الطوابق العليا. وكان بامكاني ان اشاهد عبر سحب الدخان عدة رجال على سطح مبنى الوزارة يلوحون بايديهم واليأس يملأ نفوسهم على امل جذب انتباه من ينقذهم.

بعد حوالي ساعة تمكنت من محادثة محرر الشؤون الخارجية في الصحيفة هاتفيا وابلاغه بما حدث، ولحقت بعد ذلك بمجموعة من حرس الامن على الشرفة. طلب مني الحراس ان اظل قرب الحائط لاحمي نفسي، ومع ذلك فقد امكنني من ذلك الموقع ان اشاهد لمعان النيران في الغرف على الطابقين الثالث والرابع من مبنى الوزارة.

ومع تناهي الانباء بان الامر كان هجوما كبيرا للثوار في قلب مؤسسة الدفاع في دمشق، بدأت تصل طلبات لاجراء مقابلات عبر الهاتف. وبعد الثامنة بقليل تحدثت الى الـ”بي بي سي” على هاتفي البريطاني ولاحظت ان هناك مكالمة على هاتفي الجوال.

كانت من معاوية ناصر، وهو صحافي تلفزيون سوري التقيت به خلال زيارة عمل في مدينة حلب. وكنا نلتقي كل يوم لمدة اسبوعين تقريبا اثناء تناول الافطار او القهوة المسائية، ونتشارك في ما ندركه من اساليب الحركة بامان في المدينة ونناقش مسيرة القتال. وفي الاسبوع الماضي التقينا في دمشق. اما في تلك اللحظة فانني لم اتمكن من محادثته، وقلت لنفسي ساتصل به في وقت لاحق، وانه ربما كان يتصل بي لتبادل المعلومات عن الانفجار.

بعد انتهاء اللقاء مع الـ”بي بي سي”، لم اتمكن من الاتصال بناصر. ظننت انه ربما يذيع تقريره على الهواء. الا انني بينما كنت ادقق اخر الاخبار على الـ”تويتر” وكانت الساعة قاربت العاشرة الا عشر دقائق، قرأت خبرا جعل الدم يتجمد في عروقي. “مقتل الصحافي اتلفزيوني معاوية ناصر بنيران قناص في سوريا”.

كدت لا اصدق النبأ واحتاج الامر لثوان قبل ان افيق من الصدمة. قلت لنفسي لعل هناك خطأ في الخبر. “فهو اتصل بي قبل حوالي الساعة. ولم اتمكن من محادثته اذ كنت مشغولة بالحديث على الهاتف الاخر”. ودعوت الله الا يكون الخبر صحيحا.

حاولت الاتصال مرة اخرى، لكنه ظل مشغولا، وبدأت اردد “اجبني يا معاوية” قبل ان اخلد الى البكاء.

عادت بي الذكرى الى ماري كولفن، صديقتي وزميلتي في “صنداي تايمز” التي لاقت حتفها بقذيفة في حمص في شباط (فبراير)، وقد امضيت حوالي اسبوعين في دمشق وانا احاول اجراء الترتيبات لاستلام الجثة والتعرف عليها في مشرحة المستشفى.

وتذكرت 17 من الصحافيين الاخرين الذين قتلوا وهم يؤدون واجبهم الصحفي في الصراع الدائر في سوريا هذا العام.

الا ان ما سيطر على افكاري يوم الاربعاء الفائت كان ناصر، ووالداه اللذان ابعدهما عن حمص الى مكان اكثر امنا، والشابة التي عشقها، والتي كان من المفروض اعلان خطوبتهما بعد بومين.(احرار سوريا)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات