العبيدات:من الشهادة إلى السفارة !!!

تم نشره الأحد 07 تشرين الأوّل / أكتوبر 2012 01:29 صباحاً
العبيدات:من الشهادة إلى السفارة !!!
بسام الياسين

 

نرفع القبعات،ونلوح بالشماخات،ونحني الهامات،للموقف العروبي المشرف لعشيرة العبيدات من مسألة تعيين ابنها وليد خالد العبيدات، سفيراً في "إسرائيل "دولة العدوان الصهيوني. مايثير الدهشة ان هذا التعيين جاء مع تهويد المدينة القدس والتضييق على اهلها لاخلائها،وتسمين المستوطنات في الضفة

الغربية،والانهيار الشامل للسلطة الفلسطينية، و دخول قطعان المتطرفين اليهود الى باحات الاقصى لإقامة الشعائر الدينية،بالتزامن مع وصول عمليات الحفر للبحث عن الهيكل المزعوم المراحل الاخيرة،اذ ان اي هزة ارضية طبيعية او صناعية ستطيح بقبلة المسلمين الاولى،و همزة الوصل بين الارض والسماء.

*** العبيدات عشيرة كريمة، قلبها يتوهج بحب الاردن،وسجلها نقي ناصع البياض كالياسمين الدمشقي، وطاهر مثل حمام فلسطين الذي يهدل باسماء الله الحسنى على قباب الاقصى،وقامتها شامخة مثل نخيل العراق الذاهبة للغيم،وتحمل في روحها روحية جمال عبدالناصر وعنفوان صدام حسين،وتستلهم البطولة وحب فلسطين من ابطال معركة اليرموك التي تقع على مرمى حجر من قراها السبع.


*** شيخها العبيدات الجليل،وحادي ركبها "ابو تركي " حينما استشعر الخطر الصهيوني على فلسطين،اعتلى ظهر فرسه الصقلاوية، وقطع النهر غرباً وهو يردد صرخته المدوية:المبتدأ والخبر،النهج والطريق،العروبة والتحرير امام فرسان العبيدات الاشاوس وهم في طريقهم الى فلسطينهم: "عندما يكون الموت حقاٌ،فاشرف انواع الموت ان يكون على تراب فلسطين... ". بعدها اسلم الفارس فرسه للريح،واطلق العنان لها طلباً للشهادة حتى نالها.


*** هذا هو ابو تركي كايد المفلح العبيدات "صقر فلسطين " الفارس الذي داس بحوافر فرسه الصقلاوية تقسيمات سايكس بيكو السياسية التي مزقت بلاد الشام الى دويلات فسيفسائية صغيرة،ففصلت الاردن عن سوريا،وابعدتها عن لبنان وفرقتّها عن فلسطين،واصبح لكل دويلة علمها الخاص، ونشيدها

الوطني،وخوازيقها الحدودية،لكن العروبي ابو تركي كسر القاعدة الاستعمارية التفتيتية،وتحدى بلفور ووعده بسلخ فلسطين من جسدها العربي وتقديمها هدية لليهود، ،فارض فلسطين وقف اسلامي عربي للامة كافة، واشتبك مع الغزاة اليهود في قتال ضار حتى استشهد،فعرجت روحه الطاهرة تحفها الملائكة،سالكة معراج سيد الخلق الى "سدرة المنتهى "،فيما عاد جسده الترابي،من ارض الحشد والرباط،مروراً بدرعا،محمولاً على اعناق الرجال ليوارى في تراب "كفرسوم "الطهور.


*** عراب وادي عربة،اعلن ان الوطن البديل دفن مع توقيع معاهدة وادي عربة،لكنه عاد وسحب كلامه بعد افتضاح نوايا اليهود،وتصريحات كبار قادتها بان حل القضية الفلسطينية لن يكون الا في الاردن،وعلى حساب شعبها وفوق ارضها،و بالمناسبة هذه عقيدة يهودية،وليس كلاما للتسويق.وابلغ دليل على صحة هذا المعتقد ان اسرائيل ترفض رفضاً قاطعا إقامة دولة فلسطنية على الارض الفلسطينية ،رغم كل معاهدات الاذعان والاستسلام التي جرى تسويقها تحت شعار المعاهدة تؤدي للدولة.


*** عقود ثلاثة مرت على توقيع وادي عربة،وجرائمها التطبيعية المجانية، لكنها لم تثمر ومضة امل بالعودة او اقامة الدولة،وثبت بالملموس القاطع سقوط مبررات إبرامها التي روّج لها اولئك المطبعون الذين "ضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله "، والموقعون " يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ". فسقط زيف الادعاء الكاذب بان المعاهدة ستفتح ابواب الجنة للاردنيين،وسينهلون من انهارها العسل حتى التخمة،ويشربون من سواقيها الخمرة حتى الدوخة،نتيجة لتزواج الخبرة اليهودية، والاموال النفطية، والايدي العاملة الاردنية،فكانت النتيجة مديونية مدمرة،وقطيعة بين تل ابيب وعمان.


*** لانرغب علك اللغة،وان نمط في الكلام،فماذا سيفعل وليد خالد عبيدات،مع دهاقنة الصهاينة،ومؤسسي محافل الماسونية،وعتاولة الموساد،وحكماء برتوكولات،وجواسيس بني صهيون،وتطرف الاحزاب الدينية المتشددة التي ترى ان الحيوانات اعلى شأناً من العرب،وكيف سيتعامل مع عنتريات ليبرمان،ووقاحة نتنياهو التي لم تعد تحتملها الادارة الامريكية حليفهم الاستراتيجي،بشهادة الصحافة العبرية،وكيف يصافح الاردني ابن العشيرة الكريمة خالد العبيدات،السفاح نتنياهو في الوقت الذي رفض الملك عبدالله الالتقاء به؟!!.
*** فهل يفعلها وليد ويخلع جلباب ابو تركي الشيخ المجاهد والشهيد الاول ـ لاسمح الله ـ ؟!. نجزم انه لن يفعلها لان الرجل الوطني الشريف يرفض ان يضع نفسه بالمزاد العلني،ولايحكم على ذاته بالاعدام

السياسي،ويفضل الموت على السقوط الاخلاقي والوطني والقومي،ناهيك عن المخالفة الصريحة للشريعة الله وتعاليم سيدنا محمد،حيث ان اكثر من ثلث آيات مصحفنا الشريف تلعن اليهود ومن والاهم،وتكشف مكرهم وخبثهم،وكيف انهم لايقيمون وزنا للعهود والعقود،وكيف تآمروا على الرسول وآذوه وسحروه وحشدوا القبائل لاجهاض الرسالة الصاعدة في المدينة،ومازالوا يحقدون عليه الى يومنا هذا،دليلنا الدامغ الفيلم المسيء للرسول والاسلام والعرب "برآءة المسلمين ". واليهود هم وراء تخريب القيم والمبادىء الانسانية،ومن كان عنده ذرة شك، فليقرأ كتابهم المقدس التلمود وبرتوكولات حكماءهم وتاريخهم الاجرامي لكي يقتنع بما نقول.


*** لم يسجل التاريخ ان احداً من شباب العبيدات المشهود لهم بالتضحيات الوطنية والقومية، ركب موجة التوقيع او التطبيع،لانهم وحدويون بالفطرة،وهم اشد الناس تمسكاً بالوحدة الوطنية،وهذه خصيصة تمتاز بها عشائر العبيدات،وكانت فلسطين في وجدانهم وضمائرهم ومازالت حية،وهي على مرمى نظرة منهم،لم يتركوها يوماً، ولن يخذلوها باذن الله .وظلوا السند والظهير لها،رغم ان فلسطين اصبحت يتيمة بين عربان النفط ،و مفردة للزركشة والزينة في احاديث المجالس وعلى منابر الاحتفالات والمهرجانات الخطابية للمتسلقين.


*** لاجل هذا نقول: ليس معقولاً ان يكون مبتدأ العشيرة البطولي استشهاد شيخها ابو تركي كايد المفلح العبيدات على ارض فلسطين.و خبرها ـ لاقدر الله ـ ان يصبح خالد عبيدات سفيراً في تل ابيب عاصمة الاجرام و الاحتلال.اما ان كان يظن سعادة السفير ان معاهدة وادي عربة واعتلاء كرسي السفارة في اسرائيل هما الممر الآمن والطريع السريع للدوار الرابع كما حدث مع عبدالسلام المجالي ومعروف البخيت وعون الخصاونة وفايز الطراونة فتلك لعبة انتهت وجائزة ترضية ألغيت!!!



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات