فراغ أم فرار امني
أن الشائعات التي تناقلتها وسائل الأعلام المختلفة عن عدم رغبة تواجد الأمن العام يوم الجمعة 5/10/2012 المصادف لمسيرات جبهة العمل الإسلامي والقوى المتحالفة معها في ما سمي جمعة إنفاذ الوطن تحتاج فورا وقبل فوات الأوان مؤتمرا صحفيا من قبل وزير الداخلية أو مدير الأمن العام يدحض هذه الشائعة والافتراء فالقاعدة القانونية والفقهية تقول بان السكوت في معرض الحاجة إلى بيان بيان والسكوت هنا عن دحض هذه الشائعة صحة لها ولا يمكن لعاقل أن يصدق أو يتصور بان أجهزتنا الأمنية لديها النية في ارتكاب جريمة تتمثل في الامتناع عن واجبها فالجريمة بتعريفها القانوني هي كل فعل أو أمتناع عن فعل يعاقب عليه القانون وهذه الجريمة تمتاز عن غيرها بالنشاط السلبي وهو ما يميزها عن الجرائم الأخرى التي تمتاز بالنشاط الايجابي مذكرا القائمون على امن العباد والبلاد بان الرئيس المخلوع حسني مبارك ووزير داخليته والعديد من قياداته الأمنية قد ادينو بتهمة التقصير في حماية المتظاهرين ولم تثبت عليهم تهمة قتل المتظاهرين وحكم بالسجن المؤبد نتيجة هذا التقصير وقانون العقوبات الأردني نسخه شبه الأصل عن قانون العقوبات المصري لا زال الوقت متاحا أمام وزير الداخلية أوعطوفة مدير الأمن العام في تكذيب هذه الشائعة وألا فان النتائج القانونية ستكون كارثية عليهم أن وقع لا قدر الله ما لا يحمد عقباه عندها لا ينفع الندم وستقدم رؤوس إلى القضاء لتهدئة الرأي العام بتهمة الامتناع عن القيام بالواجب والذي أدى إلى القتل والجرح
لا اصدق ولا أتصور أن الأجهزة الأمنية ستترك فراغا امنيا يوم 5/10 فالأسلحة والمهمات المصروفة لهم ليست لحمايتهم الشخصية وإنما لحماية أفراد المجتمع من شرور الأجرام وحماية أعراض وممتلكات المواطنين استطيع أن أتفهم عدم وجود قدره لدى جهاز الأمن العام في مواجهة حشود من المتظاهرين في مناطق متفرقة من العاصمة بدون تفريغ مناطق من المملكة من التواجد الأمني ولكن هذا لا يمنع من إعادة تقدير الموقف الأمني يوم 5/10 والاستعانة بالقوات المسلحة الباسلة في ملئ الفراغ الأمني
ستكتب مئات التقارير مساء يوم 5/10 في محاولة جميع الأطراف التملص من مسؤوليتهم وتحميل المسؤولية للطرف الأخر وإنكار أرائهم واجتهاداتهم السابقة
المطلوب فورا ليس البحث في الأدراج عن أوامر عمليات وخطط أمنية سابقه وتغير تواريخها المطلوب خطه أمنيه متكاملة ومحكمه هدفها حماية المواطنين وممتلكاتهم والطلب فورا بتسطير كتاب رسمي إلى القائمين على تنظيم المسيرة بتزويدهم بالمعلومات الكاملة عن أماكن الانطلاق وخطة سيرهم
أتمنى على جميع الأطراف التحلي بالحكمة والذكاء وذلك لتفويت الفرصة على العناصر المندسة لدى جميع الأطراف والتي قد ترتدي لباس الأمن العام والذين قد يستغلون الفراغ الأمني أذا ما صدقت الشائعة
ما أحوجنا اليوم إلى من يذكرنا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تمنوا لقاء العدو فإذا لقيتموهم فاصبروا) لا يوجد في هذا الوطن أعداء أنماء أخوة تجمعهم رابطة التوحيد ولا يوجد بينهم ألا خلافات في وجهات النظر
وأخيرا أود طمأنة الشعب الأردني بكافة فئاته بان هذا الوطن مكلؤ بالرعاية الإلهية وان الجيش العربي المصطفوي الباسل قادرا على وأد الفتنة في مهدها وان هذا التحشيد والتجيش من قبل كافة الأطراف ما هو ألا زوبعة في فنجان فارغ