اتحاد كتاب وأدباء الإمارات يستضيف الروائي الأردني زياد محافظة

المدينة نيوز - نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بأبوظبي، أمسية نقدية استضاف خلالها الروائي والقاص الأردني المقيم في أبوظبي، زياد أحمد محافظة، وذلك بمناسبة صدور مجموعته القصصية الجديدة: "أبي لا يجيد حراسة القصور "، والصادرة مؤخراً عن دار فضاءات للنشر في عمان. وقد قدم للأمسية الإعلامي جهاد هديب، الذي قال إن محافظة روائي اجتهد في عالم الرواية، فقدم رؤياه في تناول هذا العالم، وهو بعد ذلك أراد أن يلتقط الغريب والاجتماعي في القصة القصيرة، فكانت مجموعته القصصية. وقد لخص ثقافته في هذه الأعمال وأثبت أنه قارئ متتبع، استفاد من بنية القص لينتج نصوصاً حفلت بالتجديد. بعد ذلك استعرض محافظة المناخات والعتبات التي رافقت كتابة مجموعته القصصية، التي ضمت اثنتي عشرة قصة قصيرة، احتفت كل واحدة منها بأبطالها وأحداثها وخيباتها على طريقتها الخاصة.
وقال محافظة في بداية حديثة إن كل حكاية في هذه المجموعة، ولدت لتكونَ قصةً قصيرة، مستوفية شروط كتابتها واستمرارها، ومكتفية بمشاهدها وشخوصها، مستعرضاً السمات الهيكلية والبنيوية التي اتسمت بها القصص، والإيقاع المتصاعد لأحداثها، والمشهدية الحركية التي برزت في العديد منها، مشيراً إلى أن الهمّ الإنساني العام، يتجلى فيها بوضوح، لاسيما قلق الذات مع نفسها ومع الآخر، والنهايات الملغمة التي تطفو على السطح، والاكتشافات الصغيرة تحيل القراءة الأولى للقصة إلى قراءة مربكة، أما الكوميديا السوداء والسخرية المريرة، فيبدو مذاقها واضحاً كل الوضوح.
وحول ظروف وتقنيات الكتابة، أشار محافظة إلى أن هذه المجموعة القصصية كتبت بطريقة لا ترتهن لهوية سردية محددة، بل أقرب ما تكون لشبكةٍ يستعصي فيها التمركز. فبها نوعٌ من التجريب، والانفتاح على متون حكائية وبنى سردية متنوعة، بها شيء من الرمز والغرائبية، فلكل قصة معمارُها الفني الخاص، والاشتغالُ عليها بصورة مستقلة، كان بهدف منح المجموعة شيئاً من الحرية، للوصول نحو خطاب فني وأدبي، يحيلُ الأحداث الكلاسيكية إلى صورة قابلة للتأمل.
وأضاف صاحب رواية "يوم خذلتني الفراشات "، يخطئ من يظنُ أن القصة القصيرة أيسرَ فنون السرد وأقصرَها، بل هي لمن يعي قدرَها، مرهقةٌ ومتطلبة، مزاجها لا يضبطُ على إيقاع، فالقصص القصيرة غير مأمونة الجانب، وهي برشاقتها وتشويقها، زئبقيةُ الطبع والملامح، تنسلُ من بين يدي الكاتب في أي لحظة توهمَ أنه قد قبض عليها. مضيفاً أن عذوبة القصة القصيرة تكمن في أنها تغني عن الثرثرة، وتصل للهدف من أيسر الطرق وأقصرِها. وحول أفق التحولات التي عصفت بالقصة القصيرة، أضاف محافظة أن القصة القصيرة عانت كثيراً من الإهمال، ولم يفها أقرب الناس إليها حقها، لذا فهي أكثرُ ما تحتاج الآن، شيئاً من الوفاء. فالقصةَ القصيرة يمكنُ أن تكون عصا سحرية، لإعادة الناس للقراءة.
وفي نهاية الأمسية التي حضرها جمهور من الأدباء والمثقفين والمهتمين، أشار محافظة إلى أن مجموعته القصصية بها نفسٌ سياسيٌ يقتفي عن عمد أثرَ التغيرات التي طرأت على حياتنا الغارقة في فوضى سياسية، يدفع البسطاءُ دوماً ثمن زلاّتها. مشيراً إلى أنه راض عن مساحة الحرية التي تحركت بها الشخصيات، وعن قدرة كل شخصية على التعبير عن همومها وهواجسها وتطلعاتها بالشكل الذي راقها.